السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذهبت لطبيب نفساني بسبب أفكار العذرية وأفكار كفرية فقال لي إنه وسواس قهري وليس بحاجة لعقاقير ويكفي ممارسة الهوايات والتجاهل التام للأفكار والإعراض عن الأفعال التي تغذيه ففعلت ذلك، ولكن من فترة قريبة تعرضت لموقف غير لائق من شخص غير محترم وتجاهلته فجاء بعقلي أفكار عن كيف يفعل ذلك ونحن في شهر مبارك وجاءت فكرة استهزائية بالدين وبمجرد انتهاء الفكرة لم أستطع تذكرها!! مهما حاولت ولا أعرف فيما فكرت، ولكنه استهزاء بحكم شرعي على معصية أو غيره لا أذكر فعلا وابتسمت وقتها بسبب تلك الفكرة.
لا أعلم هل هذا حديث نفس بما أنها كانت من خواطري الخاصة بالموقف والابتسامة تعتبر عمل؟! فيعتبر ردة؟!
أم أن الوسواس تدخل في حديث النفس والاستهزاء فالابتسامة تعتبر وسوسة معفو عنها؟! وشكرا لكم.
19/2/2024
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "نادين" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
ليت أن الموسوس يستطيع بسهولة أن يميز ما بين خواطره الخاصة وخواطره الوسواسية؟ الحقيقة أن الشيء الوحيد الذي يستطيع الصحيح به التمييز هو كون الخواطر الوسواسية تخالف طبيعته وأفكاره التي يعرفها ويسميها خواطر خاصة وهو يستطيع ذلك بسهولة من خلال استبطان نفسه، أما الموسوس فيجد صعوبة جمة في استبطان مشاعره تجاه الأفكار بما يجعله غير قادر على التيقن مما يجد في داخله، ولتفهمي أكثر أنصحك بأن تقرئي: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
إذن فالموسوس يعجز عن التأكد من أن الأفكار الكفرية ليست خاصته أو ليست حديث نفسه، لأنه عندما يستهدف شعورا أو معلومة من دواخله (خاصة ما يتعلق بالوساوس) فإنه يجد شكا أكثر مما يجد يقينا فيعجز عن التأكد والاطمئنان من دواخله ويحاول الحصول عليه من بدائل خارجية كأن تسألي أحدا أو موقعا إلكترونيا.
ما تحكين أنه حدث معك (جاءت فكرة استهزائية بالدين) وكانت عابرة لكنها بالنسبة لك لم تعبر (لم أستطع تذكرها!! مهما حاولت ولا أعرف فيما فكرت، ولكنه استهزاء بحكم شرعي على معصية أو غيره لا أذكر فعلا وابتسمت وقتها بسبب تلك الفكرة)... يعني لا تتذكرين بماذا استهزأت رغم قهور التذكر أو محاولات التذكر القهري التي أنهكت نفسك فيها دون فائدة، لكن تتذكرين الاستهزاء والابتسام، وهذه صورة مشهورة لمرضى وسواس الكفرية.
أما مسألة ماذا لو كانت حديث نفس؟ حتى في هذه الحالة لا شيء عليك لأنك لا رحت تبثين الأفكار الكفرية بين الناس (وهذا معنى التكلم) ولا عملت بمقتضاها يعني نفسك تحدثك بالكفر فتمتنعين عن العبادة (وهذا معنى العمل) وليس هناك أي علاقة للابتسام بالعمل المقصود في حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم (عفي عن أمتي ما: حدثت به نفوسها ما لم تتكلم به أو تعمل به) صدق صلى الله عليه وسلم.
واقرئي أيضًا:
حديث النفس الكفري يحزنني؟
وسواس قهري أم حديث نفس؟
وسواس قهري أم حديث نفس؟ لا حساب!
وسواس عقيدة + حديث نفس: العبرة بالعمل!
حديث النفس بالسب وسواس!
أخيرا يبدو أن عليك مراجعة طبيبك النفساني مرة أخرى لأن الحالة الآن قد تستدعي منه طريقة علاج مختلفة، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.