شكر الله لكم جهودكم في مد يد العون بالمشورة لهذه الأفواج من الشباب الذي ابتلي بوجوده في هذه الحقبة من الزمن المليء بالتعاسة والتخلف.
في هذه الاستشارة قد تجدون أنني أجيب على نفسي في داخلها، لكنها قد تكون صرخة أكثر منها استشارة، نعم صرخة في وجه كل الآباء وكل الأمهات وكل من تزوج وهو لا يعرف ماذا يعني أن تكون مسؤولا عن ابنك أو ابنتك، صرخة في وجه هذا البعد السحيق عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور، فها نحن نهوي إلى ما هو أحط من الجاهلية الأولى، ونسأل الله العافية وأن يخرجنا من هذه الدنيا سالمين.
الحقيقة أن موضوعي يحتاج لصفحات، ولكن سأحاول الاختصار. معاناتي أيها الأفاضل هي من تعلقي بسيدة تعرفت عليها وأحببتها حبا حقيقيا، بالرغم من أنها لم تكن على درجة الالتزام الديني الذي أنشده في زوجتي، بل كانت بعيدة جدا جدا، وسوف تقولون لماذا هذا التهور فالنتيجة الطبيعية هي الفشل في هذه العلاقة التي ليس فيها الحد الأدنى من التوافق الفكري؟ لكنها أظهرت لي أنها سعيدة بأن الله أرسل لها من يدلها على الطريق، وقد وجدت منها استجابة جزئية في بعض الأمور التعبدية التي تركتها منذ سنين طويلة، تلك السيدة مطلقة، وأنا أيضا مطلق.
والأهم هنا وهو بيت القصيد أني اكتشفت أنها جاهلة جهلا مطبقا بكل شيء عن الدين، والمصيبة الكبرى أنها ولدت ونشأت في بلد عربي مسلم، فما هذا الانحطاط الذي وصلنا إليه؟ طبعا هناك ملابسات قوية؛ حيث إنها سافرت وتزوجت في بلد أوروبي، وعاشت هناك فترة طويلة نصفها مطلقة بعد معاناة مع زوجها الأول الذي هو نموذج أيضا للانحطاط، فهو من بلدها ومن قومها.
تركها أهلها تعاني الأمرين هناك بمفردها مع ولدين تكافح في بلد منحل أخلاقيا لكي تنفق على نفسها وأولادها، تخيلوا إنسانا لا يعرف شيئا عن دينه ويجد نفسه في وسط هذا الكم الهائل من الانحطاط والفشل الاجتماعي والتفكك الأسري، هي من داخلها ترفض هذا الجو، بدليل أن تفكيرها كله كان في الارتباط بشخص عربي أصيل من بلد عربي ولا يعيش في أوروبا، ولكنها منغمسة فيه بدوافع اليأس.. عنيدة جدا يا إخوة.. لا صلاة ولا صيام ولا قرآن.. لا تعرف حتى مم يتألف القرآن كسور وما إلى ذلك، ولا أريد أن أقول مشاكل في العقيدة فهي أصلا لا تعرف ماذا تعني كلمة عقيدة، تكره أباها وحتى أمها التي توفيت.. تكره العرب كلهم.. وتكره المسلمين.. ترميهم كلهم بالتخلف، لكنها تحب أن ترتبط بشاب عربي!.
في الوقت نفسه تظهر أنها تترفع عن حياة المجون التي يحياها الغربيون، وفي مواقف الكره للعرب تمدح الغرب!! قمة الضياع والحيرة.. قمة التناقض في المشاعر وفي كل شيء.
أحبتني وأسمعتني أنها فرحة بي، لكنها سرعان ما تغيرت ورفضتني بدوافع الريبة مني، وأني أريد أن أجبرها على التغير مع أنها هي من أرادت التغير يوما ما، تقول إنها تريد أن تظل هكذا، وهي تعلم أن ما أطلبه منها أفضل لها.. تريد أن تثبت لنفسها أن لا أحد يستطيع أن يسبب لها المزيد من القهر الذي عانت منه وتشعر به تجاه مجتمعها الأول وزوجها الأول وحتى أهلها.
والله أريد أن أخرج إلى الشارع وأصرخ بأعلى صوتي أنقذوا أبناءكم من شفا الهاوية أيتها المجتمعات المريضة، آه لو أنني حاكم على هذه البلاد التي نعيش فيها لأوقفت الزواج حتى إشعار آخر؛ حتى نزيل هذه الأطنان من التخلف والانحدار والضياع.
أنا الآن موقن تماما بأنها لا تصلح زوجة لي، لكن في نفس الوقت عندي شعور قوي بالألم لدرجة لا توصف إشفاقا عليها.. أريد عمل المستحيل من أجل هدايتها وانتشالها من هذا الغرق في مستنقع تلك البلاد التي تعج بالدياثة والأوبئة الأخلاقية... يعيشون كالحيوانات لا دين ولا أخلاق ولا رجولة ولا روح.
أعرف أن الله تعالى قال: "إنك لا تهدي من أحببت"، وأعرف أن الله أرحم بها إن كانت لا تعلم، وأنها تستحق ما يجري لها إن كانت جاحدة ومتكبرة.. لكنني لا أستطيع أن أنساها.. أريد السفر إليها؛ لكي أكون بجوارها صديقا لها أتفقد حالها وأحميها إذا كان ذلك ضروريا، أحميها حتى من نفسها. أشعر أن هناك مسؤولية كبيرة عليّ نحوها حتى لو كلفني ذلك حياتي كلها.
ولا أنكر رغبتي الملحة في الزواج والاستقرار مع زوجة ملتزمة طاهرة عفيفة نقية بحجابها وصلاتها وحبها للفضيلة تربي أولادي.
كل يوم أبكي على بعدها عني... أحببتها عاطفيا نعم، والأكثر أنني أشعر أنها ابنتي، وهي أكبر مني سنا بالمناسبة.
لا أستطيع تخيل أني أعيش مرتاح البال وهناك في بلاد الكفر أمثال هذه السيدة التائهة التي وقعت فريسة لأخطائنا نحن.
أشعر بكره كبير نحو أهلها ونحو كل المجتمع الذي أعيش فيه أنا أيضا... لو كان هناك متسع لكتبت المزيد.
25/2/2024
رد المستشار
صديقي
أنت تريد أن تكون البطل المنقذ وهي تتلاعب بك.. ما تصفه عنها يساوي شخصية حدية من خصائصها الاندفاع والتناقض وسهولة القول المعسول عندما يناسب مصلحتها.
تقول أنك أحببتها.. متى وكيف ولماذا؟
جهلها بأمور الدين والعقيدة مستمر وبالتالي ليست لديها رغبة حقيقية في الإيمان... كيف سوف تجعلها تؤمن؟ بالإلحاح والتكرار؟ لقد أعطاها الله حرية الاختيار فمن أنت ومن يكون أي إنسان لكي يسبب الإيمان في آخر إن لم يرد (حتى وإن قالت أنها تريد ذلك لكي ترضيك وللهروب من الإلحاح والانتقاد ولكن الأفعال أصدق من الأقوال)
إن كنت تحبها فعلا فتزوجها كما هي وعلى ما هي عليه
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice
ويتبع>>>: حبيبتي.. مغتربة وغير ملتزمة!! م. مستشار