لقد كنت مترددة كثيرا في الكتابة إليكم، لأنني أظن أن المشكلة تكمن في شخصيتي، إنني إنسانة مترددة جدًّا، وهذه هي بداية مشكلتي، حتى إنني عندما أذهب لشراء ثيابي أكون مترددة جدًّا في شرائها، وإذا أحضر زوجي شيئًا لي فإنه لا يعجبني إلا إذا قيل لي: إنه جميل، وكذلك عندما أشتري ملابسي فإنها في كثير من الأحيان لا تعجب زوجي،
أحاول أن أتغلب على هذه المشكلة، ولكنها ما زالت موجودة عندي،
وكذلك لا يوجد عندي ثقة في نفسي لا أدري لماذا؟!
24/2/2024
رد المستشار
لماذا التردد؟ ورسالتك تحمل تحديدًا واضحًا – يفتقده الكثيرون- للمشكلة، هذه القدرة العقلية التي أمكنتك من التعرف على مشكلتك هي التي ستساعدك على الخروج منها.
والتردد ينتج من ضعف الثقة بالنفس، وقد يمتزج برغبة قاهرة في الكمال أو التجويد المستحيل، والمتردد يسعى إلى الأفضل، ولكنه يؤخر حسم الاختيار، أو يتذبذب فيه، وقد يلوم نفسه بعده دونما سبب واضح أو حتى بسبب معقول.
والتردد جاء مذمومًا – كله- في القرآن الكريم، وللتخلص منه تحتاجين إلى تقوية ثقتك بالله وبنفسك، فالله سبحانه وتعالى هو الذي بيده مفاتيح القلوب، ومقاليد الأشياء، ونحن محتاجون إلى استشارته سبحانه بالاستخارة في كل أمر حتى إذا انشرح صدرنا لشيء فعلناه موقنين أن فيه الخير، ولو بدا غير ذلك، فتعلمي من تجاربك السابقة في الشراء أو الاختيار، واستمعي للنقد – وتفهمي مبرراته – حين يقع؛ وذلك لتحسين أدائك في المرات القادمة، وليس من أجل تدعيم لومك لذاتك على ما مضى، وبالتدريج ستزداد ثقتك بنفسك، وفي مقابل تقوية ثقتك بنفسك، ومداومة استخارة الله سبحانه في كل أمر لشرح الصدر للخير، وليس لزيادة التشويش، تحتاجين إلى التقليل من الاهتمام برأي الناس، فليس من المعقول أن يكون الناس أمة واحدة في أذواقهم، ونظرتهم للأمور، وليس من المعقول أن نكون متأثرين برأي كل من هب ودب.
تابعينا بأخبارك، ولا تترددي في أن تروي لنا تفاصيل أكثر عن حياتك فيما يتعلق بمسألة التردد أو غيرها. بالتوفيق والله معك.
واقرئي أيضًا:
كيفية الثقة بالنفس وعدم التردد؟
مللت نفسي: التردد المرضي!
عدم الالتزام بقرار، هل هو التردد الوسواسي؟
التردد الوسواسي