أخي يعاني.. ونحن السبب!!
السلام عليكم ورحمة الله
بداية أود أن أشكر سيادتكم بوجه عام و د. سحر طلعت بوجه خاص على حسن اهتمامكم، وسرعة الرد على رسائل الشباب والعمل الدائم على تخفيف آلامهم، وأتمنى أن يجعل الله هذا العمل الصالح في ميزان حسناتكم وجزاكم الله كل خير.
أود أن أُخبر سيادتكم أنني صاحبة رسالة أخي يعاني.. ونحن السبب!!، وعلى فكرة يا دكتورة "أنا أخته مش أخوه"، لكني دونتها باسم أخي بصفته صاحب المشكلة.
ولا أستطيع أن أصف لك مدى سعادتي عندما وجدت رسالتي قد نشرت، ولكن للأسف بعد أن قرأت الرد أحبط كثيرًا وبكيت؛ لأنه كان قاسيًا عليّ بعض الشيء. أنا أعرف أنه منصف ولكن حضرتك لا تعرفين كيف كان الجو وقتها، وأن كل الناس والعائلة كانوا ضدنا ومستغربين كيف لنا أن نرفض ابنة عمنا الجميلة، لقد كان الجميع يضغط على أخي ليس نحن كأسرته فقط، ولكن العائلة كلها (أعمامي وعماتي وخالاتي...)، وقد حاول أخي أن يخبرنا أن الخسائر التي سوف نخسرها إذا حدث الانفصال قبل الزواج سوف تكون أقل كثيرًا إذا حدثت بعد الزواج، وأن الزواج مثل الطائر لكي ينجح فإنه يحتاج إلى جناحين حتى يستطيع أن يطير هما العقل والعاطفة معًا، ولكن لم يسمعه أحد فقد كنا نعتقد أنها بذكاء الأنثى سوف تحتويه وتجعله يحبها، ولكن للأسف تبين أنها لا تتحلى بهذا النوع من الذكاء.
وعندما مرض أبي وأصبح يبكي كالطفل الصغير مترجيًا أخي أن يتمم الزواج فلم يكن أمام أخي إلا أن يوافق مُكرهًا. كما أنني كنت أتخيل أنه إذا تركها سوف يظلمها ويغضب الله عليه، وأنه إذا تزوجها إرضاء لوالده فلن يخذله الله. وإنني يا سيدتي طالما جلست معه وتحدثت عن مزاياها وإن كانت قليلة وأن ينظر إلى الجانب الإيجابي المشرق بها، لكنه للأسف لا يقبلها مبدئيًّا فهو لا يحب حديثها، حتى مزاحها لا يتقبله، وقد أخبرني أخي أن مجرد نومه بجانبها يصيبه بالتوتر والقلق فلا يستطيع أن ينام إلا بصعوبة بالغة، هل تصدقي أنه لم يفرح عندما حملت ولا عندما وضعت ابنتهما.
لقد فكر أخي مرات كثيرة أن يخبر زوجته كم يكرهها ولا يتحمل العيش معها، ولكنه كان يتراجع حتى إنه فكر في أن يسيء معاملتها حتى تضيق به وتطلب منه الانفصال، ولكنه لم يستطع لأن هذا ضد طبيعته. ومع ما نلقاه من سوء المعاملة من زوجة أخي إلا أننا لا نستطيع أن نخبره بما تفعله؛ لأن هذا ببساطة سوف يزيد من نفوره منها أو أنه سيخبرنا أن هذا من صنع أيدينا.
إنني أتساءل.. هل من الممكن أن يكره الرجل زوجته بهذه الصورة الغريبة خصوصًا إذا كان طيب القلب مثل أخي؟ وهل من المفيد لأخي أن يخبر زوجته بمشاعره الحقيقية تجاهها، وأن يتوقف هو وزوجته عن التظاهر بأن حياتهما تسير بشكل طبيعي؟
إنني أود أن أسأل سيادتك كيف يمكن لأخي أن ينسى الفترة التي كنا نضغط فيها عليه كي يتزوج ابنة عمنا وهو الذي لا يتوقف عن التفكير فيها ليلاً ونهارًا، كما أنني أرى أن موضوع الانفصال مستحيل. أليس هذا ظلم لها رغم أنها غير راضية عن حياتها معه ودائمة الشكوى، كما أننا نخاف من رد فعل العائلة أيضًا.
وماذا لو أن أخي أبقى على زوجته وتزوج بمن يختارها هو بنفسه.
عزيزتي الدكتورة سحر.. لا أريد أن أثقل عليك أكثر من ذلك، ولكني لم أعرف لمن ألجأ خصوصًا وقد أصبحت لا أستطيع التركيز في مذاكرتي،
وأنا أدرس في كلية الطب، وأنت تعرفين كم هي صعبة. جزاك الله خيرًا.
25/2/2024
السلام عليكم ورحمة الله
بداية أود أن أشكر سيادتكم بوجه عام و د. سحر طلعت بوجه خاص على حسن اهتمامكم، وسرعة الرد على رسائل الشباب والعمل الدائم على تخفيف آلامهم، وأتمنى أن يجعل الله هذا العمل الصالح في ميزان حسناتكم وجزاكم الله كل خير.
أود أن أُخبر سيادتكم أنني صاحبة رسالة أخي يعاني.. ونحن السبب!!، وعلى فكرة يا دكتورة "أنا أخته مش أخوه"، لكني دونتها باسم أخي بصفته صاحب المشكلة.
ولا أستطيع أن أصف لك مدى سعادتي عندما وجدت رسالتي قد نشرت، ولكن للأسف بعد أن قرأت الرد أحبط كثيرًا وبكيت؛ لأنه كان قاسيًا عليّ بعض الشيء. أنا أعرف أنه منصف ولكن حضرتك لا تعرفين كيف كان الجو وقتها، وأن كل الناس والعائلة كانوا ضدنا ومستغربين كيف لنا أن نرفض ابنة عمنا الجميلة، لقد كان الجميع يضغط على أخي ليس نحن كأسرته فقط، ولكن العائلة كلها (أعمامي وعماتي وخالاتي...)، وقد حاول أخي أن يخبرنا أن الخسائر التي سوف نخسرها إذا حدث الانفصال قبل الزواج سوف تكون أقل كثيرًا إذا حدثت بعد الزواج، وأن الزواج مثل الطائر لكي ينجح فإنه يحتاج إلى جناحين حتى يستطيع أن يطير هما العقل والعاطفة معًا، ولكن لم يسمعه أحد فقد كنا نعتقد أنها بذكاء الأنثى سوف تحتويه وتجعله يحبها، ولكن للأسف تبين أنها لا تتحلى بهذا النوع من الذكاء.
وعندما مرض أبي وأصبح يبكي كالطفل الصغير مترجيًا أخي أن يتمم الزواج فلم يكن أمام أخي إلا أن يوافق مُكرهًا. كما أنني كنت أتخيل أنه إذا تركها سوف يظلمها ويغضب الله عليه، وأنه إذا تزوجها إرضاء لوالده فلن يخذله الله. وإنني يا سيدتي طالما جلست معه وتحدثت عن مزاياها وإن كانت قليلة وأن ينظر إلى الجانب الإيجابي المشرق بها، لكنه للأسف لا يقبلها مبدئيًّا فهو لا يحب حديثها، حتى مزاحها لا يتقبله، وقد أخبرني أخي أن مجرد نومه بجانبها يصيبه بالتوتر والقلق فلا يستطيع أن ينام إلا بصعوبة بالغة، هل تصدقي أنه لم يفرح عندما حملت ولا عندما وضعت ابنتهما.
لقد فكر أخي مرات كثيرة أن يخبر زوجته كم يكرهها ولا يتحمل العيش معها، ولكنه كان يتراجع حتى إنه فكر في أن يسيء معاملتها حتى تضيق به وتطلب منه الانفصال، ولكنه لم يستطع لأن هذا ضد طبيعته. ومع ما نلقاه من سوء المعاملة من زوجة أخي إلا أننا لا نستطيع أن نخبره بما تفعله؛ لأن هذا ببساطة سوف يزيد من نفوره منها أو أنه سيخبرنا أن هذا من صنع أيدينا.
إنني أتساءل.. هل من الممكن أن يكره الرجل زوجته بهذه الصورة الغريبة خصوصًا إذا كان طيب القلب مثل أخي؟ وهل من المفيد لأخي أن يخبر زوجته بمشاعره الحقيقية تجاهها، وأن يتوقف هو وزوجته عن التظاهر بأن حياتهما تسير بشكل طبيعي؟
إنني أود أن أسأل سيادتك كيف يمكن لأخي أن ينسى الفترة التي كنا نضغط فيها عليه كي يتزوج ابنة عمنا وهو الذي لا يتوقف عن التفكير فيها ليلاً ونهارًا، كما أنني أرى أن موضوع الانفصال مستحيل. أليس هذا ظلم لها رغم أنها غير راضية عن حياتها معه ودائمة الشكوى، كما أننا نخاف من رد فعل العائلة أيضًا.
وماذا لو أن أخي أبقى على زوجته وتزوج بمن يختارها هو بنفسه.
عزيزتي الدكتورة سحر.. لا أريد أن أثقل عليك أكثر من ذلك، ولكني لم أعرف لمن ألجأ خصوصًا وقد أصبحت لا أستطيع التركيز في مذاكرتي،
وأنا أدرس في كلية الطب، وأنت تعرفين كم هي صعبة. جزاك الله خيرًا.
25/2/2024
رد المستشار
الابنة الحبيبة:
عذرًا إن كانت رسالتي السابقة قد آلمتك فلم أقصد مطلقًا إيلامك ولم أبتغِ بصراحتي إلا وضع النقاط فوق الحروف، وكذلك توضيح حجم الخطأ الذي نقع فيه حينما نتصور أن من حقنا أن نظل نختار لأحبائنا حتى بعد أن شبوا عن الطوق، وللأسف فرسالتك الثانية مستمرة على نفس النهج.. نهج الاختيار أو على الأقل محاولة الاختيار له والتحسب الشديد لأقوال وردود أفعال العائلة.
وأعتقد أن أهم دور يمكنك ممارسته الآن هو محاولة إقناع أهلك بحق أخيك في الاختيار، وحقه في تقرير مصيره حسبما يتراءى له؛ ولتصل إليه هذه الرسالة واضحة وصريحة: "أنت الآن ربان هذه السفينة، ورب هذه الأسرة بمن فيها، والأمر إليك فانظر ماذا ترى؟ واختر لها ما يصلح أحوالها"، فشعوره بأنه أصبح يمتلك حق تقرير مصير أسرته بدون أي ضغوط خارجية، وأن بإمكانه أن يختار لنفسه أي قرار -وأؤكد أي قرار يرتضيه وبدون أي حجر مسبق على أي قرارات- هذا الشعور يمكن أن يكون بداية تحرره من أسر الضغوط التي تعرض لها في السابق.
ولا أحب التركيز كثيرًا على الماضي إلا بالقدر الذي يتيح لنا الاستفادة بالخبرات السابقة؛ ولذلك فلن أعلق مرة أخرى على ما كان في الماضي، ويكفيني ما ذكرته لك في ردي السابق، ولكن أحب أن أعلق على نقطتين، أولاهما أنك تتهمين زوجة أخيك بأنها لا تتحلى بذكاء الأنثى؛ لأنها لم تتمكن من الاستحواذ على قلبه، وهذه التهمة قد تكون ظالمة؛ لأنها بالتأكيد لم تجد من أخيك أي تشجيع فهو يغلق كل المنافذ دون حبها، ويضع بينه وبينها آلاف الحواجز التي تعيق التواصل الصحيح بينهما، وبغضه الشديد لها ولعشرتها يجعله يرسل لها آلاف الرسائل السلبية، وللمرأة قرون استشعار شديدة الحساسية لرسائل الرفض من زوجها.
وهنا قد يكون التساؤل المطروح هو: أي الأوضاع أكثر ظلمًا لها؟ هل الحياة في ظل هذا الرفض الشديد والمستمر أفضل؟ أم أن الانفصال قد يكون أحد الحلول المطروحة لتحقيق مصلحة جميع الأطراف؟
وقد يمثل الزواج الثاني أحد الحلول المطروحة إذا كان أخوك قادرًا على العدل بين الزوجتين (وهو أمر أشك في قدرته على القيام به مع بغضه الشديد لزوجته الحالية؛ لأنه والوضع كذلك سيتجه كلية لزوجته التي تزوجها برضاه وسينصرف بكل قلبه وجوارحه عن زوجته التي يرفضها كل الرفض).
بنيتي الحبيبة:
ركزي جهودك في إقناع من حولك من الأهل بحق أخيك في الاختيار لنفسه وحقه في تقرير مصير أسرته؛ على أن تكون البداية بالأكثر تأثيرًا والأيسر في الإقناع والأكثر حكمة وتعقلاً، لتكون مهمة أحدهم أن يتشاور مع أخيك حول الحل الأمثل لهذه المشكلة بأقل الخسائر الممكنة، واسألي الله تعالى أن يدبر لكم الأمر، وأن يقدر لكم الخير.