السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري، مهندسة وأعمل بحمد الله تعالى، تعودت على مجابهة مشاكلي وإن كانت صعبة بعض الشيء، ولكن دائما لابد من حل بمعرفة أقل عدد ممكن من الأشخاص الموثوق فيهم.
أوكل أمري إلى الله تعالى دائما، ولكن ما أنا بصدده الآن هي مشكلة أكبر من مرحلتي العمرية ربما لأنني لست متزوجة. تفاصيل المشكلة تتلخص في العلاقة بيني وبين والدي؛ أبي الذي لم يوفق في حياته المهنية رغم غربته ليعود بعد سنين إلى بلده خالي الوفاض، وكان أساس عودته ابنه البكر، الذي علم أن كل الطرق مسدودة في وجهه في تلك الغربة، وأن باب رزقه سيكون في بلده.
الأم التي عانت وحدها في غربتها وجعلت الهم الأول والأخير لها تربية أولادها تربية فاضلة وتعليمهم في ظل الظروف السيئة، الأمر الذي لم يكن يركز عليه الوالد كثيرا؛ فقد كان أقرب إلى اللامبالاة منه إلى الاهتمام بتفاصيل أمور أبنائه.. كبرنا وهي توهمنا بأن العلاقة بينهما طبيعية بل أكثر من ذلك كانت توهمنا بأنه يهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا، وما هي إلا حلقة وصل لانشغاله في أعماله.
اكتشفت حقيقة والدي التي قد يكون إخوتي اكتشفوها قبلي، بحكم أنني كنت ميالة للانعزال عن أفراد العائلة، اكتشفتها عندما اضطرت أمي للسفر وتركتني مسؤولة بعدها؛ حيث إنني الكبرى بعد أخي الذي سبقنا بالسفر، وكان والدي أيامها عاطلا عن العمل؛ ما أمكنني أن أراه عن قرب وأصدم بواقع اللامبالاة والكسل اللذين يتصف بهما.
ما قد تستغربونه أن كل هذا ليس هو المشكلة حتى الآن؛ فهذا الأمر كان منذ 4 سنوات، وقد كان له تأثيره السلبي بالتأكيد، ولكن المشكلة الحقيقية الآن هي أن مشاكل والدي زادت عن الحد، وعادة كان أخي الأكبر هو المتدخل لحل هذه المشاكل التي كان يشكو فيها أبي أمي في أدق أمور حياتهما الزوجية، والآن سافر أخي منذ فترة.
أنا وإخوتي لا نتحدث مع أبي إلا فيما ندر؛ فنحن نتحاشاه لكي لا ننتقده علنا ونحن غير مقتنعين بتصرفاته؛ فقد بات يشكو لأقاربنا، ويعرض بعض مشاكلنا التي تعودنا أن نحلها داخليا أمامهم؛ وهو ما يسبب لنا الكثير من الإحراج.
أما الذي دفعني إلى الكتابة اليوم فهو أنني منذ يومين عندما كنت أسأله إذا كان يرغب بشيء قبل ذهابي إلى النوم فوجئت به يناديني وكانت هناك مشكلة حصلت منذ فترة بينه وبين أمي؛ فبدأ يبرر موقفه، حيث إنه عادة لا يضربها ولكنه في ذلك اليوم رفع يده عليها؛ مما جعلنا جميعا نبتعد أكثر عنه.. المهم أنه بدأ يبرر موقفه ثم بدأ يشكوها إليّ في أدق تفاصيل حياتهما الزوجية وكيف أنها ترفضه عندما يطلبها.
إن الأمر مخجل جدا، ولكني فوجئت به يهدد بشكواها إلى إخوتها وأخواتها -خاصة إحدى خالاتي وهي طبيبة نفسية، وهذا بالنسبة لنا يمثل فضيحة.. أجبته بأنه ليس من الصواب أن يتحدث أمامي بهذه الأمور وأنه بهذا لا يصونها بل يؤذيها ويؤذينا، ورجوته لأجلنا نحن أولاده وليس لأجلها ألا يتحدث بهذا الأمر أمام أحد حتى لواعتبرها ميتة.
وسألني ماذا أفعل؟؟ فأجبته بأنني لا علم لي بمثل هذه الأمور، ولكني سأبحث وسأحاول أن أجد حلا، فإذا به يمهلني أسبوعا وإلا فسيتصرف بما هدد ووعد.. ربما من المفيد لتتمكنوا من مساعدتي أن تعلموا أنه رجل طيب جدا ومطيع جدا للجميع، وأضع خطين تحت كلمة الجميع؛ لأنكم لا بد ستدركون معناها.
أما أمي فقد تعبت كثيرا لأجلنا، وأراها تقلق عادة من كل شيء وتحاول كثيرا مداراته والتفاهم معه، ولكنه بعد أن يتصرف تصرفا لا مسئولا -كأن يتحدث في إحدى خصوصياتهما مثلا أمام إخوتها- تنفر منه وتبتعد عنه طبعا بعدما حاولت كثيرا إفهامه أن هذا التصرف يؤذيها ولكن دون جدوى.
نصحته أيضا بأن يشغل وقته بحفظ القرآن؛ حيث إنه عاطل عن العمل رغم قدرته عليه، علما بأن ظروفنا المادية ما زالت سيئة ونحتاج لمساعدته، لكنه يكتفي بعملي أنا وأخي لتعليم إخوتنا ويقف جانبا تحت حجة أنه لا يجد عملا؛ فالوضع المادي له تأثير آخر سيئ في علاقتهما ولنقل إنه سبب آخر في العلاقة السيئة.
ماذا أفعل؟ وكيف يمكنني مساعدتهما لإتمام مسيرتهما بأهدأ جو ممكن؟ طبعا لا يمكنني مفاتحة أمي بأنه حدثني في مثل هذه الأمور؛ لأنها ستكرهه أكثر، وتنفر منه أكثر.. من الجدير بالذكر أنه إذا فكر أحدنا واضطره الموقف لأن يسيء إلى أبي ولوبكلمة صغيرة فإنها توبخه وتغضب منه حتى يصلح موقفه مع والده.
آسفة إذا كنت أطلت عليكم، ولكني أعلم أنه لفهم بعض الأمور هناك تفاصيل صغيرة لا بد منها،
أتمنى أن ترشدوني لما فيه الخير، وجزاكم الله كل خير.
26/02/2024
أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري، مهندسة وأعمل بحمد الله تعالى، تعودت على مجابهة مشاكلي وإن كانت صعبة بعض الشيء، ولكن دائما لابد من حل بمعرفة أقل عدد ممكن من الأشخاص الموثوق فيهم.
أوكل أمري إلى الله تعالى دائما، ولكن ما أنا بصدده الآن هي مشكلة أكبر من مرحلتي العمرية ربما لأنني لست متزوجة. تفاصيل المشكلة تتلخص في العلاقة بيني وبين والدي؛ أبي الذي لم يوفق في حياته المهنية رغم غربته ليعود بعد سنين إلى بلده خالي الوفاض، وكان أساس عودته ابنه البكر، الذي علم أن كل الطرق مسدودة في وجهه في تلك الغربة، وأن باب رزقه سيكون في بلده.
الأم التي عانت وحدها في غربتها وجعلت الهم الأول والأخير لها تربية أولادها تربية فاضلة وتعليمهم في ظل الظروف السيئة، الأمر الذي لم يكن يركز عليه الوالد كثيرا؛ فقد كان أقرب إلى اللامبالاة منه إلى الاهتمام بتفاصيل أمور أبنائه.. كبرنا وهي توهمنا بأن العلاقة بينهما طبيعية بل أكثر من ذلك كانت توهمنا بأنه يهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا، وما هي إلا حلقة وصل لانشغاله في أعماله.
اكتشفت حقيقة والدي التي قد يكون إخوتي اكتشفوها قبلي، بحكم أنني كنت ميالة للانعزال عن أفراد العائلة، اكتشفتها عندما اضطرت أمي للسفر وتركتني مسؤولة بعدها؛ حيث إنني الكبرى بعد أخي الذي سبقنا بالسفر، وكان والدي أيامها عاطلا عن العمل؛ ما أمكنني أن أراه عن قرب وأصدم بواقع اللامبالاة والكسل اللذين يتصف بهما.
ما قد تستغربونه أن كل هذا ليس هو المشكلة حتى الآن؛ فهذا الأمر كان منذ 4 سنوات، وقد كان له تأثيره السلبي بالتأكيد، ولكن المشكلة الحقيقية الآن هي أن مشاكل والدي زادت عن الحد، وعادة كان أخي الأكبر هو المتدخل لحل هذه المشاكل التي كان يشكو فيها أبي أمي في أدق أمور حياتهما الزوجية، والآن سافر أخي منذ فترة.
أنا وإخوتي لا نتحدث مع أبي إلا فيما ندر؛ فنحن نتحاشاه لكي لا ننتقده علنا ونحن غير مقتنعين بتصرفاته؛ فقد بات يشكو لأقاربنا، ويعرض بعض مشاكلنا التي تعودنا أن نحلها داخليا أمامهم؛ وهو ما يسبب لنا الكثير من الإحراج.
أما الذي دفعني إلى الكتابة اليوم فهو أنني منذ يومين عندما كنت أسأله إذا كان يرغب بشيء قبل ذهابي إلى النوم فوجئت به يناديني وكانت هناك مشكلة حصلت منذ فترة بينه وبين أمي؛ فبدأ يبرر موقفه، حيث إنه عادة لا يضربها ولكنه في ذلك اليوم رفع يده عليها؛ مما جعلنا جميعا نبتعد أكثر عنه.. المهم أنه بدأ يبرر موقفه ثم بدأ يشكوها إليّ في أدق تفاصيل حياتهما الزوجية وكيف أنها ترفضه عندما يطلبها.
إن الأمر مخجل جدا، ولكني فوجئت به يهدد بشكواها إلى إخوتها وأخواتها -خاصة إحدى خالاتي وهي طبيبة نفسية، وهذا بالنسبة لنا يمثل فضيحة.. أجبته بأنه ليس من الصواب أن يتحدث أمامي بهذه الأمور وأنه بهذا لا يصونها بل يؤذيها ويؤذينا، ورجوته لأجلنا نحن أولاده وليس لأجلها ألا يتحدث بهذا الأمر أمام أحد حتى لواعتبرها ميتة.
وسألني ماذا أفعل؟؟ فأجبته بأنني لا علم لي بمثل هذه الأمور، ولكني سأبحث وسأحاول أن أجد حلا، فإذا به يمهلني أسبوعا وإلا فسيتصرف بما هدد ووعد.. ربما من المفيد لتتمكنوا من مساعدتي أن تعلموا أنه رجل طيب جدا ومطيع جدا للجميع، وأضع خطين تحت كلمة الجميع؛ لأنكم لا بد ستدركون معناها.
أما أمي فقد تعبت كثيرا لأجلنا، وأراها تقلق عادة من كل شيء وتحاول كثيرا مداراته والتفاهم معه، ولكنه بعد أن يتصرف تصرفا لا مسئولا -كأن يتحدث في إحدى خصوصياتهما مثلا أمام إخوتها- تنفر منه وتبتعد عنه طبعا بعدما حاولت كثيرا إفهامه أن هذا التصرف يؤذيها ولكن دون جدوى.
نصحته أيضا بأن يشغل وقته بحفظ القرآن؛ حيث إنه عاطل عن العمل رغم قدرته عليه، علما بأن ظروفنا المادية ما زالت سيئة ونحتاج لمساعدته، لكنه يكتفي بعملي أنا وأخي لتعليم إخوتنا ويقف جانبا تحت حجة أنه لا يجد عملا؛ فالوضع المادي له تأثير آخر سيئ في علاقتهما ولنقل إنه سبب آخر في العلاقة السيئة.
ماذا أفعل؟ وكيف يمكنني مساعدتهما لإتمام مسيرتهما بأهدأ جو ممكن؟ طبعا لا يمكنني مفاتحة أمي بأنه حدثني في مثل هذه الأمور؛ لأنها ستكرهه أكثر، وتنفر منه أكثر.. من الجدير بالذكر أنه إذا فكر أحدنا واضطره الموقف لأن يسيء إلى أبي ولوبكلمة صغيرة فإنها توبخه وتغضب منه حتى يصلح موقفه مع والده.
آسفة إذا كنت أطلت عليكم، ولكني أعلم أنه لفهم بعض الأمور هناك تفاصيل صغيرة لا بد منها،
أتمنى أن ترشدوني لما فيه الخير، وجزاكم الله كل خير.
26/02/2024
رد المستشار
صديقتي
علاج أبيك وعلاقته مع أمك ليس من اختصاصك وليس في حيز مهاراتك.
أفضل شيء أن يذهبا معا إلى معالج نفساني أسري ويستحسن ألا تكون خالتك أو أحد الأقرباء والأصدقاء.
تهديد أبيك بالفضيحة مجرد تمويه وإن كان جادا فلا ضير من التدخل المختص لإصلاح العلاقة.. ليس هذا من اختصاصك
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
هل أبي وأمي سيتطلقان؟
بعد الطلاق أبي وأمي، وأختي تضيع!
زمان الحصاد: أنا وأمي وأبي الجميع حائرون!
أبكي وأمي وأبي لا يبالون