أنا امرأة في العقد الثالث من العمر ناجحة في العمل والحمد لله، وعلاقاتي الاجتماعية ممتازة، ومتمسكة بديني وحجابي، ولكنني في أحيان كثيرة أشعر بالنقص من عدم وجود زوج لي أستطيع أن أتشارك معه هذه الحياة، وأشعر بالحب والعاطفة التي لم أجدها في زواجي السابق.
فقد ارتبطت سابقا برجل تحت ضغط الأهل، ولم أستطع أن أرفض. وقد عانيت مع هذا الرجل كثيرا، ومع ذلك استمر أهلي بالضغط عليّ للبقاء معه حتى تمردت في النهاية بعد عشر سنوات من الزواج والهم وأصررت على الطلاق واستطعت أن أكسب نفسي وصحتي.
شعرت بعد الطلاق أن نفسيتي أصبحت ممتازة، ومعنوياتي رائعة، وقد شعر أهلي بخطئهم واعتذروا مني وتأكدوا أن ذلك الرجل لم يكن يناسبني.
إنني الآن رغم كل النجاح الذي أنا فيه فإنني في داخلي أشعر بالرغبة في أن أرتبط بشخص يقدرني لشخصي، وليس لأنه يريد امرأة فقط، ولكنني لم أعثر عليه إلى الآن، وأرى أن العمر يمضي وفرص الزواج تقل، خاصة مع كوني مطلقة على الرغم أنني لم أرزق بأطفال، وأفكر دوما لو تقدم بي العمر فمن سيرعاني ومن سيكون بجانبي.
وما زال بداخلي حقد على زوجي السابق؛ لأنه امتص شبابي وأضاع حياتي، دعوت الله كثيرا أن يرزقني الزوج الصالح، ولكنني أبقى دائما خائفة أن يتكرر مصيري السابق، وأن أفشل في الزواج للمرة الثانية.
إني أعيش في قلق وحيرة، بين رغبتي العميقة في الارتباط مع شخص أحبه وأقتنع به، وبين خوفي وترددي من أن يتكرر مصيري مرة أخرى.
ماذا أفعل؟
27/02/2024
رد المستشار
ما ورد في رسالتك هو التوق الشديد أن تكوني زوجة وأما. أن ما كان من تجارب مؤلمة مع زوجك السابق وما آلت إليه الأمور بطلاقك منه، هذا رسب في نفسك تصورات وأفكار سلبية وانفعالات تمثلت بالحيرة والقلق والخوف من تجربة جديدة تفشلين فيها.. أي أنك تنظرين إلى الجانب السلبي من تجربتك السابقة.
لطالما وأنت على خلق كريم وإنسانة ناجحة في عملك ولك علاقات اجتماعية ممتازة فمن حقك أن يكون لك زوجا ترتبطين به. فأنت في ريعان الشباب وأمامك مستقبل.. سيأتي هذا الشخص وسيمنحك الحب والمودة التي تستحقينها كزوجة. وسينظر إليك كامرأة وزوجة وأما لأطفاله، وسيحترمك لأنك تستحقي هذا الاحترام.. ابعدي من رأسك فكرة أنك مطلقة وأن العمر يمضي.
أعود وأقول أن رغبتك وتوقك إلى الزواج أمر طبيعي .... زواجك مرة أخرى بإنسان سيكون زوجا يملأ حياتك بالحب .. سيأتي من يغدق عليك الحب والاهتمام وتبنيا أسرة صالحة.
سيدتي.. لا تستعجلي الأمر ... بالتوفيق