تبدو لي مشكلتي سخيفة أمام ما يرسل لكم من مشاكل ولكنها تعكر صفو حياتي، مشكلتي باختصار أني بلا هدف، نعم.. فأنا لا أجد هدفا أو غاية أسعى لها وأَجِد في طلبها رغم أني إنسان طبيعي جدًا أحب الحياة وأقبل عليها، لي عملي الذي أحبه وأبدع فيه.. لي عائلة كبيرة متدينة والحمد لله.. أنا أصغر إخوتي الثمانية، وأعمل في التجارة مع العائلة وسأنفصل عنهم بعد شهر إن شاء الله، وأموري المادية ميسرة.
رباني والدي تربية إسلامية وأنا لست مدللا إن كنتم تظنون ذلك، أحب الجميع ويحبونني – أظن ذلك، أتحدث في السياسة والاقتصاد وفي كل شيء، فأنا إنسان مثل البقية لكن لا هدف لي ولا معنى لحياتي، فأنا سأتزوج مثل بقية إخوتي، وأُكَوِّن أسرة مثلهم وأدخل في تفاصيل الحياة لأضيع في دوامتها – إن شاء الله.
والمشكلة هنا: ما هو الهدف من حياتي بعد كل ذلك? وأنا أرى أن لا قيمة لما يقوله أو يفعله الإنسان في عالمنا العربي، علمًا بأني ملتزم بفروض الدين نوعًا ما.
وأخيرا: إن كنتم ترون أن رسالتي سخيفة فلا تردوا عليها واعذروني فأنا تائه.
والسلام عليكم.
03/03/2024
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
استشارتك قد تعكس الظروف السياسية والاجتماعية في العالم العربي ولكن إن حذفت موطنك الأصلي وحذفت كلمات العالم العربي فإنها أيضاً قد تكون صادرة من قبل إنسان يعيش في العالم الغربي أو الشرقي. لا أحد ينكر بأن ظروف العالم العربي أسوأ من غيرها ومن الصعب على أي إنسان أن يتحدث عن التغيير لأن من يفكر بإطلاق الشعارات حول إصلاح مجتمع ما فعليه أن يعيش فيه وأنت أعلم من غيرك بظروف القطر السوري.
الإنسان يواجه أيضاً أزمات وجودية ولا يقتصر ذلك على الشباب العرب وأحد الأزمات التي يصارعها بين الحين والآخر هو معنى الوجود. في نفس الوقت يصارع الإنسان أزمة الفراق مقابل العزلة والحرية مقابل التحلي بالمسؤولية. هذه الأزمات التي تواجهك قد يتم تجاوزها وأنت لا تزال في مقتبل العمر وفي طريقك لتحمل مسؤولية العمل بمفردك.
أنت إنسان طبيعي ولديك أكثر من هدف في الحياة وعلى مقدرة عالية من الكفاءة وستجد معنى لوجودك عاجلا أو آجلا.
وفقك الله.