السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أحمد طالب جامعي في الأردن، عمري 21 عاماً وأعاني من مشكلة أتمنى أن أجد لها جواباً شافياً يضع حداً لهذه المعاناة بإذن الله
مشكلتي بدأت منذ الطفولة (في عمر 6 سنوات وأقل من ذلك) حيث كان أبي وأمي يتعمدون إسكاتي عند محاولة الحديث أو الحوار في كل الظروف بحجة أنني كنت (طفلاً ولا أعي ما أتكلم به)، وهنا أتكلم عن جميع المواضع التي وجدت نفسي راغباً للمشاركة فيها بالحديث (مع العلم أنني كنت طفلاً مؤدباً جداً ولا أتلفظ بما قد يخالف الدين أو الحياء والأخلاق العامة)
المشكلة بدأت معي عند بلوغي سن التكليف حيث وجدت نفسي غير قادر على التحدث والتعامل بشكل طبيعي مع الناس (كان عمري 12 آنذاك) كان وما زال يأتيني شعور خوف ورهبة عند التحدث مع أي إنسان جديد أو عندما أوضع في مكان يجب علي فيه الدفاع عن نفسي وعن خطوطي الحمراء
ومما زاد الأمر سوءاً هو أعمامي وأبي حيث يمكنني القول أنهم يمتلكون شخصيات من أسوأ ما رأيت، حيث كان مجموعة من أعمامي يهينوني بالكلام ويعطونني ألقاب مهينة وعند محاولة الدفاع عن نفسي كان أبي يمنعني ويغلق فمي (مجازاً) بحجة أنني لا يمكنني عقوقه
ومما يزيد الأمر سوءاً أنني قوي بدنياً ولكن عندما أكون في موقف يجب علي به التصرف برجولة ويجب علي الدفاع عن نفسي أو عرضي، أجد أنني لا يمكنني فعل ذلك.. ودوماً ما أتردد بشكل مرضي عن أي تصرف ولو كان بسيطاً (مثل السؤال عن سعر منتج ما في متجر) وتأتيني أفكار بالخوف من عواقب هذا الشيء مع أنني لم أرتكب أي جرم
خلاصة مشكلتي هي، أجد ثقتي بنفسي أقرب إلى مستوى الصفر لدرجة أنني لا أستطيع الدفاع عن نفسي لا بالكلام ولا جسدياً، ولا أجد التحدث مع الناس سهلاً ودائماً أفكر في عواقب الأمور بشكل مبالغ فيه حتى أنني أحسد أصدقائي في المواقف الرجولية ودائماً ما أبقى في الخلفية، علماً أنني ناجح على المستوى الأكاديمي والأول على دفعتي وأقوم بعمل أبحاث علمية في مجالي قبل التخرج
أتمنى أن تفيدوني في ذلك لأنني بصدق أخاف حتى أن أتزوج في المستقبل ولا أكون قادراً على الدفاع عن زوجتي عند الحاجة
وشاكر جداً لتعاونكم وجزاكم الله كل خير
3/3/2024
رد المستشار
صديقي
أهلك ليسوا بآلهة ينبغي أن تنفذ ما يقولون بطريقة عمياء خصوصا إن كان مضرا لك.
يجب أن تناقش مع نفسك تلك العواقب التي تخاف منها إذا ما تكلمت... مثلا ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث إذا ما سألت بائعا عن سعر المنتج؟ ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث إذا ما قلت صباح الخير لشخص لا تعرفه؟ ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ لا شيء... وإن حدث أي شيء بسبب اختلال عقلي في الشخص الآخر فسر في طريقك وكأن شيئا لم يكن.
لا تنقصك الثقة بنفسك ولكن ينقصك توجيه ثقتك في اتجاه إيجابي... رأيك السلبي في نفسك وإيمانك بمخاوفك الغير منطقية يحتاج إلى ثقة عمياء وقوية في السلبيات... ما يجب تصحيحه هو اتجاه الثقة.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور ووضع خطة لتصحيح مفاهيمك
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب