أنا سيدة عاملة (مهندسة كمبيوتر)، لي دخل جيد من عملي والحمد لله، وزوجي مهندس في نفس سني، ومشكلتي أن زوجي حساس جدًّا من ناحية مالي وماله.
وقد أدركت ذلك من أول يوم في زواجنا، وحرصت على مراعاة شعوره من هذه الناحية، ولكن من فترة التحقت بشركة أخرى، وأصبح دخلي حوالي ثلاثة أضعاف دخله، ومن وقتها أصبح يتعمد أن يكون سخيفًا في أي موقف يملك هو زمامه، وأحس أنه يقول لي: هأنذا.
حاولت مرارًا أن أتكلم معه، وأقول له إن عمله هو أبقى، وبه وأكثر أمانًا، وإني لا أنظر لراتبي على أنه لي، بل لنا وللأولاد؛ لأني أستقطع وقت عملي من وقتهم، ولكن دون جدوى، وكل مشكلة تواجهنا يلفُّ ويدور؛ ليظهر أن سبب المشكلة هو عملي.
مرتب زوجي يكفينا لسدِّ ضرورات المعيشة، وهو يساعد والده بمبلغ ليس صغيرًا، وإذا احتاج إلى أي مصاريف زيادة خلال الشهر يأخذ مني، ويُصِرُّ على أن يكون هذا على سبيل القرض، ويرده في أقرب فرصة.
لا أعرف كيف أرضيه، ولم أعد أحتمل أسلوبه هذا وتسفيهه لأي شيء أعمله أو أشتريه، حتى لو كان هدية له أو كماليات للبيت،
ولا أريد أن أخسر عملي؛ فماذا أفعل؟
1/3/2024
رد المستشار
أنت مبهورة ومشدودة لوظيفتك رغم كل اللعنات التي أدت إليها، ورغم أنها بالتأكيد وظيفة شاقة، بدليل أنها توفر لك ثلاثة أضعاف زوجك، ورغم أن البيت لا يستفيد فعليًّا منها كثيرًا؛ نظرًا لموقف زوجك، ورغم أنها تسبب لك تقصيرًا في بيتك ومشاكل بينك وبين زوجك، فهي تشعره بالنقص، وهذا شعور ليس غريبًا، وتشعرك أنت بشيء من التميز عنه، ولا شك أن هذا الشعور أحسًّ به زوجك دون أن تشعري.
رغم كل ذلك أنت مبهورة ومتمسكة بهذه الوظيفة الملغومة، ليس فقط لأنها توفِّر لك دخلاً توسعين به على بيتك وعلى نفسك إذا أتيحت الفرصة لذلك، ولكن لأسباب أخرى كثيرة أهمها: أنه قد استقر في ضمير الكثير من النساء أن المرأة عندما تعمل فإن هذا يكون لها أمانًا وضمانًا وسلاحًا ونجاحًا.. إلى غير ذلك من المصطلحات المعروفة، حتى لو كان هذا النجاح والأمان يقابله الفشل وعدم الاستقرار في جوانب الحياة الأخرى، وأرجو ألا تفهمي من كلامي أنني ضد عمل المرأة، ولكني أردت أن أقول لك إنني أشعر بك، وأشعر بمدى صعوبة الاختيار الذي تواجهينه.
إما أن تتخلَّي عن هذه الوظيفة الملغومة بكل اللعنات التي أدت إليها وبكل ميزاتها المادية والنفسية، أو أن تتمسكي بها، وعليك عندئذ أن تمشي على الحبل وتوازي بينها وبين مراعاة شعور هذا الزوج الطيب، فهو وظيفتك الأولى قبل كل الوظائف، وتراعي بيتك وأولادك بكل رضا وحب دون ضجر أو ضيق.
الاختيار صعب وأنا أحسب أنك تميلين للتصور الثاني، فإن كان هذا هو اختيارك فإني أهمس في أذنك بكلمة أخيرة.
أنا لا أبرئ زوجك تمامًا؛ فهو قد بالغ في ردِّ فعله تجاه تميزك، ولكني أؤكد لك أنه إذا لمس فيك حنانًا وتواضعًا وإحساسًا حقيقيًّا به لما كان رد فعله بهذا العنف. صارحيه في جو من الحب والرحمة والوضوح، وراجعي نفسك، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
أيهما أختار، بيتي أم طموحي؟
خطيبي وعملي: حدود الأنانية والتضحية!