مشكلتي المعقدة هي كالآتي:
مواصفاتي هي:
1- عمري تجاوز الـ30.
2- مستوى جامعي وأعمل.
3-فتاة جد حساسة ولم يكتب لي الزواج بعد.
4-هدفي أن أكون من المقربين إلى الله.
5 - أعمل في مؤسسة مع الرجل الذي أحببت وأحب إلى الآن، وهو ذو خلق ودين ويكبرني في السن، وقد سبق أن تقدم لخطبتي، ورفض من طرف والدي الذي من واجبي أن أطيعه، لكنه في البداية تقبل الخطيب ثم رفضه؛ لأنه طلب من الخطيب إحضار والديه وعائلته لأنه متزوج فحسب. والدي أراد أن يؤمّن لي مستقبلي، ولا يقول الناس: زوجها به أبوها رغما عن والديه، وحدث هذا منذ سنتين، ويعلم أبي عن طريق أمي أني لم أنسَه بعد، وهو ما زال يريدني زوجة له علانية.
هو يعمل معي، وعلاقتنا محترمة لا تتعدى حدود الله، ولكنني ومن نظرة منه أسترسل في أحلامي؛ فأنا أفكر فيه دوما كزوج لي، نبني معا ما حلمت به من طاعة الله وسعادة، وأحيانا حين أصل إلى أرض الواقع أكره كل شيء في هذه الدنيا، وأصبح متشددة وأنا أصارع نفسي؛ فأنا لا أستطيع أن أصارعها بكل تلك القوة، وأن أبقى في نفس الوقت متفائلة مبتسمة مع المجتمع الذي وقف ضد تعدد الزوجات، وحرمني أن أعيش مع من أحببت.
الآن أنا أجاهد نفسي كي أوقفها حين تسترسل، وأستعيذ دوما من الشيطان الرجيم، والمشكلة هي أني أخاف أن أضعف عن المقاومة فأصبح من المتحجرة قلوبهم.
أنا متعبة.. أنا أعلم أني حين أحببت قبل الزواج قد أخطأت وأوقعت بنفسي وأنا أتعذب، ولكن ما حدث حدث.
سيدي الكريم جزاك الله خيرا، ساعدني أو قل لي ولو كلمة طيبة؛ فأنا أختكم في الله التي تسعى بكل قواها أن تتقرب وتتقرب من خالقنا الواحد الأحد. لكل من أراد أن ينصحني أو يواسيني أو يحكي لي تجربة مماثلة قد تفيدني جزاه الله خيرا.
2/3/2024
رد المستشار
أختي الكريمة، أشعر أننا في كثير من الأحيان نستعذب دور الضحية، ونصرّ على أن نعايش هذا الدور بكل جوارحنا.. فأنت الفتاة التي ظُلمت من قبل والدها ومن قبل المجتمع الذي حرمها ممن تحب؛ فهل تودين الاستمرار في لعب هذا الدور رغم ما تعانين من آلام، أم أنك تريدين الكف عن لعب هذا الدور؟!! لقد أحببت زميل العمل.. ارتضيت خلقه وتدينه.. وهو يريدك زوجة في العلن، والدك رفض لأسبابه منذ سنتين، ولكنك ما زلت تحبينه وتريدين الارتباط به.. فهل عجزت وأنت الفتاة الراشدة أن تقنعي والدك باختيارك سواء بنفسك أو بضغط ممن له كلمة مسموعة عند والدك؟!
خطوة إقناع الوالد خطوة يمكن إنجازها ببعض الجهد وببعض الصبر، ولكن قبل الخوض في هذه الخطوة أجدني مضطرة لأن أسألك: هل أنت مدركة لما تقدمين عليه؟ هل تدركين فعلا معنى أن تكوني زوجة ثانية لرجل متزوج وله أولاد؟ لقد فصلت في شرح هذا في استشارة سابقة بعنوان "تعدد الزوجات.. وتحقيق المعادلة الصعبة.. مشاركة"؛ فهل يمكنك تحمل أن تكوني زوجة لنصف رجل؟ هل ستتقبلين وجود أسرته الأولى في حياتك؟ أم ستبذلين كل جهد لإقصائهم من دائرة اهتمامه؟ وما هي خطتكما للتعامل مع غضب زوجته الأولى ورد فعلها تجاه زواجه من غيرها؟
وهذا بالطبع لا يعنى أنني أثنيك عن فكرة الارتباط بمن تحبين، ولكنني أحاول فقط وضع النقاط فوق الحروف وتوضيح ما قد يخفى عليك من أمور.. فإذا وجدت -بعد دراسة وتفكير ومشاورة واستخارة- أنك ما زلت مصرة على الارتباط به.. فتوكلي علي الله، وابذلي كل جهد بوسعك لإقناع والدك.. أخبريه أن هذا هو اختيارك وأنك مسؤولة عن هذا الاختيار.
أما إذا وجدت أنه من الصعب عليك إتمام الارتباط فهنا يكون الخيار المطروح أمامك هو نسيان هذا الحب وعدم التفكير فيه.. ويفضل أن تبحثي لك عن عمل آخر حتى تقطعي كل صلة لك بما يذكرك بهذا الحب.
قلوبنا معك، ودعواتنا أن يقدر الله لك الخير وأن يعينك على أمرك.