أنا متزوجة منذ أربع سنوات ولدي طفل عمره 11 شهرا، متزوجة من قريب لي ويعمل محاسبا في شركة حكومية.. سأحكي لكم كل شيء من البداية لعل ذلك يفيدكم في حل مشكلتي! وإعطائي الرأي الصحيح:
عندما تقدم لي زوجي كان عمري وقتها 30 سنة وكان قد تقدم لي رجال من قبله لكن لم يحدث نصيب، كنت لم أعرفه من قبل على الرغم من أنه قريب لنا، حيث رفضته من قبل لعلمي أنه دائما وإخوته في مشاكل بعكس عائلتي أنا، نعيش في محبة ووئام، عندما رأيته لأول مرة وتكلمت معه أحببته جدا وشعرت معه بالراحة وقد وافقتني أمي على ذلك، حيث إنه مهذب ووالدته (متوفاة) وأبوه، وسيحافظ علي وكان لا يملك أي شيء على الرغم من أن عمره كان وقتها 36 سنة فقامت أمي بمساعدته على السفر لمدة عام عن طريق أخي لكنه لم يستطع غير أن يدفع المهر فقامت أمي بشراء الشقة بدون علم إخوتي الرجال وقام إخوتي بشراء جميع المستلزمات الكهربائية كمساعدة له على إحضاره الشقة "وتوضيبها" (تجهيزها) ودفع المهر وعمل الفرح ولكن هذا لم يحدث فقد تكلف هو في بناء عش الزوجية 10 آلاف جنيه في حين تكلفنا نحن أكثر من 50 ألف جنيه وكنا جميعا سعداء بذلك خصوصا أمي لأنه لو كان رجلا غريبا ما كنا فعلنا ذلك وهذا ما أحزنني حيث كنت أشعر أني عروس "ببلاش" ولم يتعب لكي يوفر ما يحتاجه لبناء عش الزوجية، فقد اعتمد علينا تماما ولكني كنت سعيدة بأنني تزوجت عن حب واعتقدت أن حياتي معه ستكون حبا في حب كما كان يقول لي.
لكني فوجئت بعد الزواج بأيام قليلة جدا بطباعه الغريبة وأنا لم أتعود على ذلك في بيتنا حيث كنا أسرة متحابة حيث وجدت لديه القدرة على النكد والخصام لمدة طويلة بدون أن "يهتز له جفن"، حيث إذا فعلت أي شيء تافه يخاصمني بعدها بالأيام حتى إذا شرحت له موقفي وأنني لم أقصد، ولا يكلمني إلا إذا ذهبت أنا إليه أقترب منه وأصالحه وكان في كثير من الأحيان لا يرضى بسهولة ويبتعد عني مهما فعلت لدرجة أنني كنت أشعر أنه لا كرامة لي معه وأنه لم يحبني ولكنني لم أكن أكثر من عروسة لديها كل شيء ليتزوجها، وقد شعرت بصدمة شديدة حيث لم أجد الإنسان الذي أحببته.
وتوالت حياتنا على هذا الشكل... 90% من حياتنا إما خصام تام أترك على أثره المنزل أو برود تام من ناحيته كأنني أعيش مع أخي في منزل واحد، فمعظم الأحيان لا تحدث العلاقة الزوجية إلا إذا اقتربت منه أنا وطلبت أن يأخذني في حضنه كي أشعر بالأمان، فمنذ تزوجنا لم يأخذني في حضنه مرة واحدة بدون أن أطلب أنا، فأنا عاطفية بطبعي وكنت أعتقده كذلك أيام الخطبة، فقد كان يتمنى فقط أن يلمس يدي، لكن من بعد الزواج لم يقبلني إلا أثناء الممارسة الجنسية فقط، على الرغم من أن أهلي تكلموا معه كثيرا في هذا الموضوع بأن الرجل الذي يحب زوجته لا يخاصمها، بل عليه فقط أن ينصحها ويعاتبها لكن لا فائدة.
تصوروا خلال الأربع سنوات لم يصالحني مرة واحدة، فلم أشعر معه أبدا بأنني "امرأة" ومرغوبة من زوجي على الرغم من أني كنت أهتم بنفسي جدا.. أما الآن فتركت الاهتمام بنفسي تماما لعل ذلك قد يدفعه للاهتمام بي وسؤالي لماذا أهمل في نفسي وأتركها بدون زينة لكن لا حياة لمن تنادي فهو الآن يتركني بالشهور بدون أن يعطيني حقوقي الزوجية وعندما أشعر بالزهق "الضيق" من طول فترة تركه لي أحاول أن أقترب منه وأطلب منه أن يضمني إليه ويأخذني في حضنه أشعر بأني أنام في حضن أخي فأنا أشعر أنه لا يحبني وعندما طلبت منه آخر مرة أن نمارس الحب "المعاشرة الزوجية" لأني أفتقده وكنت في ذلك الوقت لم أعمل الغداء فقلت له نأكل أي شيء فرد علي أنه "غلطان عشان تعب نفسه على الفاضي" .. والله ساعتها أنا كرهت نفسي وأقسمت ألا أقترب منه.
وفعلا كان هذا من أكثر من شهرين لكنه لا يبالي فأنا فعلا حاسة أني "هاطق/أموت كمدا وحسرة" وأتمنى من ربنا فعلا أني أكرهه بشدة كي أتمكن من طلب الطلاق بدون إحساس بالندم. وحتى عندما نكون متصالحين فهو دائما أمام التلفزيون لا يتكلم إلا إذا كان لدي شيء أقوله له وصامت دائما، وقد اكتشفت أنه مهما فعلت معه ووقفت معه في أزمات لا يتذكر لي أو لأهلي أي شيء خير؛ فأهلي يحبونه جدا ويستقبلونه بالأيام في بيتهم ويعتبرونه واحدا منهم لكن لا يفعل ذلك بالمقابل فبمجرد أن يخاصمني لا يتكلم معهم ولا يعرفهم مطلقا كأنهم أعداء له وحتى عندما نتشاجر في وجود أمي عندنا لا يعمل لها "حسابا" ويخاصمني في وجودها بالرغم من أن أمي عندما تأتي إلينا تأتي محملة بالخيرات الكثيرة، كذلك جميع إخوتي حيث إن ظروفه المادية متواضعة ولكنه لا يعترف بفضل أي أحد عليه.
وكنا عندما نتشاجر غصبا عني أقول له أنت إنسان غدار لا أمان له، على الرغم مما فعلته معك أنا وأهلي تغدر بي وكأنك لا تعرفني ولم أفعل لك خيرا قط.. فقد كنت غصبا عني أقول هذا الكلام لأنه والله منذ أن تزوجنا لم أشعر معه بالأمان ولم يشعرني قط بأنه "حنين/حنون" حتى عندما كنت حاملا ومريضة كان يتأفف من مرضي ولم يشعرني بحبه أو "حنيته"، وأقسم لكم أن كثيرا من المواقف الصعبة التي مرت بي لم أجده فيها بجانبي لذلك أنا زهقت "ضاق صدري"، ولا أستطيع الحياة معه في هذا الجو الخانق من النكد والخصام.. إنسان لا أشعر معه بالأمان ولم يتزوجني عن حب كما كنت أعتقد.
المشكلة الأخيرة التي قد تجعلنا ننفصل ونصل إلى الطلاق هي:-
كان يتحدث في التليفون مع أخته وبعد أن انتهي سألته: احك لي ما حدث بينكما "أخته هذه لم تقف أبدا بجانبه في أي شيء حتى في جوازنا ولا تسأل عنا ولا تعرف عنه أي شيء إلا إذا سأل عنها هو، وهي غير حنينة بناء على كلامه" فرفض أن يحكي وزعلت منه بسبب ذلك لأني لا أخفي عنه أي شيء سواء عني أو عن إخوتي فتوقعت أنه سيأتي ويكلمني ويعاتبني على ذلك وأن الموضوع أبسط من أن أزعل "كنت أتمنى ذلك بالفعل حتى أشعر أنه يحبني لأنه لو تبادلنا الموقف فاستحالة أن أتركه هكذا بل سوف أشرح له كل شيء حتى لا نتخاصم" وتخاصمنا لمدة أسبوعين وبعدها ذهبنا عند أخي وحاول أخي أن يصلح الأمور بأن هذا شيء تافه وعلى زوجي أن يتكلم معي ويعاتبني لا أن يترك الأمور هكذا، لكن رد زوجي بطريقة سيئة وشعرت بالإحراج أمام أهلي وأنني ليس لي أي قيمة عنده، فقد رد وقال: "إن خصامي شيء لا يعنيه وإنني لو جلست هكذا لمدة سنتين فلن يهتم، فهو عنده المقدرة على العيش هكذا" وطبعا سكت الجميع ولم يستطع أحد أن يتكلم وشعرت ساعتها بجرح كبير وقد طلب مني أهلي الطلاق إذا أردت، لكني رفضت قائلة لا يهمني خصامه حيث إنه يقوم بمصاريف البيت ويشتري كل شيء في البيت.
وظللنا على ذلك لمدة أربعين يوما لم يقربني خلالها، وهو يعلم جيدا أنني أحب الجنس وأرغبه بشدة وتركني في غرفتي وحدي منذ أسبوع على الرغم من أنه يعلم بخوفي من النوم وحدي وقد كلمه أخي منذ أيام مرة أخرى لنذهب عنده ونتكلم ونصفي الموضوع فذهبت وحدي ولم يذهب ولم يكلف خاطره حتى أن يتصل بأخي ويعتذر عن عدم الحضور فكان هذا الموقف صدمة أخرى لي، وشعرت بعدها أنه فعلا لا يحبني ولا يريدني ويعيش معي فقط لأنه ليس لديه أي مكان آخر يعيش فيه، والآن لا أدري ماذا أفعل.. لا أستطيع أن أعيش حياتي هكذا خصاما دائما ونكدا وبرودا تاما من جانبه وعدم حب أو دفء.. أريد أن أشعر بالحب والرغبة والأمان وفي نفس الوقت أخاف على طفلي ولا أريده أن يرى أباه وأمه في مشاكل فينشأ معقدا.
أرجوكم قولوا لي ماذا أفعل؟! .. أريد الطلاق وخائفة، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أعيش بدون حب ووئام وأسرة حقيقية كلها دفء
مع العلم أنه مهذب ومستقيم ويصلي.
2/3/2024
رد المستشار
ابنتي..
قصتك كلها مطبات ومحاذير، وكل موقف فيها يحتاج إلى تحليل مستقل ليترتب عليه اتخاذ قرار مستقل.. ظللت أسير في "الحدوتة" (القصة التي سردتها أنت) واضعة خطا تحت ما أراه ذا قيمة.. أو بمعنى أدق علاقته بالمشكلة علاقة ذات قيمة قوية حتى وصلت إلى كلمة قلتِها أنت فلخصت فيها كل شيء ببساطة وعفوية:
"إنه فعلا لا يحبني ولا يريدني ويعيش معي فقط لأنه ليس لديه أي مكان آخر يعيش فيه".
طيب.. ماذا أستطيع أن أقول لك.. اطلبي الطلاق ولا تعيشي مع شخص يعتبرك صاحبة الفندق ويضطر إلى تلبية طلباتك الجسدية ثمنا لإقامته وطعامه حتى إنه عندما لم يجد طعاما شعر أنه بذل جهدا "على الفاضى"؟؟ ... حسبي الله ونعم الوكيل.
أعتقد من كلامك أن الشقة باسمك أنت وإلا كان أسهل شيء عليه أن يطردك منها ويحيا فيها وحده.. وخيرا فعلت والدتك لو هذه هي الحقيقة... رغم أنك رفضته يا ابنتي أكثر من مرة مخافة أن يحدث معك ما يحدث الآن فإن شبح العنوسة الذي تعلق فوق رأسك عند بلوغك الثلاثين جعلك تقبلين به، وأكثر من ذلك لقد أثبتم له أنت ووالدتك أنه كان على حق في إصراره وإلحاحه أن يهرب من المشاكل الكبيرة والخصام المستمر في بيت أهله مع إخوته -وهم أكيد أقدر منه على الخصام "والتبويز والصمت"- إلى أسرة هادئة مع زوجة تقوم بشئونه، زوجة يعلم أنها ميسورة إلى حد ما وأن أهلها ناس طيبون "مش بتوع مشاكل".. هو هدفه واضح من البداية، ورغبته في لمس يدك أيام الخطبة هي رغبة طبيعية وعادية يا ابنتي تحدث من كل رجل في مواجهة أي امرأة أمامه.. والرجال لا تصرح بها لأسباب كثيرة، منها الخوف من الله سبحانه وتعالى أو احتراما للذات. والخاطب فقط هو من يصرح بها وبرغبته في لمس أو مس أي شيء من جسد تلك المرأة التي ستصبح زوجته.. ورغم الحرمة في ذلك فإن الإناث تسعدها الكلمة وتدغدغ غرورها الأنثوي هذه الرغبة.. فلا تحملي عليها معاني أكثر من كونها "الرغبة في غير المتاح" .. فإذا ما ذاقها انتهى بهاؤها.
تحملت أربع سنوات فلما جاء الطفل إلى الحياة فكرت في الطلاق؟؟ هل هو قدر الأطفال أن تدفع ثمن القرارات الكبيرة؟؟ لماذا لم تطلبي الطلاق قبل ذلك... أربع سنوات تساوى ثمانية وأربعون شهرا.. وحملك وطفلك لهم في الدنيا عشرين شهر فقط.. أي أنك مدة أكثر من سنتين اكتشفت طبيعته الصامتة في فترة المصالحة.. والباردة الجافة في أغلب الأوقات.. لماذا سكت؟؟؟؟ سكت ربما لأن عندك أمل في أن ينصلح حاله...؟ وأنا أوافقك على الفكرة ولكني أختلف معك في درجة الإصلاح ومدى ما ستحصلين عليه.
إذا تصورت أنه سينقلب إلى شخص عاطفي يقابلك بالأحضان في أوقات الصفاء ويتضاحك معك ويقص عليك ما يحدث في عمله ويستمع بشوق ولهفة إلى ما حدث معك ومع الصغير فأنت واهمة.. وإذا كنت لا تريدي إلا هذا المستوى ولن ترضي بغيره فتطلقي... فهذا خيال في المستحيلات.
أما إذا علمت أنه مهذب ومستقيم ومصل وينفق على بيته ولكنه صامت وغير عاطفي وبارد أغلب الأوقات، واعتاد على الحياة في عالمه المستقل لأنه عاش عمره كله يتكيف مع مشاكل بيت أهله.. وأنت بالنسبة إليه شخص مازال غريبا ولن تدخلي إلى عالمه بهذه السهولة والبساطة.. بل تحتاجين إلى صبر وحسن تصرف لتحصلي على زوج معقول بحسابات العواطف والحنان.. منها مثلا ألا تختبري حبه كل فترة بالسؤال "البايخ": هل تحبني؟ ولماذا تزوجتني؟؟.
وتحتاجين أن تتعلمي إذا حدثت مشكلة وخاصمك أن تتركيه قليلا ليهدأ ثم تجريه إلى الحديث جرا (سميها أن تصالحيه، أن تبدئيه بالكلام، سميها كما تشائين)، وتحتاجين أن تتعلمي ألا تغضبي كثيرا وتذهبي إلى بيت أهلك ولا تدخليهم إلى مشاكلكم فواضح أنه لم يعتد أن يهتم بآراء الآخرين في شخصه، وبالتالي لا تجنين إلا الحرج والآلام.
الخلاصة: ستحاولين ترويضه إذا شئت أن تستمري معه لينشأ ابنك في البيت بين أب وأم.. القرار في النهاية لك.. فرغم أن طبيعته صعبة وتصل أحيانا إلى السخافة ففيه مميزات لا تتوفر في رجال كثيرة لطيفة "وحبوبة" وهي: التهذب والاستقامة والإنفاق على البيت، وهؤلاء الرجال يجدون من تتحملهم لتستمر الحياة.