أريد أن أهرب ولكن إلى أين؟ م13
يستمر حقدي على صديقاتي وأقاومه.
لا أعلم إن كانت استفساراتي السابقة تؤخذ بعين الاعتبار أم أنه يتوجب علي أن أعطي ملخصا لها لأنني أكتب على فترات متباعدة لكن بجميع الأحوال..
لا جديد حقا في حياتي سوى كونها متقلبة حبة فوق وحبة تحت شأني شأن كثيرين.. لا أشتكي كثيرا قررت نبذ السلبية ومحاولة العمل بإيجابية وخلق فرص وظروف أفضل بدل التباكي والشكوى.. أنهيت سنة التدريب وكان المفروض أن أبدأ العمل كطبيبة مقيمة وفعلا دخلت تخصصا معينا لكنني لم أرتح به للأسف لذلك توقفت عن العمل وقدمت لتخصص آخر وفي انتظار الموافقة لكي أبدأ العمل.
في نفس الوقت ثمة تخبط إذ أنني لم أقرر بعد ماذا أريد على الصعيد المهني. هل أذاكر شهادة معادلة وأهاجر؟؟ أم أكمل تخصصي طبيعي وأعود للبلد العربي الذي يقيم فيه أهلي؟ ما زلت لم أحسم الأمر بعد ولي جالسة في البيت من بعد ترك التخصص الأول قرابة العام لدي gap لكنني أذاكر في الوقت ذاته لمعادلة معينة ريثما تأتي الموافقة وفي انتظار أن أرسو أخيرا.
صديقتي التي ذكرت أنني أغار وأحقد عليها تزوجت الآن وأمورها تمام الحمدلله مرت بصعوبات في حياتها مثل تجربة إجهاض مريرة، لكن التواصل ما بيننا انعدم تماما إذ أنها لا ترد علي الآن هي حرة بالطبع. رغم أن هذا السلوك منها جرحني إلا أنني نظرت للجانب المشرق من الموضوع لعل هذه العلاقة من الأفضل أن تنتهي بكل الأحوال.
صديقاتي المقربات من حولي يتزوجن واحدة تلو الأخرى وأنا لا .. كما ذكرت كل ما مررت به هو تجربة مريرة واحدة من اعترافي بمشاعر لأحدهم ولم يقدرها منذ ذلك الحين لا جديد لا أحد أيضا يتقدم لي. ربما لأنني بعيدة عن أهلي فالغربة لا أدري .. أي أحد يقترب مني قليلا كتعارف محترم يوجس خيفة ويبتعد وتنقطع الاتصالات إذ أنني لا أشبه بالأفكار بقية الفتيات من حولي فأنا متمردة قليلا بأفكاري وأرفض السطوة الذكورية في المجتمع وهذا لا يعجب أغلب الشبان أؤمن بالإنسانية والضمير وبرأيي أنا شخص محترم بمعايير غير ظاهرية كمان أنني متحفظة حتى وإن هُيّئ للبعض من أفكاري أنني غير ذلك.
أيضا بما أنني أجلس في البيت الآن ولا أعمل (صعوبة العمل لعدم منحهم ترخيص مزاولة بسرعة لي) فلا أقابل أحدا من أساسه، لا أركز على نقطة الارتباط التي تنقصني هذه بل أحاول أن أشغل وقتي بما يفيدني وأدرس وأستمتع بالحياة.. أحب حياة العزوبية كلها حرية وهدوء وراحة بال وانسجام مع النفس لن اضطر الشجار مع أحدهم لأنه لا يسمح لي بالخروج من المنزل وارتداء ما أحب لن أدخل في حالات وصراعات مع أحد أنا محترمة أحترم وأُحترم مؤخرا بدأت أحس أنني يفضل ألا أرتبط الشبان العرب والذين يقيمون في الدول العربية كلهم متشابهون وبصراحة بأفكارهم هذه الشرقية لا تناسبني أبدا نظرتهم للمرأة وأنها تابع وليست كائنا مستقلا وفهمهم للقوامة وغيره، كما أنني لا أنوي أن أنجب أطفالا أنا أصف نفسي أنني لا إنجابية حاليا. مما يصعب مهمة إيجاد شخص يقبل بهذا الشرط
بصراحة أحب حياتي لكن ما ينقصني ولن أحصل عليه سوى بالزواج الشرعي هو العلاقة الحميمة. لطالما فكرت أنها الهدف من الزواج بل إنها ما أريد الزواج لأجله فلا ينقصني صحبة ولا رفقة ولا أنس ولا شراكة ولا كل ما يرددونه.. أكثر ما أغار من صديقاتي بسبب غير ارتباطهم وزواجهم بالتحديد هو أنهن بالضرورة وكونهن تزوجن بالطبع يتمتعن بعلاقة زوجية منتظمة وأنا أتقطع لمعرفة واستذكار هذه الحقيقة.. كنت لفترة كبيرة أمارس العادة السرية ثم توقفت عنها لأنها حسب جمهور العلماء محرمة. توقفت بالسنوات لكن بسبب غيرتي منهن عدت إليها الآن كلما شعرت بالحاجة رغم أنني أقاوم قليلا مؤخرا بدأت أنظر إليها بشكل إيجابي أكثر لكن ما زالت هذه النظرة تصطدم بشعور الذنب والعار وأقول بنفسي عندما أفعل ذلك لماذا هم نعم وأنا لا؟!!! وأعتقد هو نوع من التمرد.. وإشباع ما أحتاجه ولا أحصل عليه بأقل الطرق ضررا وحرمانية مع محافظتي على نفسي.
صراع نفسي شديد، أنا أعلم أنه من الناحية الطبية والعلمية ليس لها أي أضرار وهي سلوك عادي يمارس في كل أنحاء الأرض ذكورا وإناثا ولا تعليق للطب الجسدي والنفسي عليها سوى ذكر مشاكل الشعور بالذنب لا أشاهد وأسمع أي شيء عند القيام بها أكتفي بخيالي وأحيانا لا أتخيل شيء كذلك.. لا أستطيع أن أقاوم الصراع المؤجج في داخلي ومشاعر الذنب القوية بعدها أنني غير عفيفة وغير طاهرة وعار على أهلي لو علموا بما أفعل لست كبقية الفتيات عفيفة وشريفة لا أعرف أحدا يفعلها غيري صديقاتي متزوجات أنا لست كذلك كيف أقارنني بهنّ؟!
لكن في الوقت نفسه أحيانا أشعر أنني أحتاج فعلا القيام بها، من جهة أخرى لا أجد الأمر يستحق أن أتزوج وأدمر حياتي الهادئة حاليا بالارتباط والزواج بشخص متأكدة لن يفهمني.. مؤخرا روضت حقدي على صديقاتي بشكل شبه تام وذكرت نفسي أن الزواج ليس جنة وفيه مسؤولية ومشاكل كثيرة وحياتي الحالية جميلة كما ذكرت والكثير يتمناها حتى أن البعض لعله تزوج بحثا عن استقلال كالذي أحياه.. يبقى لي موضوع العلاقة كما ذكرت، وصراعي
تابعت مع طبيبة نفسية من أجل مشكلة الغيرة من صديقاتي ومحاولتي للبعد عنهن عندما يتزوجن.
لكنني لحد الآن لا أجرؤ على مفاتحتها وجها لوجه بموضوع ممارستي للعادة أشعر بالرعب وقمة الإحراج.
ماذا أفعل..
شكرا لكم.
4/3/2024
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
إن كان سؤالك حول ممارسة العادة السرية فليس هناك حرج من مصارحة معالجك النفساني في هذا الأمر. العادة السرية ليست باضطراب نفسي وإنما سلوك شخصي يتعامل معه من يمارسه ضمن حريته الشخصية ولا يؤذي أحد ويمارسها أكثر من ٩٠٪ من الرجال والنساء قبل الزواج و٧٠٪ بعد الزواج. هذه هي الحقيقة ولا تستحق أي عناء وشعور بالذنب.
الجانب الآخر من رسالتك يتعلق برحلتك في هذه الحياة وأجاب الموقع عليك بأن هناك الحاجة إلى أن يتخلص الإنسان من العصاب الذي في داخله لكي يمضي قدماً لتحقيق أهدافه. هناك ميل واضح في استعمالك الاستقطاب في تعاملك مع الآخرين ولا زال هذا الاستقطاب والعصاب يشل حركة تطورك النفساني والمهني. الإنسان لا يحتاج المعرفة فقط والأهم منها فعل التعلم، والإنسان لا يحتاج أن يمتلك المال والنفوذ وإنما امتلاك الفعل والعزيمة للتوجه نحو أهدافه، وعند ذاك يشعر الإنسان بالسعادة والمتعة. هذا لم يحصل معك ولا زال العصاب الذي تحمليه يشل حركتك.
امضي قدماً واحرصي على العمل وتعلمي من الآخرين فأنت على مقدرة عالية من الذكاء.
وفقك الله.
ويتبع >>>>: أريد أن أهرب ولكن إلى أين؟ م15