أفكار سلبية تصل للانتحار
السلام عليكم..، أعاني من عنف أسري منذ صغري كان أبي يقسو علي كثيرا ويضربني ضرب مبرح قد يصل إلى الورم والكدمات والإصابة وكان يضرب أمي كثيرا ويطردها من البيت ويغير قفل الباب حتى لا تقدر على الدخول مرة أخرى وكنا نذهب معها لأننا نخاف منه هذا ما نزع مني إحساسي بالأمان وإحساس بالرعب الشديد منذ صغري .. بعدما كبرنا بدأ أبي ينظر لي ولأختي نظرات غير لائقة ويدقق النظر فينا حتى وصل الأمر لأننا نرتدي لباس الصلاة طوال الوقت خوفا من نظراته حتى أثناء النوم كنا ننام مرتعدين خوفا من أن يظهر من أجسامنا ما يجعله يؤذينا هذا الأمر نزع مني الأمان وأصبحت في حالة رعب شديدة منه وفقدت إحساس الاطمئنان لدرجة أصبحت كل من يقترب مني أثناء الدرس مثلا أو في الشارع جسدي ينتفض وأصبحت عندما يقترب مني معلمي لأي سبب أحني ظهري ورأسي وأرفع كتفي لا أعرف ولكنها حركة تلقائية ولكن ما كان يمنعني من الانتحار هو تحريم الله له
وظللت أصبر نفسي بأن الله سيعوضني برجل صالح يحنو علي ويعوضني عن ما رأيته من أبي .. أمي كانت تحرضني دوما على أبي وتزرع كرهه فينا وهي خاطئة حتى وإن كانت معذورة في نظري ولكن كأنها كانت تنتقم منه فينا فكانت سبب في كبر الفجوة بيننا وبين أبي.. وظلت أتحمل أذاه النفسي لي أملا أن يعوضني ربي ولكن تحولت لإنسان آخر دفنت نفسي وأصبحت إنسان آلي يقول حاضر ونعم فقط حتى ينال رضاه وكنت أحاول أن أرضيه بكل الطرق حتى يحنو علي ويقبلني أو حتى يحتتضني على كل الأشياء الجيدة التي أفعلها كنت دائما أفكر أن أفعل كل شيء على أكمل وجه حتى يرضى عني ومع ذلك أرى في عينيه أني لست كافية وأني مهما عملت وحاولت أرضيه لن أكون أبدا حبيبته ولن أستحق أبدا أن يعاملني معاملة جيدة على الأقل وأصبحت في هذه الفترة بلا أصدقاء وأخاف أن أصادق لأني أشعر أني لست كافية وأنهم لو صادقوني سيروا جانبي السيئ وأنني بشعة من الداخل وسيتركوني فكنت أخاف من أن يتركوني وأشعر نفس شعور الخزي وأني لست كافية مرة أخرى
وظللت أجتهد حتى دخلت كلية طبية مرموقة وكنت أنتظر في عينيه أي فرحة أي شعور أني أستحق الحب والحنان أي شيء يجعلني أشعر أني على قيد الحياة ولكن نظراته كلها وفرحته كانت اصطناعية وكانت ظاهرة جدا حتى أن عينيه كانت تهرب من النظر في عيني عندما أدقق فيها لأري فرحته .. وهنا بدأت في الانهيار شعرت أني لست كافية أبدا وأني لا أستحق الحب والحنان وأني بشعة من الداخل ولهذا هم يكرهونني وأني شخصية صعبة وغبية في التعامل وصدقت هذا الكلام فلم أكون أي صداقات أبدا عند دخولي الجامعة غير صداقة واحدة واكتشفت بعد ذلك بعد تفكير مع نفسي أن شخصيتها ضعيفة لهذا صادقتها عند دخولي للجامعة.. أصبحت أبكي ليالي طويلة بدون سبب ودرجاتي انهارت ولكني كنت أحاول الاهتمام بنفسي وبشخصيتي على قدر ما أستطيع حتى أستطيع أن ألتقي بشخص يحبني وأهرب من هذا المكان البائس وكل المشاكل الأسرية تلك لم يكن يعرفها أحد قط وكان هذا يطمئنني لأن لا أحد يعرف وعلى الأقل أسير بين الناس ولا أشعر بالعار.
حتي حدثت أكبر صدمة في حياتي وهذا ما قطم ظهري أبي تشاجر مع أمي وضربها ولكن تلك المرة لم يقدر على طردها لأن تلك الشقة الجديدة كانت باسم أمي فهجر أبي البيت ولم يعد حتى وقتنا هذا.. ذهبت أمي لمكان عمله وتشاجرت معه وكاد أن يضربها أو ضربها لا نعرف الحقيقة حتى ذهبت إلى مركز الشرطة وقدمت بلاغا وكل المدينة عرفوا بها كل أهلنا وأقاربنا وصل الأمر لأهل أمي في بلدها حتى صرت أسير في الشارع وأشعر أن الكل ينظر لي ويقول لي عار عليك ويلعنني ويلعن عائلتي في نفسه .. من بعدها أصبحت إنسان آخر أصبحت عصبية بشكل لا يطاق وتطاولت على أمي وضربتها وكرهتها كثيرا أنا الآن حياتي واقفة لا أستطيع القيام بالأشياء البسيطة التي كنت أفعلها أصلي بصعوبة وأذاكر بصعوبة شديدة وبدون أي تركيز وصل الأمر للبكاء لأني أريد أن أذاكر ولا أقدر على فعل أي شيء بسيط دائما أجلس في غرفتي ولا أخرج منها وصراخ وبكاء طول الوقت كرهت العالم والناس ولا أجد أي سبب للحياة أريد أن أجد نفسي التي ضاعت مني ودائما أفكر بطريقة سلبية في كل شيء حولي لماذا أذاكر ومهما وصلت لمكانة لن أمسح العار ولن يتقبلني العالم من سيحبني وأنا بهذه البشاعة والقسوة والسواد وكل شيء بسيط أفكر فيه بطريقة سلبية حتى وصل الأمر لسخطي على ربي وأصلي وفي نفسي لا أريد لأن ربي أهانني وظلمني
وحاليا أسرح كثيرا في أي شيء أمامي وأفكر كيف أنتحر مستخدمة هذا الشيء ولكني أجاهد لأنه كفر
أرجوكم أريد من يساعدني أريد أن أعود لنفسي!!!!
5/3/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الصراحة ما فعلته والدتك هو عين الصواب مع زوج غليظ القلب لا يمتلك الحنان ولا يعرف الرحمة وقد صبرت عليه طويلاً. التقاليد الاجتماعية البالية التي تشعرين بسببها بالعار ولعنة الآخرين يجب أن ترميها في سلة النفايات وبدلا من ذلك تتقربين من والدتك وتتخلصين من هذه النرجسية التي في داخلك. معاملة والدك كانت نتيجتها تعلق غير آمن مع الآخرين ولكنك في نفس الوقت تطورت معرفياً مما يعكس حرص والدتك على حمايتك.
تخلصي من فكرة العار فمصدرها إصابتك بالاكتئاب فهذا هو السبب وليس حديث الناس عنكم وما تتحدثين عنه أفكار اكتئابية اضطهادية. أظن الغالبية من الناس تتفق مع سلوك والدتك ضد رجل لا يحسن معاملة زوجه ولا أطفاله.
أنت بحاجة إلى مراجعة طبيب نفساني وعلاج الاكتئاب بالعقاقير والعلاج النفساني.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
التعامل العاجل مع الاكتئاب (1-2)
ملف مرض الاكتئاب
الأفكار الانتحارية والتعامل معها!