من الوسواس إلى التعمد بالتخيل
كثرة الأفكار والوسواس
السلام عليكم، لدي أفكار تقتلني ولا أشعر بالندم ولا أعرف لماذا
- كنا نتحدث أنا ووالدتي عن مصحف سرق من بيتنا فجاء في بالي هو قرآن بطريقة بشعة جاء التساؤل فشعرت أن قلبي ينقبض من الخوف بسبب الفكرة ومع هذا الخوف نطقت سؤالي وقلت لوالدتي هو قرآن لماذا يسرقونه لماذا أتكلم وأنا خائفة من الفكرة؟
- اليوم أتتني فكرة عن الله نسيتها فعندما تذكرتها أردت أن أقول لله إنني ضدها ويا ليتني نسيت الموضوع أتتني أفكار وشك كأنني لا أعرف الله أردت أن أضرب رأسي بالأرض بسببها وبعدها قمت بتهدئة نفسي وقلت أنا ضد الفكرة وأتتني فكرة أنت تأخرتِ.
- عندما يقوم أحد بالسب أمامي أو عندما أغضب يبدأ السب في داخلي فأقوم بمنعها لكن بتعب شديد
- كنت أحب التخيل وأختلق قصصا في داخلي لكن أصبحت تأتي معها سب وأفكار خاطئة فأوقفتها
- أصبحت أريد منع نفسي من التفكير نهائيا وعدم التكلم إلا بالضرورة لمنع أي فكرة بشعة
قالوا لي أنت تفعلين هكذا بنفسك أنا أتعجب لماذا أفعل بنفسي شيئا لا أريده؟؟
والمشكلة قلبي قد أصبح كالصخر لا يشعر بالخوف ماذا أفعل؟
8/3/2024
رد المستشار
الابنة الفاضلة "أكاسيا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
ما ورد في متابعتك هذه لا يختلف كثيرا عما ورد في أولى إفاداتك لمجانين وفي الرد عليها قالت د. رفيف الصباغ: (أنت تعانين من الوسواس القهري، وعلاج هذه الأفكار أن تهمليها وتطنشيها ولا تخافي منها؛ بالعكس افرحي! لأنك تنالين أجر الصبر على البلاء) هذا الكلام ينطبق أيضًا على كل ما جاء في هذه الإفادة... ونصحتك المستشارة أيضًا قائلة: (أرجو أن تذهبي إلى الطبيب فهو الذي سيفهمك ويعذرك وينقذك من تأنيب الضمير ومن الوسواس بإذن الله، وكفاك معاناة)
وأنا هنا سأحاول الرد على بعض تساؤلاتك مثلا (لدي أفكار تقتلني ولا أشعر بالندم ولا أعرف لماذا) مسألة أنك لا تشعرين بالندم أو الكره لتلك الأفكار أمر طبيعي الحدوث بعد فترة من الوسوسة، إضافة لذلك يعبث الوسواس بالمريض فيوقعه في فخ استبطان مشاعره تجاه الأفكار مرارا وتكرار وهو ما يوقعه في فخ تفتيش الدواخل، فكلما حاول استشعار مشاعره الداخلية وجد من الشك أكثر مما يجد من اليقين، بمعنى أنه قد لا يجد الشعور المستهدف أو يجده بغير الشدة المفترضة، بما يدفعه غالبا لتكرار محاولات الاستبطان بهدف الطمأنة فلا هو يجدها ولا هو يكف عن الاستبطان، وهذا هو أيضًا سبب ما تشعرين تجاه قلبك (قلبي قد أصبح كالصخر لا يشعر بالخوف) وإن أردت فهما أعمق اقرئي مقالتنا عن نقيصة عمه الدواخل في مريض الوسواس القهري.
تقولين أيضًا (عندما يقوم أحد بالسب أمامي أو عندما أغضب يبدأ السب في داخلي فأقوم بمنعها لكن بتعب شديد) من فضلك لو سمحت لا تقومي بمنع أي شيء لا تردي عليه ولا تتلهي عنه بل اتركيه كأنه لا شيء وأكملي ما كنت تفعلين.
وأيضًا تقولين (كنت أحب التخيل وأختلق قصصا في داخلي لكن أصبحت تأتي معها سب وأفكار خاطئة فأوقفتها) بالعكس عودي إلى هوايتك ولا تكترثي بالسب حدث أو لم يحدث... لا تخافي من الأنشطة التي تثير الوسواس وكلما حدث تجاهلي حدوثه واستمري فيما كنت تفعلين.
وأخيرا تقولين (أصبحت أريد منع نفسي من التفكير نهائيا وعدم التكلم إلا بالضرورة لمنع أي فكرة بشعة) هذا أيضًا خطأ كبير يجب أن تعيشي حياتك وأن تمارسي أنشطتك كلها بشكل طبيعي وبغض النظر عن الوسواس واطمئني لأن الوسوسة تسقط التكليف وغير المكلف لا يكفر، وسترين أدناه ما يبين لك جيدا أن الوساوس (السب) والقهور (التلفظ بالمحتوى الكفري ثم التشهد والاستغفار) الكفرية كلها مهما بلغت وتكررت واستفحلت وظن المريض أنها منه فإنها كلها وساوس وقهور قهرية معفو عنها شرعا ولا تغير حالته الإيمانية.
اقرئي على مجانين:
وسواس الكفرية: 24 ساعة أفكار سب لله
نطقت بالكفر أو لم تنطق: الموسوس بالكفر لا يكفر!
وسواس الكفرية: الموسوس لا يكفر ولا يرتد
وسواس الكفرية حيل كالمعتاد عديدة!
وسواس الكفرية: وهم استجلاب الوساوس!
وسواس الكفرية: استدعاء الوسواس حرام أم حلال؟
أخيرا أنت بحاجة إلى تدخل علاجي من طبيب نفساني يؤكد ويستكمل تشخيص الحالة وتتفقين معه على طريقة العلاج، ولا تضيعي وقتا طويلا في استشارة المواقع الإليكترونية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: من الوسواس إلى التعمد بالتخيل م1