وسواس العقيدة ووساوس أخرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أحب أن أشكر القائمين على الموقع، ثانياً قد تكون استشارتي مكررة، لكن الموسوسين يحبون أن يريحوا بالهم بالأسئلة التي تدور في عقولهم
أنا مصاب بالوسواس منذ الصغر، وقد ذهب عني عندما بدأت بتعاطي الحشيش والعياذ بالله، وأعوذ بالله أن أجاهر بالمعصية، كنت أحسبه حلاً لمشكلتي، ولكن للأسف تركني الوسواس في كل شيء وبقي في المادة المخدرة، حرفياً كنت لا أستطيع أن أقوم بأي عمل بدون أن أتعاطى وإذا انقطعت عني المخدرات جاءني الوسواس فيه، وكأنني لا أستطيع الحياة بدونه.
وبحمد الله توقفت عن التعاطي بشكل كامل في يوم وليلة بحمد الله وقدرته، حتى أنني لم أشعر بأي أعراض جانبية بعد تعاطي تقريباً 10 سنوات، والتزمت دينياً جدا بالصلاة بالمسجد والنوافل ولا أزكي نفسي، ولكن الحمد لله، وهنا جاءني الوسواس من جديد في أمور الدين
أعلم أن الوسواس يأتي فيما يحبه المرء ويخشاه، لقد جاءني أو نقدر نقول عاد الوسواس أولاً في عدد ركعات الصلاة ومن ثم تطور إلى النية بالوضوء والصلاة وسائر العبادات، ثم تطور لوسواس التأكد والتكرار، وأخيراً جاء بالعقيدة والكفر والعياذ بالله، وسب الذات الإلهية تعالى الله عما يصفون
قرأت كثيراً في موقعكم وسألت شيوخاً وتواصلت مع مرضى سابقين الكل أجمع أن العلاج هو التجاهل، التجاهل التجاهل، أنا لم أستطع التجاهل إلا قليلاً.
بداية أرجو من حضراتكم الرد على سؤال الذي هو سبب كتابتي بالموقع أصلاً:
كنت أردد كلمات لقصيدة اسمها مرسال لحبيبتي في عقلي ومن كلماتها؛ (...وقلبك لو بقلبي حس، أو شاف حاله في بعاده، لصلى لربه واستغفر لذنبه وصام...) أنا أصلا منقطع عن الأغاني منذ فترة التزامي ولا أعلم والله كيف جاءت الأغنية برأسي، وجاءت أثناء تطبيقي للتجاهل في كثير من الأمور، معنوياتي سقطت عندما جئت عند كلمة (لصلى لربه) واستغفرت مباشرة، أنا لا أعلم أصلا ما حكم هذه الكلمات هل هي كفر أو شرك أو سوء أدب في العبادات مع الله أن نقحمها في مثل هذه الأمور، فأريد منكم تفصيلا لما حصل لي؟
ثانياً والذي شجعني أن أكتب هذه الاستشارة، أريد منكم تفصيلا عن كيفية الصمود والمواجهة للوسواس في الاستمرار بالتجاهل وأنا خائف ألا يقبل عملي أو أن أكفر بقول في عقلي.
أريد حلاً يجعلني أصمد وأكمل تجاهلي وأستمر بالعلاج!
بارك الله فيكم وحزاكم الله ألف خير
9/3/2024
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "Ahmed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
مصاب بالوسواس منذ الصغر -لم تعطنا أي تفاصيل عن وساوس الصغر-، هذا حال كثيرين يا "Ahmed" لكن تعالج الوسواس القهري بالحشيش؟ هذه خدعة كبرى فالحشيش يؤثر بالسلب على التفكير وربما استثار وسواسا أو ذهانا كامنا، عافاك الله الحمد لله أنك أقلعت وتعافيت، لكن ما تصفه من انشغالٍ وسواسي قهري بالمادة المدمنة هو إحدى علامات الإدمان، بل وعلى العلاقة بالوسواس القهري تقوم إحدى نظريات تفسير معضلة الإدمان، ورغم أنك عشت سنوات تتعاطى فقد تعافيت بسهولة لأنك واقعيا لم تصل إلى درجة الإدمان التي تحتاج تأهيلا بعدها، ولعل لصفاتك الطيبة وضميرك الوسواسي دورا في مساعدتك على التعافي، وإن كان ذلك مثالا يتكرر مع معاقري الحشيش.
بعد ذلك بدأت التزامك الديني فعاودتك الوساوس هذه المرة في الأمور الدينية (أولاً في عدد ركعات الصلاة ومن ثم تطور إلى النية بالوضوء والصلاة وسائر العبادات، ثم تطور لوسواس التأكد والتكرار، وأخيراً جاء بالعقيدة والكفر والعياذ بالله، وسب الذات الإلهية تعالى الله عما يصفون)، أي بدءا بوساوس وقهور العبادات ثم وساوس العقيدة والأحكام وأخيرا وسواس الكفرية.... وعرفت أن الحل في التجاهل وما زلت تحاول وتحاول ولابد إن أحسنت التجاهل أن تصل إلى التعافي.
كل هذا كوم وسؤالك عن كلمات الأغنية كوم آخر، فالواقع ألا شيء فيها والأهم في هذا السؤال هو إظهاره لميولك التعمقية التي تجعلك لا فقط متشددا في تحاشي الشبهات (فليس في الكلمات كفر أو شرك أو سوء أدب في العبادات مع الله)، وإنما أيضًا غارقا في الخوف من الكفر أو الشرك أو الشك حتى أذنيك، وهذا حال مرضى وسواس الذنب التعمق القهري "و.ذ.ت.ق".
أما التفصيل عن كيفية الصمود والمواجهة للوسواس في الاستمرار بالتجاهل، فهو مشروح مئات المرات على الموقع، وستجد ما يرشدك للتفصيل في استشارة وسواس الكفرية: تجاهلي، واصلي العبادة وافرحي! وأما خوفك ألا يقبل عملك أو أن تكفر بقول في عقلك فلا أساس له من الصحة، فأما عملك فمقبول لأن الوسواس مهما بلغ لا يفسد العبادة ولك رخصة مفتوحة، فكيف تكفر وأنت محصن ضد الكفر لأن الموسوس بالكفر لا يمكن أن يكفر ولأن الوسوسة تسقط التكليف ماذا تريد مني بعد كل هذا أن أضيف؟
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.