مشاركه من مجربة
بداية أود شكر د. سحر على ما أنفقت من رأسمالها الفكري والوقتي في تأصيل هذه المشكلة، كما أود شكر هذه النماذج من الأخوات، مَن -على الأقل- فكرت وسلمت لهذه السنة المطهرة التي لم تترك قديما عانسا ولا أرملة تتمنى لمسة أو كلمه حانية بالحلال.
لي عتب على الدكتورة سحر في توزيعها الحصص بين الزوجتين حسب عدد الأولاد، وقد يبدو نظريا معقولا، ولكن هذا على فرض أن الأولى لها أولاد أكثر، فما بالك إن لم يكن لها أولاد أو لها واحد أو اثنان، وعندما تزوج الثانية بعد 15 سنة مثلا أصبح لها أولاد أكثر فهل يقضي مع الأولى يوما ويكون بقية الأسبوع للثانية؟.
وما ذنب الأولى إن لم ترزق أولادا أكثر؟ ولكم في رسول الله أسوة حسنة، قسم يوما لكل واحدة، لم يفرق بين بكر أو ثيب كبيرة أو صغيرة، كما لم يرد شرعا حسب ما قرأت أن القسمة تتم بعدد الأولاد.. أود القول بأني عشت التجربتين، حيث كنت يوما ما أولى، والآن أنا "زوجة درجة ثانية"، عفوا، أقصد ثانية.
أسرد هنا تجربتي لأخواتي في الله لأخذ العبرة والدرس لا لقضاء الوقت أو "نشر الغسيل"، لعلها تكون من باب النصيحة لله.
منذ صغري وأنا من أشد المعارضات لهذه الممارسة، بناء على القصف المجتمعي والإعلامي، وعندما التزمت، والحمد لله، يسر الله لي زوجا "لقطة"، ولكنه كان يبحث عن الثانية حتى قبل الدخول بي، ولو على سبيل المزاح.
في بداية الزواج كان كل شيء على ما يرام، ولكن بعد هذا بدأ بالتلميح تارة والتصريح أخرى، ودخلنا في مناقشات لا أول لها ولا آخر، حتى إنه وعدني بإكمال دراستي الجامعية التي حرمني إياها بداية زواجنا (بحجة أن الصهيونية هي التي أخرجت المرأة للجامعة والاختلاط) إن أنا وافقت أو أنه سيعطيني ماله كله، وعندما أسأله عما يقتضي ذلك يأتي الجواب أن لا شيء سوى أنه يريد تجربة أخرى، وأنا أؤكد رفضي ونحن نزداد بعدا عن بعض، كنت أزداد بؤسا وقلقا يوما بعد يوم، وهو يختال فرحا بماله وملبسه وعلاقاته، حتى أشعرني كأنني أمة سوداء، وأنا المشهورة بجمالي على حد قول الناس.
كنت أحبه أكثر من أبي وأمي وأولادي، ولا أتخيل كيف سيقول لأخرى إنه يحبها، ناهيك عن التفكير بأشياء أخرى.
ازددت حزنا وأنا أراه لا يلقي بالا بكل تضحياتي معه، ولا هم له سوى جمع المال والاهتمام بنفسه، وعلى مدى سنين وأنا على هذه الحال؛ مما أثر حتى على ديني، بحيث أتنصت على مكالماته، وأقرأ أوراقه وهكذا... لم أشأ أن أدخل أهلي في مشاكلي، إذ لم أحب أن أظهر بمظهر مصطنعة المشاكل، خاصة أنه لم يتزوج بعد. طبعا كنت محسودة من الجميع بما لي من متاع الحياة الدنيا مع أني كنت أفضل لو كنت أعيش في كوخ، لكن أكون مرتاحة البال.
وفي يوم تعرف على عائلة لها بنت تصغره بـ17 سنة، ومن هذا اليوم تغير كليا، فكان كل ما أقول أو أعتقد هو خطأ، وكل تصرف منتقد، وجسمي به العيب الفلاني، ولوني غير نقي، وحتى الثلاجة أو المطبخ لم تسلما منه، فقد كان يبحث فيهما لعله يجد شيئا سيفسد لكي يصب جام غضبه علي، حتى وصلت لحاله كنت أرتجف خوفا عندما يناديني، وأقول في نفسي لعلني ارتكبت خطأ ما.
وأخذ في ارتكاب بعض اللمم؛ مما أترفع عن ذكره بعد أن ستره الله عليه، حتى وصلت الحالة إلى أن طردني من فراشي وغرفتي ليتسنى له التفكير والحلم بها، كنت صابرة صبر المكره لا صبر التدين، كرهت حياتي معه، وأنا التي أحبه أكثر من والدي، لكني لم أعلم كيف أصلحها، وقلت أتمنى أن يفعلها ليتسنى لي الخروج من هذا البلاء.
هنا أود أن أنبه أخواتي الحبيبات لبعض النقاط لتلافي ما وقعت فيه لقلة خبرتي وافتقاري للناصح المتدين. وحيث إن ما كتبت على قلته أخذ مني وقتا كثيرا، وليس هناك متسع لإرسال المشاركة دون أن يغلق الباب... إن شاء الله أرسلها الأسبوع القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله.
10/3/2024
رد المستشار
أختي الكريمة: أشكرك كثير الشكر على إيجابيتك؛ ففي المشكلة السابقة والمشاركة أكدت أننا بالفعل نحتاج لتفاصيل تجارب حياتية لكل من عايش تجربة تعدد الزوجات (سواء أكانوا أزواجا.. زوجة أولى أو ثانية.. أم أبناء..) وذلك حتى نستفيد ونتعلم من خبرات الآخرين، وكانت رسالتك هذه -رغم أنها غير مكتملة- هي الاستجابة الوحيدة، ولقد انتظرت أن أتلقى منك باقي الرسالة، ولكن هذا لم يحدث فلعل المانع خيرا.
وفي البداية أود أن أوضح أنني في ردودي السابقة لم أقصد أن أنصر الزوجة الأولى على الثانية، ولا أن أظلم الثانية لأنها الثانية؛ فكلاهما زوجتان لرجل واحد، وراجعي بدقة سياق كلامي الذي تحدثت فيه عن تقسيم الوقت، كنت أتحدث مع فتاة تفكر أن تكون زوجة ثانية؛ ولقد قلت لها إنه باستقطاع وقت العمل والأكل والنوم يصبح الوقت المتبقي للزوج سويعات قليلة، هذه السويعات لا بد أن يراعي فيها شئون أسرتيه وأبنائه من الزوجتين؛ يحاورهم.. يهتم بدعم هواياتهم.. يتابع تطورهم الدراسي والعلمي.. يقوم سلوكيات.. يباشر مريضا... إلى آخر مسؤوليات الأبناء التي لا تنتهي، فهل تتحمل العروس الجديدة التي تحلم بزوج خالص لها من دون البشر.. هل تتحمل عروس جديدة تحلم بشهر عسل مستمر.. عروس قد تضيق بانشغال زوجها عنها في عمله.. هل ستتحمل أن يخرج زوجها من عمله ليمر على أبنائه ويتابع أحوالهم وشئونهم ثم يعود إليها؟.
أنا لم أتحدث عن تقسيم الحصص والليالي بين الزوجتين، فهذا أمر يرجع فيه لأهل الاختصاص وأهل الفتوى؛ ولتطرح أسئلة من قبيل هل يجوز هذا إذا وافقت الزوجة الثانية على التنازل عن جزء من حصتها أو كان هذا شرطا من شروط الزواج، والمهم أن هذا الأمر لم يكن يعنيني في ردي على السائلة، وكل ما هنالك أنني كنت أحاول أن ألفت انتباه الزوجة الثانية إلى أن هناك من يشاركونها في زوجها وأنه لن يكون خالصا لها؛ فهل ستتمكن من تحمل هذا الوضع؟.
أختي الكريمة: نحن في انتظار باقي رسالتك وخبرتك مع الزواج الأول والثاني.