مشكلتي أنني لا أحب زوجي أبدا ، تزوجته بسرعة ولم أكن اعرف شيئاً عنه ، واكتشفت انه غير كامل الرجولة فقد أخذ شهراً حتى استطاع الدخول بي ، المشكلة أنني لا أحبه ولا أحب شخصيته ، كما أنه لوطي يمارس مع الرجال ، واكتشفت ذلك من شهران ويمارس العادة السرية كثيراً أيضاً ، هو عاطفي جدا ، شخصيته تميل جدا للمرأة فهو ناعم بصوته ، وحركاته ، وتصرفاته ...ماذا افعل معه وقد رزقني الله منه بطفلة جميلة ، صدقوني حاولت أن أحبه ولكن شخصيته غريبة ،
لقد أصبحت كثيرة النسيان ، وسارحة طوال الوقت،
ولم يعد لي إحساس بالزمان والمكان والأشخاص من حولي ، وأحيانا أشعر بأنني كالميتة .
12/3/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة: في البداية وجب التنويه والتأكيد على أننا لا نهمل الرد على أي مشكلة تصلنا، قد يحدث بعض التأخير نتيجة ضغط العمل والحرص على جودة الأداء، ومن الواضح أن مشكلتك لم تصلنا من قبل والسبب غالبًا راجع لحدوث عطل ما منع وصول المشكلة لنا، وهذا بالنسبة لشكواك من إرسال المشكلة أكثر من مرة وعدم تلقيك أي رد عليها.
ونأتي لرسالتك التي نتمنى أن تصبح نذيرًا لمن يتسرعون في الزواج بدون دراسة كافية لمزايا وعيوب الطرف الآخر؟ ونتمنى أن تدق ناقوس الخطر لمن يهملون الاعتبارات العقلية والعاطفية عند اختيار شريك الحياة سواء من الأهل أو من الأزواج والزوجات؟ ولا أدري لماذا التسرع في الزواج ولماذا لا نعتمد التأني والتدقيق سبيلاً لنا عند الاختيار؟!! هل يرجع هذا لقلة خبرتنا أم لضغط الشهوة والاحتياجات الجسدية؟ هل ضغوط الأهل هي المشكلة؟ سؤال حائر يحتاج لإجابة؛ وهذه الإجابة لازمة وضرورية حتى نوقف مسيرة التردي والتدهور الملحوظة واللافتة للنظر في علاقاتنا الزوجية.
في رسالتك الكثير من الأمور غير الواضحة والمفاهيم المغلوطة ولكنها شائعة للأسف الشديد؛ فأنت تصفين زوجك بأنه غير كامل الرجولة لأنه فشل في العلاقة الحميمة في بداية الزواج، ولا أدري كيف شاع في فهمنا المغلوط الخلط بين مفهوم الرجولة والذكورة؟!! إن ما تصفينه يعتبر نوع من العجز الجنسي النفسي المؤقت الذي يصيب بعض الرجال نتيجة القلق والتوتر، وخصوصًا في أول الزواج، والزوجة الواعية والمتفهمة تدفع زوجها لسؤال أهل الاختصاص عند أي مشكلة، واطمئنان الزوج يحسن الأمور كثيرًا ويعجل بالشفاء.
الأمر الآخر اللافت للنظر في رسالتك هو قولك إنه لوطي ويمارس مع الرجال؛ فكيف عرفت ذلك؟ وكيف تأكدت؟!!! أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ظنون وأوهام؟ هل أخبرك هو بذلك أو عرفتيه عن طريق الصدفة أم أنك تعمدت الاطلاع على عوراته؟ وهل ندرك أن تعمد الاطلاع على عورات الغير –حتى ولو كان الزوج- يعتبر من التجسس المنهي عنه شرعًا؟.
هذه الأمور أحببت أن أنوه إليها قبل أن نخوض في صلب مشكلتك وقد تزوجت وأنجبت من رجل لا تحبينه ولا ترضيك صفاته، والحياة الزوجية لن تستقيم بزوجة تنفر من زوجها وتكرهه وتنظر إليه هذه النظرة الدونية، فرسائل النفور والكره والاحتقار ستصله حتمًا مهما حاولت التخفي وإظهار عكس ذلك، ولا مفر من اختيار أحد أمرين: بذل الجهد مع قلبك للوصل إلى الحب، والخيار الآخر هو الانفصال وإنهاء حالة اللا حب التي تعيشنها.
وسنتحدث بالتفصيل بداية عن الخيار الأول لأنك راغبة فيه كما عبرت في رسالتك:
* والبداية تكون باللجوء إلى من بيده مفاتيح القلوب ومن يقلبها كيف يشاء؛ اسأليه سبحانه أن يعينك وأن يسخر لك قلبك وأن يعينك على غرس بذرة الحب فيه.
* انسي أو تناسي أنك تزوجت بسرعة وأنه لم تتح لك الفرصة الكافة لمعرفة زوجك.
* وابدئي من اليوم رحلة اكتشاف زوجك، تعرفي جيدًا على مميزاته وحسناته –ولن يخلو إنسان من ميزات- فاطبعيها في ذاكرتك وسلطي الأضواء عليها واستدعيها كلما لمست عيبًا من عيوبه، قارني بين عاطفيته التي ترفضينها وبين قسوة وعنف بعض الرجال وجفاف المشاعر عند غيرهم، وعاطفيته هذه قد تحسدك عليها الكثير من النساء.
* توددي إليه بالكلمات والأفعال والهدايا، وابذلي الجهد في تحسين العلاقة الجسدية بينكما، وحاولي اكتشاف اهتمامات وهوايات مشتركة تجمع بينكما، وحاولي أن تبحثي لنفسك عن اهتمامات تشغلك، ابحثي أمر تطوير نفسك وتنمية قدراتك، والعمل يفيدك ويعينك على تطوير أدائك الاجتماعي.
* وفي هذه الأثناء تجنبي تمامًا التجسس على عوراته، وإن كان يخبرك بما يفعل –ولا أظنه يفعل- فيمكن ساعتها أن تتفاهمي معه حول ترتيبات اللجوء للأخصائي النفسي وكوني عونًا له على أي حال.
* من الأفضل أن لا تتسرعي مرة أخرى في إنجاب أطفال حتى تحسمي اختياراتك، وذلك لتقليل الضحايا قدر المستطاع.
* قد يحتاج الأمر إلى مساعدة استشاري نفسي ليساعدك على التغلب على الأعراض التي تصفينها في رسالتك، والتي قد تكون من علامات الاكتئاب، وهذا الطبيب يمكنه أن يكون عونًا لك في التواؤم مع زوجك؛ فهل أنت راغبة ومستعدة لذلك؟
إذا بذلت كل المحاولات وباءت بالفشل وظللت على حالك فلا مفر ساعتها من اللجوء للحل الآخر؛ والانفصال المبكر يقلل من عدد الضحايا، ولكن حتى هذه الخطوة تحتاج لترتيبات، منها الاستعداد النفسي للتعامل مع المجتمع في الوضع الجديد، وكذلك ترتيب أمر رعاية طفلتكما وتقليل الأثر السلبي لانفصالكما عليها.
أختي الكريمة: الأمر بين يديك ونحن معك ولن نتردد في مساعدتك؛ فلا تترددي في أن تتابعينا بالتطورات.