أنا شاب عندي 17 عاما.. أستطيع أن أصف نفسي بالطيبة والرقة والرومانسية، وهذا هو سبب كل مشاكلى. أنا أريد أن أحب وأن أجد من تبادلني هذا الحب.. لا أعلم هل هذا بسبب فترة المراهقة أم ماذا؟.. ليس لدي أي ثقة بنفسي.. لى صديقة أشعر بمشاعر قوية تجاهها، وقد أفهمتها من طريقة كلامي معها أنني أحبها وأنا لست متأكدا من ذلك؟.
لقد كان رد فعلها غريبا فقد توقعت إما أن تصدم وترفض الفكرة وتبتعد عني إذا كنت لا أمثل لها أكثر من صديق، أو تكون لديها مشاعر تجاهي فتتجاوب معي.. هي لا فعلت هذا ولا ذاك.. هى فقط ابتعدت بعض الشيء.. حاولت أن أعيدها بكل الطرق إلى أن عدنا أصدقاء، ولكن كان هناك حاجز كبير بيننا.. كنت أشعر أننا نمثل.. فلما صارحتها قالت لي إنني قلت لها بأنني أحبها فلما سألتها متى.. أحسست كأنني قد أثرت عاصفة؟.
تغيرت طريقة الحديث وقالت لى أنا لست ساذجة حتى تتلاعب بي وتغير كلامك كل حين.. أنا أقسم إنني لم أتلاعب بها وأنني فقط لست متأكدا من مشاعري.. وكنت أسألها لأعلم فقط متى أحست أنني أحبها.. هل ظنت أني أنكر.. ولماذا تحزن طالما أني لا أهمها فى شيء؟؟.. أنا فى حيرة رهيبة.. أرجوكم أن تنقذوني منها.. أتمنى الرد!!!
14/3/2024
رد المستشار
ولدي
سأترك المشكلة جانبا وأحييك وأسجل إعجابي بك وبوضوح الرؤية الذي تمتلكه.. وهذه صفات قلما نجدها في الشباب الصغير.. فأغلبهم لا يضع الأمور في نصابها الصحيح.. ولا يعترف أنه أحيانا نتيجة لاحتياجات لا يستطيع أن يدفعها قد ينزلق إلى خطأ في التصرف أو التقرير.
أما أنت فقد أعلنت كلماتك البسيطة بكل وضوح: أنا أريد أن أحب وأن أجد من تبادلني هذا الحب.. ثم في كلمتين صغيرتين حللت الموقف بقولك: لا أعلم هل هذا بسبب فترة المراهقة أم ماذا؟
نعم يا ولدي.. هو بسبب المرحلة التي تمر بها ولكنها لن تتوقف –هذه الرغبة– بعد انتهاء المرحلة ودخولك منطقة الشباب.. ستظل موجودة.. فإنها فطرة أودعها الله في قلوبنا لنتواصل ونتعامل ونتزوج ونتحمل، لننشئ في النهاية أسرة تكون نواة لمجتمع جيد وسليم.
وحتى اهتزاز ثقتك في نفسك يا ولدي هي وليدة فترة المراهقة.. فأنت لا تعرف على أي أرض تقف.. ولم تختبر كل إمكانياتك ولا قدراتك ولم تتعرف بعد على ما تستطيع عمله أو أداءه، ولم تمتلك بعد زمام أمورك كلها فتقدر لكل شيء وتتعرف على الحجم الحقيقي للأشياء ومدى أهميتها وكيفية تداولها.
نعود يا ولدى لمشكلتك وسؤالك:
فتاتك أو صديقتك أو هذه الزميلة والصديقة هي أيضا مراهقة يا ولدى.. وهي مثلك تماما لا تعرف عن نفسها الكثير.. أنت أفهمتها بطريقة أو بأخرى أنك معجب بها وتوقعت منها رد فعل من اثنين إما أن تبتعد إن كانت لا تهتم لأمرك أو تتجاوب معك إن كانت تحبك أو تهتم بك.. والحياة وتصرفات الناس وردود أفعالهم ليس أبيض أو أسود.. هناك دائما احتمالات لا نتوقعها وأحيانا لا نفهمها.
طبعا هي وصلتها رسالتك.. أنك معجب بها.. والبنات تترجم أي مشاعر تجاهها أنها حب.. إذن هي اعتبرت أنك تحبها.. وهى لم تفعل أي شيء واحتفظت ببعض الهدوء والتحفظ تجاهك لا لشيء إلا لأنها هي أيضا غير واثقة من مشاعرها.. أو ربما هي تخاف أن تبادلك المشاعر فتقعا في مشاكل كبيرة مع الأهل.. والبنات هي من تدفع عادة ثمن المشاكل العاطفية.. لأنها لو لم تسلم نفسها وقدرها إلى غريب لما حدث ما حدث.. عموما هي تصرفت في حدود اجتهادها فلم تتخل عن صداقتها لك ولم ترفعها إلى درجة الغليان مع العواطف غير الآمنة وغير الموثوق فيها.
فلماذا ثارت في وجهك؟؟ ببساطة لأنها اعتبرت سؤالك سؤالا استفهاميا استنكاريا.. بمعنى أوضح: اعتبرت سؤالك: متى قلت لك أحبك؟؟؟ وكأنك تقول لها من أين أتيت بهذه الفكرة أنا لا أذكر أنى صرحت لك بحبي.. وهذا ما جعلها تنفعل عليك.. لأن هذا المعنى الذى وصل إليها كأنه يقول لها: أنت تحاولين فرض مشاعر أو تحاولين الإيقاع بي في علاقة وتورطينني في عواطف.. وهذه فكرة مهينة لأى فتاة.
فلا أنت أخطأت ولا هي أخطأت اللهم إلا في عدم تقواكم لله سبحانه.. فمع كل تقديري لرغبتك الطبيعية أن تحب ولرغبتها كذلك.. فإن الله قد أمرنا يا ولدى بغض البصر والابتعاد عن المثيرات.. والمثيرات ليس معناها فقط الأفلام أو الصور الإباحية.. إن وجودك بالقرب من فتاة هو شيء مثير.. مثير للمشاعر والرغبات، فإذا كنت فعلا تريد أن تحصل على حب حياتك الذى سيسعدك فى كل أيام عمرك فاتق الله، واجتهد أن تطيعه في أوامره وتجتنب نواهيه.
ولا أتمنى أن أسمعك تقول: كل الشباب على ذلك فهل كلنا سندخل النار.. أنا لا أتحدث الآن لا عن جنة ولا عن نار.. أنا أتحدث عن تحقيق حلمك بالحب الجميل.. إذا أردته فاتق الله وسيمنحك إياه.