وسواس الرياء وتكرار الذنوب م
تخبط في القصد والنية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهود.
منذ سنوات طويلة عندي مشكلة في نيتي، لكني الآن لا أستطيع فعل أي طاعة إلا بصعوبة وجهد شديد جدا، فمثلا: إذا أردت أن آتي بأذكار الصباح والمساء أبتعد عن الناس، ولو كانوا زوجتي وأبنائي ولا أستطيع الذكر في وجودهم، وإذا اضطررت لذلك بوجودهم أستمر في إعادة الذكر حتى أقتنع أنه الآن حصل من غير رياء، كذلك الوضوء أو تلاوة القرآن، والمشكلة الأعظم في الصلاة خاصة في تكبيرة الإحرام وفي السلام يشتد علي الأمر وأضطر لإعادة التكبير أكثر من مرة أحيانا خاصة لو كانت صلاة جماعة في المسجد، وعند التسليم من الصلاة أحيانا ألتفت للسلام ولا أستطيع أن ألفظ بكلمة السلام عليكم ورحمة الله لإحساسي بالرياء عند لفظي إياها، إلا بعد فترة من الالتفات، كما أني في التلاوة في الصلاة أو الأذكار كالتسبيح وغيره خلال الصلاة أجد معاناة شديدة كذلك.
لا أتلذذ بالطاعة وأشعر كأنها حمل عليّ أن أؤديه فقط.
أنا بفضل الله مجيد للتلاوة وصوتي حسن وأحفظ من القرآن الكريم، وإمام المسجد كثير التغيب عنه وهذا الأمر يجعلني من أوائل من يقدم للإمامة، بل ربما أحيانا كثيرة لا يجدون من يقدمونه غيري، فأحاول التهرب فلا أستطيع، فكنت أحيانا أتأخر لما بعد الإقامة حتى لا أؤم المصلين، بعد ذلك قرأت حول الموضوع وأن هذا من عمل الشيطان، فعدت للحضور المبكر للصلاة وعدت للإمامة من جديد، وللأسف ما أجده خلال الصلاة وساوس لا تنتهي وأشعر أنني لطالما أقع في الرياء.
بل يأتيني الشعور أني مشرك
أكتب هذا الأمر وقد كنت بالأمس مضطرا للإمامة في صلاة التراويح وعدت بعد الصلاة إلى البيت في هم وضيق لا يعلمه إلا الله. يأتيني شعور وإحساس بأني مشرك وأني منافق. كلما رأيت إنسانا يؤم الناس بطمأنينة ونظرت إليه وهو يصلي لا أعلم كيف يفعل ذلك، بل لو رأيت أحدا يذكر الله بصوت مرتفع وتعلو وجهه الطمأنينة لا أعلم كيف يفعل ذلك ومثله من يتوضأ أمام الناس، أو من يصلي وحده حتى؛ لأني لا أتصور أني أستطيع فعل ذلك بلا رياء.
هناك أيضا نقطة أخرى وهي عندما أصلي وحدي أحرص على إغلاق الغرفة والستائر، بل حتى لو وجدت شيئا على الأرض لا أستطيع بدء الصلاة حتى أزيله لأن إحساس الرياء لا يقتصر على مشاهدة الناس فقط لي.
أسعفوني إن كان لديكم ما يفيدني.
أعتذر عن الإطالة وجزاكم الله خيرا
15/3/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Sh" أو "إش" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أنت مع الأسف تستجيب للوسواس بفعل كل ما من شأنه تحاشيه فأنت تفعل قهورا استباقية كأن تتحاشى الإمامة أو أن تغلق الباب والستائر ...إلخ وهذا لا يؤدي إلا إلى إدامة المشكلة الوسواسية هداك الله، المطلوب هو نفسه المطلوب في شتى أشكال الوساوس في العبادات وهو ما نسميه التجاهل النشط ومعناه أن تستمر في نشاطك الآني الهادف كأن الوسواس غير موجود رغم أنه موجود ويلح ويتخفى ويحاول الخداع ليثنيك عن قرار التجاهل لكن لأن تجاهلك هو التجاهل النشط فإنك تستمر في نشاطك نحو الهدف حتى تنتهي منه.
كذلك سيفيدك أن تفهم كيف أن نوعية مشاعر الرياء التي يتهمك بها الوسواس ليست بدْعا ولا يكاد ينجو منها إلا من عصم الله سبحانه، وهذه لا علاقة لها بالشرك... ولن أشرح لك الفرق بين نوعي الرياء وأصل العلاقة بالشرك بشكل أفضل مما شرحته فقيهتنا د. رفيف الصباغ في إجابة: وسواس قهري يمنعني من الصلاة! وسواس الرياء
أما موضوع النية هداك الله فإن مريض الوسواس القهري معفي عنه كل ما يتعلق بالنية مادام وسوس بالنية، وقد كتبنا ذلك لمستشيرين كثيرا ومنذ ما يزيد عن العقد من الزمان على صفحات استشارات مجانين ولذلك أسباب علمية ستجدها مشروحة بأكثر من شكل ما بين الإحالات أدناه، ولكن من المهم بمكان أن تسارع بالتعامل مع مشكلتك الأصلية وليست هي النية ولا الرياء وإنما هي الاضطراب النفساني الذي يحتاج إلى تشخيص وعلاج ولا يقوم التواصل الإليكتروني (النصي غير المتزامن) بذلك، ومهمتنا هي التوجيه والإرشاد.
اقرأ على مجانين:
أكاد أقول ألا نية للموسوس!
التردد في النية: لا نية للموسوس!
للموسوس ممنوع التفتيش لا في الفعل ولا النية!
وسواس قهري الصلاة: النية وتكبيرة الإحرام
استحضار النية: هل يجب على الموسوس؟
وسواس قهري النية: يعفيك بالكلية!
الوسواس يعبث بالنية والحالات الداخلية!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.