الانطفاء النفسي والهشاشة لا تبقى إلا اختيارا! م1
لم أعد إنسان
السلام عليكم، أنا شاب في العقد الثاني من العمر. وهذه جولة في أعماقي وفي حياتي.
شعور بالخوف ملازم لي دائما خوف من كل شيء ومن اللا شيء. خوف من الناس ومن بعض الحيوانات مثل الكلاب والفئران. خوف من الفشل في كل مرحلة من حياتي، في الكسل ونقص الطاقة ملازم لي منذ مايزيد عن الـ15 عام متناوب بمعني بيكون عندي طاقة فترة من الزمن وفترة من الكسل والخمول أصف نفسي بـ (عقل خامل في جسد كسول)
في الطفولة لم أكن مثل باقي الأطفال. خجول وضعيف وصامت لا يعرف أقرب الناس إليه
في المراهقة لم أكن أيضا مثل باقي المراهقين حياتي وقتها عبارة عن مكوث في البيت وعزلة. لا نشاط ولا طاقة
في مرحلة الشباب شخص يبلغ من العمر 22 سنة لا يعرفه إلا القليل جدا من الناس. وهؤلاء الذين يعرفوني أعرف نصفهم بالشكل فقط لا أعرف من هم ولا أين يسكنون.
ليس لدي الكثير من المفردات لا أعرف أسماء الكثير من الأشياء من حولي، منعدم الصداقات طوال عمري ليس لي أي شخص مقرب لا أبي ولا أمي ولا أي أحد من إخوتي. لا أتذكر أني فضفضت أو حكيت لأي أحد عن نفسي أو عن أحلامي أو أمالي أو حتى مشاكلي وآلامي التي تزداد، لم أعرف يوما الضحك والهزار والمسامرة. ولا الحنان ومشاعر مثل الحب
مشاكل أسرية كل عام تقريبا متكررة في أوقات أحوج ما تكون إلى الاستقرار. مشاكل أسرية تحدث قبل العيد فيأتي العيد وأنا حزين جدا وكذلك قبل الامتحانات فأفقد تركيزي. وقبل المناسبات مثل فرح أختي وهكذا، في الفترة التي كنت فيها في الحادية عشر من عمري وحتى الثالثة عشر كنت أقرب إلى إنسان كنت أصلي وأحب الذهاب إلى المسجد أستمع إلى الخطب وأقرأ في الدين كنت أذاكر بشكل كافي وذاكرة إلى حد ما كويسة وبدأت أذهب إلى الكتاب لحفظ القرآن فكان لي زملاء (صداقات غير ناضجة وسطحية) وقلت أوقات العزلة وزاد التواصل مع الآخرين... كنت إلى حد ما إنسان طبيعي
باختصار من الميلاد وحتى سن السادسة طفل خجول وصامت ولا يعرف شيء. ومن السابعة وحتى ال 11 من عمري بداية الوعي بالذات والشعور بالألم النفسي. ومن الحادية وحتى الثالثة عشرة إنسان شبه طبيعي يذاكر يصلي واعي بالزمن لديه بعض من اليقظة الذهنية. ومن بعد الثالثة وحتى الثامنة عشر بداية ظهور أعراض نفسية وذروة المرض النفسي كانت في التاسعة عشرة
لا أتذكر إلا شظايا من حياتي.. من أجل ذلك ذهبت إلى دكتور نفساني وأول شيء قلته له في بداية المقابلة الأولي قلت له بالنص لا أريد أن أكلم أحد ولا أريد أن أري أحدا. فقال اكتئاب وشخصية اكتئابية ووصف الأدوية وقمت بالالتزام الصارم بها (أنا أتابع عنده منذ أربع سنوات ونصف حتى تاريخ كتابتي هذه) أنا منتظم جدا علي مراجعة الدكتور في الأوقات التي يحددها لم أتخلف عنها أبدا... قد لا تصدقون، ولكن أنا الذي أذهب بإرادتي ولا أصطحب أحدا معي. وشخصني الدكتور أيضا بالفصام وثنائي القطب، هذا الدكتور يصف الدواء فقط (بمعنى أدخل على الدكتور ويسألني حاسس بإيه وإيه اللي تحسن ثم يصرف الروشتة وفقط) ذاكرتي الشيء المتكرر الذي أعاني منه ولا يوحد تحسن بل تدهور وسألت أنا عندي إيه وبنسى كتير ليه مش بيرضى يقول
ساعدوني لم أعد إنسان. لا أتذكر شيء معلومات أشخاص أسمائهم أنسى كل شيء تقريبا
من أنا وما سبب هذا الذي أنا فيه؟!! عايش في عالم غير العالم، خائف أفقد ذاكرتي ويتم إيداعي وأكون جسد فقط
16/3/2024
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
استشارتك اليوم لا تختلف كثيراً عن استشارتك السابقة ومن يتطلع عليها قد يستنتج بأنك لم تقرأ رد الموقع سابقاً على ما أرسلته. هذا سرد عاطفي لرحلتك في الحياة إطاره عدم السعادة، ولكنه في نفس الوقت متناسق ولا يحتوى على أعراض اضطراب نفساني جسيم. تكثر من الشكوى من ضعف الذاكرة، ولكن في نفس الوقت مستواك التعليمي عالي. تشير في الرسالة كذلك إلى متابعتك بانتظام مع استشاري في الطب النفساني الذي صاغ وشخص اضطرابك النفساني ووصف لك العقاقير. رغم أنك توجه الانتقاد إلى طبيبك ولكن الموقع لا يستطيع التعليق على تشخيص الطبيب وصياغته لحالتك فأنت تتابع معه لمدة أربعة أعوام وبانتظام وهو أعلم من الموقع أو غيره بحالتك.
إذا لم تكن راضياً بأداء طبيبك النفساني فأمامك الفرصة لاستشارة غيره على أرض الواقع وإن كان الطبيب لا يتكلم معك فليس من الصعب أن تطلب منه علاج كلامي يقدمه هو أو معالج نفساني.
وفقك الله.