|
| 
|
كيف أتعامل مع الأحلام
مرحبا دكتور وائل أبو هندي أنا أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب منذ 24 سنة وكانوا أهلي يرفضون العلاج عند طبيب نفسي، ولكن عندما ازدادت حالتي سوءا بشكل رهيب وسيئ جدا ذهبت لطبيب نفسي وأعطاني دوائين سيترال 100 ملجم ودواء DEANXIT وللعلم في البداية تحسنت ولكن بدأت تعود لي الأعراض مرة أخرى
لي سنتان ولحد الآن لا أشعر بتحسن كبير وملموس لا أدري لماذا مع أني أترك الوسواس يقلقني ولا أطمئن نفسي لكن القلق لا ينخفض أو يختفي، بل يستمر لأيام وربما لأسابيع!!!!!!!!
المهم عانيت كثيرا في السابق من بعض المشاكل الأسرية والتسلط من أخي الكبير الذي أثر علي وزاد من حدة مرض الوسواس القهري. المهم أنا قبل أيام حلمت حلما بشخص ميت أعرفه يتحدث مع شخص أحبه كثيرا واستيقظت من منامي وكلي خوف من الحلم وإذا بي أبحث في النت عن تفسير الأحلام وجميع التفاسير سلبية ودائما ما يقولون رؤيا الميت في المنام حق وكل الكلام الذي يقوله حق لأنه في دار الحق وإذا بالرياح تعصف بي ودخلت في دوامة القلق الشديد جدا جدا جدا والاكتئاب وأصبحت حالتي مزرية بشكل كبير لدرجة إني بدأت أهمل مسؤولية البيت ولم يعد لي رغبة بعمل شيء أحبه
وحالتي النفسية فيها حزن شديد وكل هذا بسبب الحلم الذي حلمته وأنا خائفة على الشخص الذي أحبه كثيرا لأني متعلقة به كثيرا ولا أريد خسرانه بسبب ميت تحدث معه في حلمي وأمره بفعل شيء!!!! وللأسف لي أربعه أيام والقلق لا يزول علما بأنني محافظة على تناول الأدوية!!!!
لذلك يئست من القلق وبدأت أطمئن نفسي بأن الحلم بسبب تفكيري الكثير أثناء اليقظة بأمور تتعلق بالأموات والموت لكني للأسف لم أطمئن وما زال القلق مستمرا لدرجة صرت أبكي خوفا من فقدان الشخص الذي أحبه ولا أريد النوم حتى لا أحلم!!!! والمشكلة إني من قبل حلمت بحلم إني سمعت خبر وفاة فلان وبالفعل توفيَ الفلان بعدها بسنتين!!!!
ومن ذلك اليوم جن جنوني وبدأت أتعلق بالأحلام وتفسيرها!!!!!!
فماذا أفعل يا دكتور وائل فإن نفسيتي مرهقة كثيرا ولا أستطيع أن أستمتع بحياتي بسبب الخوف الزائد فماذا أفعل؟!!! وشكرا
21/3/2024
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ميساء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقولين (أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب منذ 24 سنة) ولم تشيري إلى أي تفاصيل عن محتوى الوساوس على مدار 24 سنة، ثم تقولين (لي سنتان ولحد الآن لا أشعر بتحسن كبير وملموس لا أدري لماذا) ويبدو أنك تعايشت مع الوسواس 22 سنة وأخيرا ذهبت للطبيب النفساني واستخدمت العقاقير الموصوفة ولم تتحسني مع أنك تحاولين تطبيق النصائح السلوكية (مع أني أترك الوسواس يقلقني ولا أطمئن نفسي لكن القلق لا ينخفض أو يختفي، بل يستمر لأيام وربما لأسابيع!!!!) وهذه خبرة شائعة مع الذين يطبقون العلاج السلوكي من منازلهم.
بعد ذلك يأتي التركيز على مشكلة الأحلام والتي يبدو أنك تعطينها وزنا بالغ الضخامة رغم عدم منطقية ذلك خاصة مع تصريحك بنفسك (المشكلة إني من قبل حلمت بحلم إني سمعت خبر وفاة فلان وبالفعل توفيَ الفلان بعدها بسنتين!!!!) وهي العبارة التي صدمتني صراحة فقد اعتدت من مريضاتي الموسوسات ذوات الأحلام الحديث عن اليوم التالي أو بعد يومين أو على الأقصى أسبوع بين الحلم وبين موت الشخص المعني بالحلم... يعني قرب المدة مع خلو الميت من أسباب سابقة تجعل الموت متوقعا هذا يضفي نوعا من الموضوعية على كلام المريضة، رغم أن هذا لا يغير خطة وأسلوب العلاج، لكن أن تقولي بعد سنتين يستدعي أن أرد عليك متعجبا من أين افترضت وجود علاقة معنوية بين حلمك البعيد زمانا -سنتان كاملتان- وموت الفلان رحمه الله! لا تفسير ربما إلا أنك قد تعتبرينها بمثابة رسائل روحانية وإن لم تصرحي بذلك.
العلاج في كل الأحوال هو العلاج المعتاد لأحلام الموسوسين وهو يجب ألا تلقي بالا لمحتواها سواء كان الموت أو الأموات أو غير ذلك، يعني تنامين وتحلمين أو لا تحلمين لا فرق، وهذا لا أقصد به التعايش بقدر ما أقصد التعرض + التجاهل وسأعيد هنا توضيح مفهوم في غاية الأهمية للمتعالجين من الوسواس القهري وهو الفرق بين التجاهل والتعايش فتجاهل الوسواس يعني كل ما يلي في نفس الوقت:
1- القبول بوجود الوسواس في الوعي (الفكرة الصورة النزوة ... إلخ) وعدم محاربة وجوده والاقتناع التام بأن وجود أي محتوى وسواسي في الوعي البشري لا يعني علاقة معينة بصاحب الوعي ولا صفة معينة فيه، وبالتالي لا ضرورة لأن يشترط الموسوس عدم وجود الوسواس في وعيه، بل إن وجوده بالوعي شرط لتجاهله وإلا فماذا تتجاهل؟
2- عدم الاشتباك مع الوسواس أو عدم الدخول في جدال معه أو محاولة نفيه أو تفنيده أو إثبات عكسه، وكذلك عدم الاسترسال معه في محاولة للوصول إلى إجابة نهائية مثلا.
3- الامتناع تماما عن التصرف بأي شكل من شأنه الاحتياط أو الطمأنة أو التحاشي أو التقليل من احتمالية أو التخفيف من الخطر المحتمل والمرتبط بالوسواس... أي عدم تصديق محتوى الوسواس على أي مستوى من المستويات.
فإذا اتخذنا فكرة الخوف من موت فلان بعد حلم حلمته مثلا.... فإن عليك:
1- القبول بوجود الفكرة وربما بعض مشاعر الخوف في وعيك مع الاقتناع بأن وجودها لا يعني أي شيء.
2- عدم الدخول في جدال معها، ولا حتى نفيها ولا طمأنة نفسك بفكرة أن فلان حي وصحته جيدة.
3- الامتناع تماما عن الاتصال بفلان أو تلمس أخباره أو ما شابه ذلك من أفعال.
طبعا وبعد 24 عاما من المعاناة من اضطرابي الاكتئاب الجسيم والوسواس )ويبدو لي أن نوعية أحلام الموسوسين الخاصة بالموت أو غيره من الكوارث لمحبوب ترتبط بوجود هذين الاضطرابين معا وربما مع القلق المعمم وهو أمر يحتاج بحثا لكنه يستنتج من الحالات المسطورة استشاراتها في الارتباطات أدناه)... بعد كل هذا أنت بالفعل بدأت رحلة العلاج لكنها لا تكتمل دون العلاج السلوكي المعرفي فتواصلي مع من يستطيع تقديمه لك، ولا تكفي مراسلة المواقع الإليكترونية النصية لحل هذه المشكلة.
اقرئي على مجانين:
عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش!
أحلام الموسوس: وسواس قهري الموت!
اندماج الحلم الشخص: أحلام الموسوسين!
وسواس قهري الموت وأحلام الموسوسين!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: أحلام الموسوسين وما أدراك ما أحلام الموسوسين! م
تعليقات الأعضاء