بداية.. جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع الرائع وعلى تواصلكم معنا عبر صفحة استشارات مجانين التي لطالما كانت سراجا منيرا في دربنا.. وبعد.. فأنا شاب أبلغ من العمر 31 عاما أعيش مغتربا بإحدى الولايات الأمريكية منذ مدة ليست بالقصيرة، قضيتها في دراسة متواصلة ومن ثم البحث عن وظيفة أحاول إثبات هويتي من خلالها.. منذ أن أقمت هنا وأنا أشعر بالوحدة والغربة، وخصوصا أني عشت في بيئة كانت تمنحني الكثير من الحب والاهتمام؛ لذلك كانت الشهور الأولى في غربتي بمثابة العذاب حتى استطعت بعد فترة ليست بالقصيرة أن أتأقلم مع حياتي الجديدة، لكني إلى الآن أعاني الأمرين أحيانا عندما أتذكر أهلي وبلدي ورفقتي وينتابني شعور بالتعب والألم لفراقهم.
وفي غمرة هذه المعاناة التي أعيشها قررت أن أتزوج لعلي أجد في الزواج ما أفتقده من زوجة حنونة وطيبة تعينني على غربتي وتمنحني الكثير من الحب الذي أفتقده، كما أنني أخاف على نفسي الوقوع في الحرام؛ لذلك قررت أن أعف نفسي بالحلال وقررت البحث عن عروس تكون من نفس بلدي الأصلي حتى يكون تواصلي وتفاهمي معها أكبر.
وبعد بحث واستقصاء رشحت لي زوجة أحد أصدقائي فتاة من نفس بلدي فبدأت بالخطوات الشرعية في الموضوع وصليت الاستخارة وقابلتها في بيتهم وتعرفت عليها وعلى عائلتها ووجدتها كما أتمنى.. فالفتاة مقبولة الشكل وملتزمة باللباس الشرعي (صحيح أنه ليس لباسا شرعيا بمعنى الكلمة وإنما وجدتها أحسن بكثير ممن عرفت) ومن ثم سألت عنها وعلى العائلة، وبعدها قررت أن أخطبها بعد أن صليت صلاة الاستخارة مرات عديدة وتوكلت على الله وخطبتها وكانت الأمور تسير على ما يرام بيننا لولا بعض المشاكل التي كانت تحدث بيننا بخصوص لبسها وبعض التحرر الذي كانت تعيشه (وهي معذورة بحكم كونها نشأت وتعلمت ببلاد غير مسلمة)..
وبعد خطبة دامت 8 أشهر وبعد تحضيرات طويلة ومرهقة ماديا تم الزواج.. وبعد الزواج وفي شهر العسل بدأت بيننا الخلافات، ولكنها كانت سرعان ما تنتهي بمصالحة.. لاحظت على زوجتي أنها كانت تطلب رقما من تليفونها الخاص كثيرا وتتحدث إلى هذا الرقم في غيابي كثيرا.. بداية لم أعر الموضوع أي اهتمام ظنا مني أنه رقم إحدى صديقاتها وأتذكر أني سألتها عن الرقم بعد أن لاحظت أنها تطلبه كثيرا فقالت إنه لإحدى الصديقات.. وصدقتها إلى أن أتى ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه خيانة زوجتي وبالصدفة كان تليفونها المحمول بجواري عندما رن الجهاز معلنا عن وصول رسالة ووجدت نفسي ألتقط الجهاز واقرأ الرسالة، وكانت الواقعة والحدث ففتحت الرسالة.. رسالة غرامية من نفس الرقم الذي كانت تطلبه زوجتي منذ بداية زواجنا.. ولم أستطع الاحتمال وبدأ الشك يتلاعب بي فقررت سؤالها وبداية أنكرت الموضوع وحاولت إقناعي بأنه رقم صديقتها وبدأت تبكي وانهارت وأصابتها حالة هستيرية وأغمي عليها.. بصراحة لم أعد أعرف ما أستطيع فعله.. أصابتني حالة من الذهول والصدمة والانكسار.. وقررت أن أستعين بالله فكلمتها وطلبت منها أن تهدأ وأخذتها من يدها وطلبت منها أن تصلى معي ركعتين لله.
صلينا وبعد انتهاء الصلاة رفعت يدي ودعوت أن يكشف الله الكاذب فينا وأن يظهر من كانت نيته سيئة وخان الآخر ويا سبحان الله كانت الصدمة الكبرى يوم الغد عندما قرأت كل الأرشيف الذي كان في تليفونها الخاص وإذ بي أجد رسائل غرامية وصورا وكلاما فاحشا وووووو.... استبد بي الغضب وواجهتها بكل الذي عرفته وطلبت منها الرقم السري لإيميلها ووجدت نفس الشخص يراسلها برسائل وغراميات وكلام فاضح.. انهارت واعترفت لي بأنه شخص كانت على علاقة معه قبل الزواج وبدأت بالبكاء وانهارت على قدمي تقبلها وتتوسل ألا أفضحها وألا أطلقها وأنه كان طيش شباب وتهورا وأنها آسفة وأنها إن سامحتها سوف تتوب وتصلح من شأنها وووووووو والكثير حتى أنها أصابتها حالة هستيرية وأغمي عليها من كثرة البكاء والخوف.
ولستم تعلمون مدى الذل والمهانة والجرح الذي أصابني عندما علمت أن زوجتي تخونني وأنا في أيامي الأولى معها، لم أستطع الاحتمال وخصوصا أني تذكرت أنه في ليلة زفافنا تحديدا وعند خروجي من غرفتنا لأحضر شيئا وجدتها وقد طلبت نفس الرقم وتحدثت معه.. شعرت بالقهر والمهانة والذل وشعرت باحتقار كبير تجاهها؛ فأنا بصراحة لم أقصر معها.. ولم أتمالك نفسي سببتها بأفظع الكلمات وعاملتها بحقارة شديدة وهي تقبل أقدامي لكيلا أفضحها ولولا أني تمالكت نفسي لضربتها.. ولم أعد أدري ماذا أفعل أطلقها فتتشرد وتحطم سمعة عائلتها وخصوصا أن والديها كانوا بمثابة الأهل بالنسبة لي، وكانوا في غاية اللطف والاحترام معي.. وبعد طول مجاهدة لنفسي وبعد تذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام قررت العفو عنها وأن أسامحها لنبدأ صفحة جديدة.
وبالفعل تم ما قد كان وبصراحة تغيرت تماما معي أصبحت تحبني وتحترمني كثيرا بعد موقفي معها.. وتنازلت عن التليفون والسيارة ووو.. وصارت تثبت لي حسن نيتها.. لكني في قرارة نفسي لم أنس ما حدث.. أعيش مجروحا من خيانتها لي كلما أتذكر أنها خانتني وأنا الذي كنت معها غاية في الرجولة أتحول لإنسان عصبي وشرس وأبدأ باستفزازها وكثيرا ما أجرحها لكني سرعان ما أعود وأسامحها.. وفي آخر مرة حدثت بيننا مشاجرة بسبب موضوع ما، فقمت بضربها ضربة بسيطة جدا وكانت النتيجة أن ضربتني وأعادت لي الضربة؛ فلم أحتمل ودخلنا في شجار عنيف واتصلت بأهلها وتركت البيت لتذهب إلى بيت أبيها وبقيت هناك لمدة 10 أيام تقريبا ولكن تم الصلح وعادت الأمور إلى مجاريها بعد تدخل أبويها الكريمين.
هذه حالتي معها منذ حوالي الشهرين.. لست أدري ماذا أفعل؟ بالله عليكم أنجدوني.. أطلقها أم أعيش معها على هذا الحال؟
أخاف أن أدخل في دائرة الشك وتتحول حياتي إلى جحيم.. أخاف أن أظلمها.. ولكني مجروح حتى أني أحيانا كثيرا عندما أتذكر خيانتها لي أبكي بحرقة لأني حاولت إسعادها وإرضاءها وكانت نيتي صادقة معها.. أكاد أجن أحيانا عندما أتذكر أنها ربما تكون قد خرجت معه وأنه من الممكن أنه كان يقبلها و.. و.. و.. وبدأت الشكوك والوساوس تقتلني.
بالله عليكم دلوني ماذا أفعل؟؟؟؟ أتمنى أن تردوا على رسالتي وصرختي بأقرب وقت ممكن؛ لأني لم أجد من أحكي له وأأتمنه على سري سواكم.. كما أتمنى من حضراتكم أن تفتوني بالجانب الشرعي في مشكلتي.. وبارك الله فيكم على مساعدتكم لنا.
02/04/2024
رد المستشار
عند وقوع الخيانة الزوجية يصبح الاختيار صعبا بين الطلاق أو الاستمرار في حياتكما كزوجين.
لطالما اعترفت بذنبها وطلبت المسامحة. ومن حسن خلقك أنك سامحتها. ما يدل على نبلك وسلوكك القويم.. ورغم ذلك تعاني من مشاعر القلق والغضب والاكتئاب، ومن الصعب أن تنسى أنك جرحت في كرامتك وسوف تنتابك الكثير من الأفكار والهواجس مما قد يثير حفيظتك وتشعر بالغضب وتحاول أن تنتقم لكرامتك منها.. احذر الانتقام. احذر العجلة في اتخاذ القرار وأنت تحت دائرة الشك أو الغضب.
كما تقول أنك غفرت لها وسامحتها، امنح نفسك وقتًا وفكر بالأمر بهدوء، وحاولا تجنب المناقشات المشحونة بالانفعالات.. صحيح أنك تعرضت لهذه الصدمة، لكن ما أخشاه أنك قد تدخل في دائرة الشك لتصل إلى يقين, هل تابت؟؟ هذا الشيء الذي سوف يجعل من حياتك جحيما كما ذكرت في رسالتك.
في رسالتك تقول أنها تغيرت تماما معك وأنها أصبحت تحبنك وتحترمنك كثيرا بعد موقفي معها وصارت تثبت لي حسن نيتها.. هي حست يذنبها واعترفت لك وتحاول التكفير عما بذر منها جاهدة أن تثبت لك بأنها تغيرت وهذا شيء طيب.. لكن المشكلة الآن هو أنت .. هل قادر على الصفح والغفران والاستمرار قدما في حياتك معها رغم الجراح الذي أنت فيها الآن.. في حقيقة الأمر وفي قرارة نفسك، أنك لم تنسى ما حدث.. ولن تنسى... قد تشعر مؤقتا بالرضا وأنك غفرت .. ولكن أنت غارق في دهاليز الشك وتبحث عن اليقين وتصبح سجينا لأفكار ووساوس وغيرة وهذا يعكس الصراع الداخلي في ذاتك المجروحة.
لا تتوقع أن تتعافى بشكل سريع من آثار هذه الصدمة.
ولكن قبل أن تتخذ قرار حاسما:
امنحا بعضكما مهلة وحاولا تجنب المناقشات المشحونة بالانفعالات... ولا تحاول التعمق في معرفة التفاصيل.
رغم الألم .. لا تتسرع .. فالقرار في النهاية هو قرارك.
واقرأ أيضًا:
خيانة زوجية: إياك أن تخبر الأهل!
خيانة منتصف العمر: خطوات الاستعادة والتعافي!
مصدوم: زوجتي كيف عرفت طول قضيبي؟! شر البلية!!