الوسواس القهري والنسيان
السلام عليكم، أعاني من الوسواس القهري منذ سنوات حتى الآن. لقد دمر هذا الوسواس القهري حياتي كلها. لقد خسرت كل شيء في الحقيقة.. حياتي، مالي، زواجي وأفسد ديني.. الحمد لله على كل حال.
لقد أصبت مؤخرًا بالوسواس القهري المرتبط بالنسيان. أغسل يدي بعد لمس نجاسة، عادي كأي شخص.. بعدها أفعل أشياء كثيرة وفجأة أشك هل غسلت يدي أم لا، والمصيبة لا أتذكر بتاتا هل غسلتها أم لأنه مر عليها وقت.. يحدث هذا الشيء لي عدة مرات في الأسبوع.
أنا صارمة للغاية في كل ما يتعلق بغسل النجاسات يعني إذا أصاب جسدي شيء من النجاسة، أغسل يدي فورا، ولكن هذه الأيام سيطر عليّ الوسواس وكثرت الشكوك.. فماذا أفعل؟
أغسل البيت كله عندما لا أتذكر.. ماذا لو بالفعل لم أغسل يدي!!!
شكراً على المساعدة.
7/4/2024
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Zaineb" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
لا أدري لماذا لا توجد أي إشارة لمحاولة العلاج? مع أن الوسواس القهري مرض يمكن علاجه بدلا من السماح له بإفساد حياتك كلها كما تقولين، وأما علاقة الوسواس القهري بالنسيان فهي ملاحظة قديمة أرجعت في البداية إلى احتمال وجود ضعف ما أو خلل ما في الذاكرة.. إلا أن أغلب الأبحاث والدراسات لم تتمكن من إثبات ضعف ذاكرة مرضى الوسواس القهري مقارنة بغيرهم، وإنما الذي تبدى بعد سنوات من البحث ويبدو أنه السبب الحقيقي في شكوى مريض الوسواس من ضعف الذاكرة أو النسيان فليس عيبا في الذاكرة نفسها وإنما عيب في القدرة على الوصول الواثق لما هو مدون في الذاكرة.
وبينما يعتبر الغسل بغرض التطهير علامة على عرض وسواس التلوث الغسل القهري "و.ت.غ.ق" فإنه في حالتك طور ارتباطا بالشك ومحاولة التذكر وهي علامة وسواس قهري أكثر وضوحا في عرض وسواس الشك التحقق القهري "و.ش.ت.ق"
تقولين (أغسل يدي بعد لمس نجاسة، عادي كأي شخص...) والحقيقة غير ذلك فأنت أكثر صرامة من أي شخص طبيعي كما شرحت بنفسك، وهذا سبب هام لإيقاعك من فخ الغسل القهري إلى فخ الشك ثم محاولات التذكر القهري والتي لا تأتي إلا بشك بعد شك وصولا إلى القناعة بالنسيان، وتكملين (بعدها أفعل أشياء كثيرة وفجأة أشك هل غسلت يدي أم لا، والمصيبة لا أتذكر بتاتا هل غسلتها أم لأنه مر عليها وقت)، ثم تكون النتيجة هي العودة إلى فخ الغسل القهري مرة أخرى لقطع الشك بالغسيل.
أخيرا تقولين (أغسل البيت كله عندما لا أتذكر...) هذا جنون بلا شك! ثم تسألين (ماذا لو بالفعل لم أغسل يدي...) والرد هو لا شيء إطلاقا لأن يدك تلك التي تشكين في نجاستها لا يجب عليك شرعا أن تغسليها لأنها لا تحمل علامة نجاسة (ترى أو تشم) وفي هذه الحالة يصبح غسلها بناء على الشك (أنها لم تغسل أو أن بها نجاسة) من الوسوسة والتعمق المذموم شرعا... يعني باختصار يشترط وجود علامة نجاسة في المراد غسله لتطهيره وغياب العلامة يعني غياب النجاسة سواء تذكرت أو لم تتذكري أو غسلت أو لم تغسلي.
بالمناسبة إذا كان همك هو النجاسة وحسب فإن الشرع الحنيف يعفيك من الاهتمام بتحري النجاسة أو تطهيرها ويعتبر فعل ذلك إن فعلته بمثابة السنة التي لا تجب عليك وسأضع لك ارتباطات أدناه ترسم لك معالم الطريق نحو التعافي إضافة لما يلزمك من تواصل حي مع طبيب ومعالج نفساني لاستكمال التشخيص ووضع خطة العلاج.
اقرئي على مجانين:
وسواس النجاسة: خلاصة الخلاصة!
و.ذ.ت.ق وسواس النجاسة والطهارة والتعمق!
وسواس النجاسة: تعمدت يقينا أن أتجاهل! حسنا فعلت!
وسواس النجاسة: ممكن أصلي بالنجاسة؟ يجوز!!
وسواس النجاسة: الشهوة والإفرازات والطهارة والنجاسة
وسواس النجاسة: الانتشار السحري الخرافي!
وسواس النجاسة: الوسوسة تسقط التكليف!
وسواس النجاسة: سنية الإزالة رخصة دائمة!
وسواس النجاسة: القاعدة هي التطنيش+ عدم التفتيش!
وأما إن كان ما تقصدينه هو النظافة وليس فقط الطهارة فيفيدك أن تقرئي:
وسواس النظافة التلوث الغسل القهري و.ت.غ.ق
وسواس النظافة وقاعدة الانتشار السحري
وسواس النظافة أم وسواس الطهارة؟ و.ت.غ.ق
وسواس نظافة؟ أم طهارة؟
أيا كان أنت تحتاجين إلى سرعة التواصل مع طبيب ومعالج نفساني للحصول على تشخيص كامل لحالتك والاتفاق على خطة العلاج،
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.