جزاكم الله خيرا على جهودكم وجعلها الله في ميزان حسناتكم ونفع الله بكم المسلمين.
أدعوالله أن أجد حلا لمشكلتي وما يقلقني عندكم، بحيث أستطيع أن أطبقه ويريحني من حيرتي.
أنا زوجة منذ 8 سنوات، وأحب زوجي كثيرا، فهو طيب ويحبني.. نحن من بلد واحد، ولكن نختلف كثيرا من حيث البيئة التي نشأنا فيها، فأنا نشأت في بلد خليجي وليس بلدي الأصلي، وهو نشأ في بلدنا في قرية من قراها.. ولقد تزوجني في البلد التي أعيش فيها، ويعرف أني لم أعش في بلدنا إلا قليلا جدا، ومنذ أن تزوجنا ونحن نعيش في البلد التي تزوجنا فيها ولنا من الأبناء ولدان، أنا أعمل في الجامعة وهو يعمل مديرا في وظيفة مرموقة، ووضعنا المالي - الحمد لله - ونحن نحرص على تربية أبنائنا تربية إسلامية ما أمكننا ذلك.
المشكلة تكمن في الآتي: نحن لا نذهب كثيرا لبلدنا ووالده توفاه الله منذ 3 سنوات وبعدها بسنة أحضر أمه زيارة عندنا في البيت مدة 3 أشهر وجلست معانا في البيت، وكنت أعاملها كما أعامل أمي، ولكن هناك حاجز اللهجة، فأنا لا أفهم نصف كلامها، وزوجي لا يجلس كثيرا في البيت، وكنت أتغاضى عن أشياء كثيرة لا تروقني في سلوكها لأجل الحالة التي كانت فيها بسبب وفاة الوالد، ولأجل زوجي، حتى لا أقول كلمة عن أمه تسبب شرخا بيننا، منها سماعها أغاني الفيديو كليب، ومشاهدة الأفلام العربية بدون الانتباه لما تحويه أمام أطفالي، وأنا موجودة في العمل، أما وأنا في البيت فأحاول السيطرة على التلفزيون ما أمكنني، وتقوم برمي مخلفات الطعام وراء الكراسي (وأنا منظمة في بيتي وأكره الوساخة في البيت)، وهي تتكلم كثيرا مع خادمتي بحيث تعطيها المجال للتدخل فيما لا يعنيها وأنا لا أحب أن أتكلم مع الخدم كثيرا حتى لا أجرئهم علي.
وبعد سنتين ونصف أحضرها ثانية، وهذه المرة مدد لها الزيارة 4 أشهر، والمشكلة أن زوجات أولادها في القرية يتعبونها، وأخشى أن يحضرها كل عام وتجلس معنا، ولقد بدأت تعترض على أسلوب تربيتي أولادي، فأنا أحاول تطبيق أساليب التربية التي أقرؤها في الكتب وأتابعها في برامج التربية المتخصصة.. أنا بدأت أتعب كثيرا وأخاف أن أكلم زوجي في الأمر حتى لا أترك في نفسه شيئا مني.
أرجو المساعدة وآسفة للإطالة،
ولكم جزيل الشكر..
7/4/2024
رد المستشار
صديقتي
حماتك الريفية كبيرة السن ربما تكون مزعجة ولكنك مما لا شك فيه أذكى منها ومثقفة أكثر منها.. يمكنك التعامل معها وإبقائها داخل حدود معينة ولكن ليس عن طريق الصدام المباشر ومحاولة السيطرة والغضب.
لا تشتكي لزوجك بطريقة مباشرة من أفعالها وإنما استخدمي حقوقك بهدوء وبرود شديدين.. إن أردت لفت نظره وانتباهه فافعلي هذا بطريقة غير مباشرة مثل طلب مساعدته في تحريك الكنبة للتنظيف خلفها.. علمي أطفالك وخادمتك أن الأمر يرجع لك وليس لحماتك.. هي زائرة على أي حال وأنت سيدة القصر... يجب على خادمتك استئذانك قبل تنفيذ أوامر حماتك.. إذا ما حاولت خادمتك التمرد واختلاق مشاكل وفعل ما تريده حماتك فيما يتعارض مع أوامرك وبدون الرجوع إليك أولا فتخلصي منها فورا... اعلميها أن مصلحتها في طاعتك التزام الأدب معك بدلا من حماتك الزائرة المؤقتة.. استعدي بالبدائل والبديلات... إذا ما سألك زوجك لماذا فعلت كذا فلا تذكري أمه على الإطلاق على أنها جزء من أي مشكلة.. دعيه هو يكتشف عيوبها حتى وإن أنكرها بعد اكتشافها... لا تدخلي في صدام معها ولا مع زوجك بسببها.
بالنسبة للفيديو كليب والأفلام فأنت ساذجة إذا ما اعتقدت أنك يمكنك منع أطفالك من التعرض لها واعتقدت أنه يمكنك حمايتهم من المخاطر والمغريات بشكل مطلق... وجهي أطفالك وعلميهم اختيار الصواب... حرية الاختيار منحة من الله ولا يمكن كبتها ومنعها على المدى الطويل بدون التسبب في أذى للجميع.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب