أنا سيدة في النصف الثاني من عشرينيات العمر، متزوجة منذ خمس سنوات وعندي طفلة، وأنا متعلمة وأعمل، وأعتقد أنني زوجة صالحة، لم أقصر في حق بيتي أو زوجي يوما ما، وهذا بشهادة زوجي نفسه.
وكنت أعتقد أن حياتي الزوجية مثالية حتى اكتشفت أن زوجي له علاقات بنساء أخريات: إحداهن تعيش في بلد آخر، وله منها ابنة، وقد عاشرها "دون زواج" قبل أن نتزوج، وبدأت مؤخرا في معاودة الظهور ومراسلته بحجة أن ابنتها منه تسأل عن أبيها.
وسافر إليها، ومن وقت عودته لم تنقطع المراسلات بينهما، وسافر إليها مرة أخرى، وأهداها هدية ثمينة.. ولكن لم يتزوجها، ولا أدري إلى أي مدى عادت علاقتهما؟
أما المرأة الأخرى فهي زميلتي في العمل، وكثيرا ما سمعت شائعات عن علاقة بينهما، وكنت أقوم بنفي ما أسمع حتى تأكدت من صحة الشائعات عندما وقع في يدي خطاب غرام بخطه، وهي أيضا ليست علاقة زواج، ولا أعرف إلى أين وصلت!!
وزوجي ينكر ذلك كله ويقول بأنه يحبني أنا، ولا يستطيع العيش بدوني، وعلاقتي به رغم كل هذه الجراح علاقة حب وتفاهم، وفي كل لقاء بيننا يكون كأنه أول لقاء، وهو يغرقني بعطفه، ولم يقصر يوما في حقي، ولكنني أصبحت أعيش في حزن وضياع وعذاب لا يعلمه إلا الله، ولا أستطيع أن أخبر به أحدا من أهلي أو أهله حتى لا أشوه صورته، أو صورتنا الجميلة كأسرة سعيدة.
وأنا لا أستطيع أن أكرهه، بل ولا أحتمل فراقه أبدا، ولكنني أصبحت أبكي كثيرا، وأصبحت لا أثق به أبدا، ولا أدري كيف يمكن أن أنسى أو أسامحه رغم أنه لم يترك أفعاله.
أرشدوني وانصحوني فلم أعد أتحمل الوضع.
5/4/2024
رد المستشار
يا أختي الكريمة، لا تقتحمي على زوجك أسراره طالما حجبها عنك، وطالما لم يظهر عليه في العلن شيء، فإذا ظهر عاتبيه عتاب المحب ، إن صورته ينبغي أن تظل أمامك في أحسن مكان فهذا أهم من صورته لدى الناس، ولكن أيضا ذكريه بأن المستور بشأن علاقته بهذه وتلك يوشك أن يصبح على الملأ، ومجتمعكم صغير محدود، والناس لا تسكت، وحين ينتشر خبره مع تلك الزميلة -إن صح ما تقولينه عنهما– فلن يرحمه أحد، وسيعطي بذلك فرصة لأعدائه وكارهيه أن يطعنوه ويوقعوا به وبسمعته، ومستقبله الوظيفي، ووضعه الاجتماعي.
وهذا كلام يُقال في لحظة صفاء، ويكون مرة أو مرتين، من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين، ومن باب التوجيه أن يستخفي بأفعاله الفاضحة لأنها تؤلمك، لكن أن يتحول الأمر إلى هاجس مستمر يفسد حياتك، أو مبرر دائم لتنغيص العيش، أو إيلامه باللوم، أو عدم احترامه، أو انتهاك خصوصياته، فإن هذا لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور أكثر، وما كان يستخفي به -ولعله يحاول أن ينهيه– سيعلنه طالما تصرين أنت على تذكيره وإثارته كل حين، بل الترحيب بالإخفاء خطوة على الحل.
فإذا تأكدت بما لا يدع مجالا للشك، وأكرر بما لا يدع مجالا للشك، أن ما تقولينه صحيح.. فعاتبيه في جلسة صفاء وقولي له أحذرك من نفسك.. فهي تكاد تهلكك.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد. وأعط الأمور مهلة من الزمن لعله يتوب إلى رشده، وينضج في سلوكه، ويجتنب هذا النزق الذي يمكن أن يدمر حياته، أو يقلبها رأسا على عقب.
وقد تختارين بعد هذه المهلة أن تستخدمي أسلوبا آخر لا أحب أن تضطرك الظروف إليه، وأترك الحديث عنه إلى حينه. الآن حاولي بالحب؛ لأنه أصلا يحبك، فحدي شفرات حسامه، وفجري ينابيع عطائه، وأحسني صب كئوس خمره المعتقة فإن خمر الحب الحقيقي الحلال كثيرا ما تشفي وتفيق من تأثير الخمور المغشوشة، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بالحب لا بالحرب تستجيب القلوب الرقيقة وتنصاع، وتذوب ولو كانت جلمود صخر.. ويبدو أن زوجك يحتاج إلى حب غير عادي يقتلعه من مكانه، ويملأ وجدانه. ويمكنك مراجعة مشاكل سابقة شبيهة، منها:
زوجي يخونني لكنني أحبه وهو يحبني!
من كان طبعه الخيانة سيخون ألف مرة
زوجي يخونني وأنا مرضع لا آكل وأرجع!
متى يخون الرجل؟
لماذا يخون الرجال؟
زوجك يعشق النساء فكوني كل النساء، أيقظي مارد الأنثى بداخلك وعبقرية التخطيط والتدبير والحكمة تكسبي زوجك بالضربة القاضية، ويكون لك وحدك زوجا وعاشقا ومريدا… تحياتي وتعاطفي ودعواتي بالتوفيق، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع>>>: الشك والحقيقة ورقعة الشطرنج.. زوجي دنجوان