عمري خمسة وعشرون عامًا، وأنا مسلم- ولله الحمد- وأصلي، وأؤدي حقوق ربي، ومشكلتي بدأت منذ قدومي إلى أمريكا، والتعرف على امرأة عبر الإنترنت، وبعدها اتصلت بي هاتفيًا، ونحن نمارس "الجنس على النت" منذ حوالي سنة، وهي تحبني كثيرًا ومتزوجة ولديها 4 أطفال، وتكبرني بأكثر من عشرة أعوام، وأنا أيضًا أحبها لأنها تعتني بي، وتساعدني كثيرًا بمالها وعونها، وهي قادمة نهاية الشهر؛ لنتقابل في الولاية التي أقطن بها
لا أعرف ماذا أقول، ولا أعرف كيف أتصرف في هذا الأمر…
أرجوكم ساعدوني؛ فأنا في مشكلة كبيرة.
6/4/2024
رد المستشار
الأخ السائل : يحتاج الغريب إلى مساندة وعون معنوي، وأحيانًا مادي حتى تستقر ظروفه، وهو قد يتلقى هذا العون من مؤسسة مختصة أو صحبة متفاهمة داعمة، أما أنت فقد حصلت عليه من امرأة عرفتها عن طريق الإنترنت.
ورغم إنجليزيتك المليئة بالأخطاء فهمت أن هذه المرأة متزوجة، ولديها أطفال، وفي مثل هذه الحالة تطمح المرأة الغربية إلى تبديد سأم حياتها مع شاب في عنفوان شبابه؛ لعله يعيد إليها بعض روح وذكريات هذه المرحلة، أو لكي تنتقم من زوج خائن أو مهمل، وتبدو أنت بالنسبة لها نموذجاً مثالياً للقيام بهذا الدور؛ ولذلك لم تبخل عليك بالمال، وقد يستمر هذا الاحتفاء لفترة قد تطول أو تقصر بحسب متغيرات كثيرة منها ما تستفيده هي من هذه العلاقة نفسيًا وجنسيًا، ويمكن أن ينقلب كل شيء في لحظة بأسباب أو بدون أسباب ظاهرة لك، ولقد يظهر في الأفق "فارس" جديد تتعلق به صاحبتك أو تقرر هي التوقف عن علاقتها بك لأي سبب، وقد يعلم زوجها أو أولادها فيجر عليك هذا متاعب لا يمكن التنبؤ بشكلها أو فداحتها، وأقل الأضرار المتحققة آلام الفراق.
إذن أنت مفتوح على احتمالات كثيرة وخطيرة في هذا المسار الذي تخطو فيه أنت بروح تجمع بين الغفلة والجرأة دون تقدير للعواقب، ورغم أنني أقدر حاجتك المعنوية والمادية في غربتك لمثل هذه العلاقة، فإن هذا لا يبرر الحرام بحال من الأحوال. والحرام مرتعه وخيم في الدنيا قبل الآخرة، وأقله - وأحيانًا يكون أصعبه- عذاب الضمير، والشعور الضاغط بالذنب، وأعتقد أن هذا الوضع الملغوم ليس هو أفضل ما يمكنك تحقيقه. فهناك من الفتيات الأصغر حولك كثيرات يطمحن إلى الاستقرار، وتكوين أسرة، ويمكن أن تختار ما يناسبك من بين ظروف وأنماط متعددة تتزوجها، وبعضهن تتعاون في شئون تجهيز البيت والإنفاق على الحياة بطيب النفس، وهذه هي الحياة الطبيعية في علاقة متوازنة يكون الجنس خيطًا من خيوطها المتضافرة في رباط عميق وقوي، وإشباع عاطفي نفسي، وجسدي شهواني متكامل، أما ما أنت فيه فشيء يشبه لعب القمار، قد تكسب فيه اليوم دولاراً، وغداً تخسر كل شيء!!! فعلى الأقل ابتعد عن المتاعب، وأعرض عن ظلم نفسك إن كانت علاقتك بالله قد هانت عليك لدرجة تخريبها من أجل امرأة كهذه!!!
أما إن كنت تنوي الزواج منها، وأنت لم يتضح من كلامك هذا، فعليك دراسة الأمر من كافة جوانبه، ولم تذكر لنا مثلاً حالتك الاقتصادية، ولم تذكر شيئًا عن علاقتها بزوجها، وأشياء أخرى تبدو معرفتها أساسية لإعطاء رأي. وعلى كل حال لا تتسرع في قرار، ولا تتورط في المزيد من المخالفات لحقوق الله التي تقول إنك تحافظ عليها، وحبذا لو تكتب لنا المرة القادمة بإنجليزية سليمة، أو بالعربية... وأهلاً بك.