بداية أدعو الله لكم بالتوفيق، وأشكركم على هذا الموقع المتميز، بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم إن شاء الله.
أنا شاب عمري 22 سنة وأسكن في أوروبا، خطبت فتاة عمرها 18 عاما منذ حوالي 3 أشهر، تطورت العلاقة بيننا بشكل سريع وأحببنا بعضنا، كل ذلك ضمن حدود الشرع، والحمد لله.. وكان المقرر إذا تيسرت أحوالي المادية أن يكون زواجنا في الشهر السابع، وأنا أسعى جاهدا لتحقيق ذلك، ومن أسباب هذا أنني وخطيبتي ندرس في المدرسة، وسنبدأ الدراسة في نفس الصف السنة القادمة إن شاء الله، فأحببت أن نبدأ معا في نفس المدرسة؛ ذلك أنها تسكن في منطقة غير التي أسكنها، وربما سيكون من الصعب عليها أن تنتقل من مدرسة إلى أخرى في منتصف السنة الدراسية إذا تزوجنا على عطلة رأس السنة 2025.
فوجئت بخطيبتي منذ فترة تقول لي: إن هناك موضوعا تريد الحديث معي فيه، اتفقنا على وقت وقابلتها، وإذ بها تقول لي إنها تشعر أنها ليست مستعدة للزواج بعد.. سألتها: لماذا؟ فقالت: إن قصة أختها الكبيرة قد أثرت عليها كثيرا (أختها أكبر منها بسنتين تزوجت رجلا أكبر منها بـ 12 عاما منذ حوالي 5 أشهر، ولم توفق بالزواج، وهي الآن في صدد الطلاق منه؛ إذ تبين أنه لا فائدة ترجى منه ليصلح نفسه).
وأمر آخر قالته لي هو أن أمها قد تزوجت من اثنين؛ فكانت أمها منذ صغرهم تحكي لهم عن معاناتها مع هذا وذاك؛ فهذا سبب لها نوعا من العقدة إذا صح التعبير، وكان الحل برأيها أن ننفصل الآن ونتزوج بعد سنة ونصف، ووعدتني أنها لن تقبل بغيري، وهذا الحل جاء من جراء الضغوط التي تتعرض لها؛ إذ إن أخوالها يريدون أن نكتب كتابنا، وأمها لا تريد كتب الكتاب إلا قبل الزواج بشهر؛ فكان هذا الحل المناسب حسب اعتقادها.
أنا رفضت هذا وقلت لها: لا نريد من أول عقبة في طريقنا أن نستسلم؛ بل نقاوم ونحاول أن نجد حلا، وكلمتها وحاولت أن أطمئنها أنه ليس كل الرجال مثل بعض، وأنني سأكون دائما إلى جانبها، وكل حياتنا ستكون يدا بيد إن شاء الله؛ لأن هذا فعلا ما أريده أنا.
المهم استأصلت (حسبما أظن) فكرة الانفصال من رأسها، وقالت لي إنها تريد ألا نرى بعضا ولا نتكلم لمدة شهر لعل شوقها لي يساعدها على التخلص من هذه الأفكار.
وفعلا وافقتها مجبرا على ذلك أملا أن يكون بهذا حل؛ لأنه لا خيار لي؛ فأنا فعلا أريدها وهي أيضا. لا أدري أصواب موافقتي لها أم لا؟ ولماذا؟.
وماذا عساي أفعل لأستأصل هذه الأفكار من رأسها -فأنا فعلا لست كهؤلاء الرجال- وأغير لها هذه الفكرة عن الزواج، وبشكل أصح أساعدها على أن تكون مستعدة؟ إذ ربما تظن أن الزواج أمر مهيل ومخيف؛ فكيف أساعدها على تبسيط هذه الفكرة (فكرة الزواج طبعا)؟ أرجوكم انجدوني!!.
مع خالص الشكر والتقدير (بالمناسبة مات أبوها عندما كانت صغيرة؛ فهي لا تعرفه وأنا أيضا نفس الأمر)،
أرجو مساعدتي بإعطائي أسماء بعض الإصدارات أو أرقام هواتف مختصين في هذا المجال. مع فائق الاحترام.
11/4/2024
رد المستشار
الأخ العزيز الفاضل "بهاء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
أعانك الله في غربتك، وهيأ لك من أمرك رشدا، أحيي فيك طموحك للحلال، وامتلاكك زمام نفسك لتضبط علاقتك بمن أحببت في إطار الشرع؛ فهذا يصعب على كثيرين وهم يعيشون في بلاد المسلمين؛ فهو عليك بالتأكيد أصعب.
أبدأ معك مما تراه أنت السؤال المهم، وهو: هل كان ما فعلته معها صحيحا؟ والرد نعم كان صحيحا، وإن لم يكن بالتأكيد سيعطي نفس النتيجة التي تنتظرها أنت، لكنه كان الخيار الأفضل، وليس ذلك لأنه الوحيد وإنما لأن من حق فتاتك أن تتريث في أمر الزواج، وأن تتفكر جيدا مثلما هو من حقك أنت الآخر، وحتى إذا كنت قد تخليت عن هذا الحق لأنك تحبها وتراها مناسبة، فليس معنى ذلك أن عليها هي الأخرى أن تتخلى عن حقها، ذلك أن تخلي أحد الطرفين عن حقه يجب ألا يلزم الآخر بالتخلي عن حقه، وبينما تراها أنت متخوفة من مسألة الزواج أو معقدة ربما كما قالت لك؛ فإنني أراها أكثر تعقلا منك على الأرجح وأكثر تريثا، وسأناقش سبب ذلك الموقف معك.
تعرفت إلى الفتاة أو خطبتها منذ شهور ثلاث، وسريعا ما تطورت العلاقة بينكما حتى وقعتما في الحب المتبادل، وأنا أعرف أن الحب قد يجمع بين قلبين في لحظة، ولكن هل تكفي ثلاثة شهور لكي تطبق أسس الاختيار السليم؟ هذا ما لا أستطيع الاقتناع به، وأدعوك إلى مراجعة نفسك فيه؛ فكل ما ذكرته لنا عن هذه الفتاة يا أخي هو أن سنها 18 عاما، وأنها تدرس مثلك، وأنك أحببتها وأحبتك؛ فهل الحب وحده يكفي ليكون أساس اختيار شريك الحياة؟ اقرأ إذن ما يقودك إليه الرابط التالي نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice، واعلم أن تخوف خطيبتك ورغبتها في التريث ليس بالضرورة راجعا إلى ما ذكرته لك من أسباب.
تقول في إفادتك "وماذا عساي أفعل لأستأصل هذه الأفكار من رأسها؟ فأنا فعلا لست كهؤلاء الرجال..."، وأنا لا أظن أن لديها مشكلة حقيقية من هذا النوع، وإلا لما وافقت أصلا على الخطبة والزواج، ثم ماذا تعني بأنك لست من هذا النوع من الرجال؟ هل أنت متأكد أن العيب في تلك الزيجات الفاشلة كان من الرجال؟؟ أرجو ألا تنزلق إلى منازلات فكرية لا داعي لها؛ ففي كل علاقة زواج فاشلة يكون التقصير غالبا من الطرفين، وما يصير إليه حال التفاعل بين الشريكين بعد الزواج دائما يعتمد بعد توفيق الله عز وجل على فهم كل منهما لدوره كزوج، واقرأ في ذلك التوافق بين الزوجين: قواعد عامة، إلا أنني لا أظن لذلك علاقة بتريث خطيبتك في أمركما.
ما أحسبك تنوي فعله هو أنك تريد القراءة في موضوع تهيئة البنت للزواج، وقد أقنعت نفسك بأن هذه هي المشكلة، وبالتالي تنوي تثقيف نفسك لتقدم لها الدروس المطلوبة، وأنا معك في أهمية أن تقرأ ولست معك في أهمية قيامك شخصيا بإعطاء الدروس، يكفي أن تدلها ولا تكن لحوحا؛ فالأنثى إذا طلبت هدنة عاطفية فإنها تريدها فعلا، بل أحسب أن من المهم أن توصل إليها القناعة بأنك مستعد للانتظار ما دمت متمسكا بها ولكن دون أن تحاصرها سواء باتصالاتك أو زياراتك، فإذا هي بعد ذلك راجعتك وفتحت معك أمر الارتباط فبها وإن لم تفعل فلا تحاصرها لا بأشواقك ولا بعجلتك في الأمر، والجأ إلى ربك سبحانه ليعينك على الصبر ويهديك إلى السبيل الأقوم، وتابعنا بالتطورات.