لقد ذقت ما فيه الكفاية من عذاب وقهر.. والحمد لله مؤمنة بالله، ومتدينة.. لقد تعرضت لحادثة اغتصاب رغمًا عني وأنا في 11 من عمري وأخفيت هذا الأمر عن كل من حولي، لقد خفت كثيرًا من أهلي فهم غير متفاهمين أبدًا، ولم يسبق لهم حتى يومي هذا أن أفسحوا لي المجال كي أحاورهم في أي موضوع ظنًا منهم أنني ما زلت صغيرة.
أنا أكبر إخوتي.. فقد حاولت قبل فترة قصيرة أن أناقش أمي إذا تعرضت فتاة لمثل هذه الحادثة فماذا سيفعل بها أهلها فكانت ردة فعلها كالصاعقة بالنسبة لي، وها أنا الآن أبحث عن حل مستعينة بالله وبكم.. أريد أن أعرف؟ هل تحرم الفتاة من أن تعيش مثل باقي الفتيات بسبب ذنب لم تقترفه؟ ومن الذي يتحمل كل هذا؟ فهل سعيها بالبحث عن السعادة ونسيان الماضي والاستقرار والأمان من حقها أم لا؟ ولماذا يرفضها المجتمع؟
أرجو مساعدتي.. لا أريد أن أظلم مرة أخرى وأنا على وشك الزواج..
أريد إخبار زوجي بعد كتب الكتاب مباشرة حتى لا يشعر أنني خنته بسبب إخفائي هذا الموضوع عنه.
11/4/2024
رد المستشار
صديقتي
أنت لم تذنبي ولم تكوني في علاقة غير شرعية.. ما أكرهت عليه الله يغفره بوعده وبكلامه في القرآن ولكن مجتمعاتنا الجاهلة قليلة الفهم كثيرا ما تظلم الضحية وتتهمها.
الشيء المثالي هو إخبار خطيبك الآن وقبل كتب الكتاب فقط لو تأكدت أنه ناضج ومثقف ومتفهم... أقول لو تأكدت وليس حسب انطباعك أو ما يقوله هو فحسب... إذا لم تستطيعي التأكد فالأحوط هو إخفاء الأمر عن الجميع... ما حدث في الماضي ولو كان برغبتك ليس من اختصاص أحد.. ما يخص خطيبك أو زوجك هو ما حدث بعد التقائكما واتفاقكما على الارتباط.
ليس هناك ما يشينك أو يجعلك أقل فيما حدث في طفولتك ولكن مجتمعاتنا اخترعت أن شرف المرأة في فرجها وتحديدا في غشاء العذرية بمنتهى التعنت والعمى... هناك من الفتيات من تولدن بدون غشاء وهناك من لديهن غشاء مطاطي وهناك من يحافظن على العذرية ولكن يمارسن جميع أنواع الجنس... العذرية في حد ذاتها لا تعني الشرف بالطبع... هناك من العذراوات من هن أقذر من العاهرات... ولكن للأسف هذا هو حال البشر في مجتمعاتنا المتخلفة... هناك أيضا من تعرضن لحوادث أدت إلى فقدان العذرية... أنصحك بالكشف عند طبيبة أمراض نساء.. قد تكون مخاوفك لا أساس لها.
إخفاء الحقيقة في موقف آخر هو كذب بين ولكن في هذه الحالة هو ضرورة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.