أنا من متابعي موقعكم، وأشكر جهودكم التي تبذلونها لأجلنا. هذه هي المرة الأولى التي أكتب لكم فيها، وعندي ثقة كبيرة في نصحكم لي حول مشكلتي.
مشكلتي باختصار:
تقدم لخطبتي شاب كان متزوجا وطلق، وعنده بنت تعيش معه.. الشاب كويس وأخلاقه عالية ولديه منزل، وأنا في حيرة؛ هل أوافق أم لا؟ مع العلم بأن كل الأسرة موافقة، وأنا متدينة وهو غير متدين، لكن عنده استعداد لأن يلتزم.
فما رأيكم في هذا؟
ولكم الشكر.
24/4/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة:
سؤالك مختصر جدا ويغفل الكثير من التفاصيل. هذه التفاصيل لابد أن تتعرفي عليها وتستكمليها قبل أن توافقي أو ترفضي موضوع الزواج من هذا الشاب.
وأول هذه الاعتبارات هو ما تذكرينه من أنه غير متدين.. فما هو المقصود بأنه غير متدين؟ هل هو لا يؤدي الفرائض؟ هل يقترف المحرمات ولا يقف عند حدود الله؟ أم أنك تعنين التدين الشكلي؟ ثم ما معنى أنه عنده استعداد لأن يلتزم؟ الأمر يحتاج لتفصيل أكثر؛ فحاولي أن تتعرفي على مدى تدين هذا الشاب.
وبعد هذا يأتي التساؤل عن مدى تقبلك لفكرة الارتباط بهذا الشاب.. هل تجدين في نفسك قبولا لهذا الأمر؟ فلا تكفي موافقة كل العائلة، ولكن انظري لقلبك وحاولي أن تتأكدي من وجود نوع من القبول العاطفي أو بدايات الميل القلبي.
من الضروري أيضا أن يتم السؤال عن هذا الشاب جيدا، يُسأل عنه في مكان عمله ويسأل عنه بين جيرانه وأصدقائه. ومن المهم أيضا أن تتعرفي على سبب طلاقه، وقد يكون من الصواب -إن كان هذا ممكنا- أن تسألي زوجته الأولى لأنها إنسانة اقتربت منه وعايشته، على أن تراعي أنها لن تكون -في الأغلب الأعم- محايدة وأنها في الغالب ستضخم عيوبه، ولكنها على الأقل ستشير لبعض الصفات والعيوب، وكلامها لابد أن يوضع تحت الاختبار وقيد البحث.
وتأتي بعد ذلك مسألة كونه مطلقا وله ابنة من زواجه الأول.. فهل هناك إمكانية لعودته إلى زوجته الأولى على الأقل من أجل ابنته؟ وهل ستقبلين هذا الوضع وتتحملين تبعاته؟ ما عمر ابنته وهل حاولت الاقتراب منها واختبار مدى تقبلك لها ومدى تقبلها لك، واختبار قدرتكما على التعايش سويا.
ولا يخفى عليك أنك تحتاجين لجهد مضاعف في البداية على الأقل، وكذلك لحب كبير وقدر كبير من التفهم والتقبل لتكسبي قلب هذه الفتاة الصغيرة حتى يمكنك أن تساهمي مع والدها في تربيتها؛ وذلك لأنها قد لا تتقبل منك -في البداية على الأقل- الكثير مما كان يمكنها تقبله من والدتها.
ومن المهم أيضا أن تتفقا -أنت ووالدها- على أن له دورا هاما في رعاية ابنته وعلى أن تكون هذه المهام واضحة منذ البداية.
وخلاصة ما أريد قوله هو أن عليك ألا تتسرعي في قبول هذا الشاب أو رفضه.. حاولي أن تعطي لنفسك فرصة للتعرف عليه أكثر، وكذلك للتعرف على ابنته، ومن قبل ذلك التعرف على نفسك وعلى احتياجاتها.
وراجعي مشكلة "تأكيد الذات واختيار شريك الحياة"، وكذلك راجعي خريطة طريق لاختيار شريك الحياة ولا تنسي استخارة المولى -عز وجل.
مع دعواتنا أن يعينك الله على حسن الاختيار، وأن يقدر لك الخير حيث كان.