الشك والوسوسة في قصد يمين طلاق
السلام عليكم جزاكم الله خير على هذا الموقع المميز، حالتي أنني منذ زمن بعيد أعاني من وساوس قهرية وكل فترة تتغير مادة الوسوسة فتارة تكون بالوضوء وتارة بالصلاة فالصيام وتارة تكون لها علاقة بالأمور الدنيوية مثل عند خروجي من الامتحان تأتيني الوساوس بأني نسيت الإجابة على سؤال أو أنني أخطأت بسؤال وأبدأ أستذكر الشيء الذي كتبته ما يؤدي بي إلى تعب وإرهاق شديدين.
رافقت حالة الوسواس الاكتئاب وفقدان المتعة بالحياة وملذاتها وهذا الفقدان ما زال مستمرا بشكل تدريجي وأنا تأقلمت مع الوضع
في يوم من الأيام حدثت مشكلة بيني وبين زوجتي فقمت بحلفان يمين طلاق على ألا أشتري شيء وهذا الشيء يحتمل أكثر من معنى، بعد فترة استفتيت فقالوا لي أن الشيء يحدد حسب النية، وبدأت بعدها مشكلتي الكبيرة وفتح باب واسع من دوامة الوساوس فأنا لا أستطيع أن أحدد ما هي نيتي، فأحاول أن أتذكر، فأتذكر، ثم أشك، ثم أشك ولم يعد بإمكاني التمييز بين ماكنت أنويه وما طرأ على بالي في وقت لاحق
قرأت مقالة تشرح حالتي، هنا شيء منها:
" حيث يدفعه الوسواس إلى التذكر ثم الشك في ما تذكر..."
"يبدأ الوسواس بأي سؤال يتعلق بالطلاق ويستلزم أن يحاول المريض التذكر وفضلا عن كل ما يعترض طريق الموسوس إلى ذاكرته لينتهي بالشك فيها" تماما هذا ما أعاني منه حيث إنه عندما استفتيت قالوا لي أنه يجب أن أتذكر نيتي وأنا غير قادر كليا فأنا أتذكر وأشك ولا أدري هل الذي أتذكره أوهام أم حقيقة، هل هذا الذي حدث أم لا فهل من سبيل للخروج من هذا؟؟؟
لا أدري هل هي مشكلة ذاكرة أم أن المصاب بالوسواس تصبح قدرته على الاستذكار والتخيل معطلة
أرجو أن تسعفوني ما هي الطريقة التي أستطيع بها الوصول إلى اليقين بنيتي والانتهاء من هذه المصيبة التي أوقعت نفسي بها
ولكم جزيل الشكر
14/4/2024
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "محمد سامر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك صفحة الاستشارات بالموقع.
لعلك ستقرأ أكثر عن حالتك وتفهم لماذا يحدث لك ما يحدث سواء في موضوع الطلاق أو غيره إذا تابعت سلسلة مقالات بدأناها بمقالة: وسواس الشك التحقق القهري و.ش.ت.ق أما فيما يتعلق بوسواس الطلاق فإن الرأي الشرعي هو أن طلاق الموسوس لا يقع ولو نطق لأسباب شرحناها في المقالة التي اقتبست منها على مجانين: وسواس الطلاق والخلع والزواج!
وبالتالي فإن مسألة ربط الطلاق المعلق بالنية مسألة تخص أصحاء العقل، وليس مرضى وسواس قهري الطلاق لأن استحضار النية أو تذكرها يقينا أمر يعجز عنه مريض الوسواس القهري تمام العجز بسبب نقيصة عمه الدواخل والشك المرضي يعني لو عرف من استفتيتهم أنك مريض وسواس لما سألوك عن نيتك وقتها ولا طلبوا منك التذكر.
ردا على سؤالك (فهل من سبيل للخروج من هذا؟) السبيل هو أن تهمل هذا الوسواس تماما يعني تتوقف عن تفتيش ذاكرتك عن أي أمر يتعلق بالطلاق، ولا تسمح لنفسك بالقلق على زوجتك، ويحتاج ذلك بالتأكيد إلى مساعدة طبية.
وردا على سؤالك (هل هي مشكلة ذاكرة أم أن المصاب بالوسواس تصبح قدرته على الاستذكار والتخيل معطلة) أقول نعم هي ليست مشكلة ذاكرة وإنما بسبب اختلال آلية التواصل مع الدواخل بما يدفع الموسوس إلى طلب بدائل خارجية ليطمئن من خلالها بدلا من معلوماته الداخلية التي يفشل في التيقن منها، واقرأ: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
وردا على رجائك (أرجو أن تسعفوني ما هي الطريقة التي أستطيع بها الوصول إلى اليقين بنيتي والانتهاء من هذه المصيبة) أقول لك بل المصيبة هي أن تصر على التيقن فتبقى واقعا في الفخ، إذ لا سبيل لك إلى التيقن 100% من كل ما يتعلق بأمر الطلاق على الأقل، والطريقة هي فقط أن تتجاهل موضوع الطلاق برمته وقد عرفت أنك غير مكلف بهذا الأمر وزوجتك تبقى زوجتك.
نصيحة أخيرة لا تتحاشى ما يذكرك بالطلاق ولا تتحاشى ما تظن أنه يوقع الطلاق، ولا تنزلق أبدا في فخ التذكر القهري فلن يزيدك إلا شكا وارتباكا، وعليك أن تسارع بالتواصل مع طبيب نفساني ومعالج سلوكي معرفي للحصول على التشخيص الكامل والعلاج المتكامل.
واقرأ أيضًا:
طلاق الموسوس لا يقع!
وسواس الطلاق: اكتب طالق علقها في البيت!
وسواس الطلاق: صور مكتوب عليها طلاق!
وسواس الطلاق: معاناة وشك!
وسواس الطلاق: الموسوس لا طلاق له!
وسواس الطلاق: الوسوسة إغلاق ولا طلاق في إغلاق!
الموسوس بالطلاق لا طلاق له!
و.ذ.ت.ق وسواس الطلاق القهري بحذافيره!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.