الاستنجاء والاستحمام
السلام عليكم، أهم مشاكل الوسواس معي هي عندما أسرح أثناء خروج البول وأي حركة تؤدي إلى سيلانه إلى الخلف، هذا أصعب شيء بالنسبة لي في الغسل إذ أني لن أستطيع أن أتأكد أن الماء وصل ولهذا أقوم وأغسل جزئي السفلي تحت الدش
المشكلة الأكبر تكون عندما أشك أن البول قد تناقط على الأرض قبل أن أستحم وبعدها عندما أنتهي من الاستحمام أمشي بطبيعة الحال على أرض الحمام النجسة وهذا يذبحني بالطبع فأفكر أن أي مكان مشيت عليه نجس
اليوم قمت بجرف المياه بالمساحة أكثر من مرة على أرض الحمام لكي أتأكد أنه إن كان هناك بول على الأرض فقط ذهب إلى البالوعة مع ماء الاستحمام، ولكني طبعا لم أمسح الحمام كله ولا أعلم إن تبقى القليل منتشر في باقي الزوايا، وأثناء استحمامي قلت لا إن شاء الله ذهب للبالوعة وأكملت، ولكن مع خروجي من الحمام لم أستطع تحمل ذلك والآن أفكر ماذا أفعل؟
من شهور قد حدث أمر مشابه، ولكن يومها قد قمت من المرحاض بدون أن أستنجي جيدا وأنا متأكدة، ولكن يومها تأكدت من مسح الحمام جيدا ولكن هذه المرة لست متأكدة هل حاولت مسح البول السائل وبعدها وقفت أم لا؟
أعلم أن النجاسة معفو عنها في أحد المذاهب، وأعلم أن الحنفية يعفون عن النجاسة بحجم معين، ولكن أنا أقول الآن النجاسة انتشرت على مساحات كبيرة ليست كحجم كقاعدة الكف.
وأيضا أنا المسؤولة إن كنت لم أستنجي جيدا قبل وقوفي للاستحمام
وأنا المسؤولة لأني لم أتأكد أن المياه كلها نزلت للبالوعة
19/4/2024
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "أحلام" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
لقد استنجيت بالتأكيد بما يكفي للتطهر رغم قولك (قمت من المرحاض بدون أن أستنجي جيدا وأنا متأكدة) فأنت لم تغفلي الاستنجاء وإنما لم تتبعي قواعدك القهرية في الاستنجاء، وحتى في هذه الحالة لا يوجد ما يستدعي الشك في إمكانية نزول بول على الأرض من الأساس وإن حدث فأين هي العلامة؟ يعني ما لم تتيقني من أن نقطة النجاسة أصابت قطعة من بلاط الحمام فلا شيء يجب أن تفعليه.
تقولين (أهم مشاكل الوسواس معي هي عندما أسرح أثناء خروج البول وأي حركة تؤدي إلى سيلانه إلى الخلف) يعني أنت في منتهى التأهب أثناء التبول لتحاشي ومراقبة النجاسة وهذه مع الأسف حالة مرضية لا تؤدي إلا إلى مزيد من الشك في النجاسة ومزيدا من توهم انتشارها انتشارا خرافيا وتستحق أن نسميها جنون النجاسة لأنها ستصل بك حتما إلى توهم نزول ما لم ينزل وتوهم تنجس ما لم ينجس، والانخراط تبعا لذلك في قهور التطهير والتكرار، مع مزيد من التحاشي والأحاسيس الكاذبة المتعلقة بالنجاسة.
(أصعب شيء بالنسبة لي في الغسل إذ أني لن أستطيع أن أتأكد أن الماء وصل) من قال لك بأن التأكد مطلوب منك؟ بل هو لا يطلب من الصحيح إلا أن يغلب على ظنه أن الماء قد أزال النجاسة (يعني بنسبة تأكد 80-99%) وليس التأكد 100% الذي تحاولين الوصول إليه بغسل المزيد (ولهذا أقوم وأغسل جزئي السفلي تحت الدش) .. وليس هذا إلا عبثا من الوسواس بك ومخالفة للشرع بما فيه من التنطع وسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول "هلك المتنطعون!"
وتقولين (أيضا أنا المسؤولة إن كنت لم أستنجي جيدا قبل وقوفي للاستحمام) وأي إثم في ذلك ألست في الغسل ستغسلين ما يغسل في الاستنجاء؟ لا يفكر بهذه الطريقة إلا الموسوس ولا شيء في إغفال الاستنجاء اكتفاءً بالغسل أثناء الغسل.
وأيضًا تقولين (وأنا المسؤولة لأني لم أتأكد أن المياه كلها نزلت للبالوعة) ليس مطلوبا منك أصلا أن تتأكدي من ذلك فالأصل أن بلاط الأرضية يُرَكب أو يلصق بحيث يُسَهِّل سيلان الماء إلى البالوعة.
وأما (الآن النجاسة انتشرت على مساحات كبيرة ليست كحجم كقاعدة الكف) وتصحيحه (... مساحات كبيرة ليست بحجم مقعر الكف) مالك أنت بذلك هذا يتحدث عن عين نجاسة معروفة تكون من المُعفى عنه، أنت تتحدثين عن نجاسة لم تريها وتتخيلين انتشارها انتشارا خرافيا وإن أردت النصيحة فهي أن تكفي عن كل هذه الطقوس الخالية من المعنى من الناحية الشرعية والعقلية على حد سواء.
أخيرا لو افترضنا أن بضع نقاط من البول سقطت منك بالفعل على أرضية الحمام فإن أقل من عشر كمية الماء التي استخدمتها أنت في غسل الأرضية تكفي لتطهير الأرضية تماما، كذلك فإن غسالة النجاسة طاهرة ما لم تتغير، وأنت غسلت أرضية الحمام بالماء وبقيت الغسالة طاهرة! ولا يعني ذلك أن عليك أن ترتدي نظارتك المعظمة وتقعدي القرفصاء لتفحصي غسالة النجاسة على الأرضية قطرة قطرة! لتعرفي هل تغيرت أم لا؟ يعني هل طهر الماء الكثير النجاسة القليلة أم النجاسة القليلة نجست الماء الكثير؟ هل لديك إجابة؟
أنت بحاجة إلى معاينة من طبيب نفساني وعلاج عقَّاري وسلوكي، وعليك من الآن أن تتجاهلي كل ما تتخيلين نجاسته وسأضع لك عددا من الارتباطات أدناه ستفيدك لكنها لا تكفي وحدها للعلاج وإنما هي محاولة لتصحيح مفاهيمك وإرشادك إلى طريق العلاج.
اقرئي على مجانين:
استنجاء البنات: ثاني ثاني ثاني!
استنجاء البنات وما توجب غسله!
استنجاء البنات: وسواس قهري والحل مالكي!
وسواس انتشار النجاسة: لا إثم في التجاهل!
وسواس قهري انتشار النجاسة: بلا علامة! م
وسواس النجاسة: الانتشار السحري الخرافي!
دوامة انتشار النجاسة: فخ التفكير السحري
وسواس النجاسة: الوسوسة تسقط التكليف!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.