في البداية أشكر جميع القائمين على هذا الموقع (الموسوعة الكاملة للحياة) الرائع والقيم، والذي يقدم الدعم لكل من هو تائه وحائر في أمره، وأدعو لكم بالمزيد من النجاح والتوفيق إن شاء الله.
أنا فتاة جامعية، أبلغ من العمر 24 سنة، أنهيت دراستي السنة الفارطة، من عائلة محافظة، على قدر من الأدب والأخلاق والجمال، والحمد لله. تقدم لي العديد من الشبان بقصد الزواج لكن دائما أعلل رفضي برغبتي في إنهاء دراستي. واليوم أنا أفكر في الاستقرار وتكوين أسرة... تقدم لخطبتي شخص متخلق، متدين، مستواه الدراسي لم يحصل على شهادة الباكالوريا بسبب ظروف مرضية.. مستواه المادي جيد، يقطن بإسبانيا، ويبلغ من العمر 29 سنة، وبالمناسبة فهو صديق لأخي منذ الصغر.. وتقدم لي شخص آخر قبله وهو أيضا ابن لجيراننا المقربين، يبلغ من العمر 35 سنة، جامعي، منفصل منذ 3 سنوات تقريبا ومطلق منذ سنة وأكثر. وله ابنة عمرها 6 سنوات. كان طلاقه بسب خيانة زوجته له وانفتاحها المبالغ فيه. يقطن هو الآخر بإسبانيا.
أعجبت كثيرا بهذا الشخص وبطريقة تفكيره؛ لكونه ناضجا عقليا بالرغم من أنه عصبي جدا، خاصة بعد المعاناة التي مر بها مع طليقته، والتي دمرته لدرجة أنه أصبح يدخن بشكل كبير ويتعاطى أحيانا الخمر، وكان يتعالج عند طبيب نفساني هناك.. المهم أني أعجبت بهذا الشخص كثيرا لدرجة أني تمنيت لو أننا نكون من نصيب بعضنا.
لكن أهلي بعدما أخبرتهم بأنه يريد أن يرسل أهله لخطبتي أبدوا رفضا شبه قطعي بحجة أن لديه ابنة وأنه من الأشخاص الذين يشربون الخمر.. مع العلم بأنه أبدى استعدادا جديا بأمر تخليه عن شرب الخمر بشكل نهائي إن شاء الله، واعترف أنه يشرب مرات نادرة الآن، لكنه لم يخف أنه مدمن سجائر ومستعد أيضا للتخلي عنها (يحتاج فقط القليل من المساعدة) هو يريد أن يبدأ حياته من جديد ويبني أسرة مسلمة ومحافظة معي، وهو فعلا من بذرة طيبة، وذو أخلاق حسنة، والكل يعلم هذا بحكم علاقة الجيرة التي بيننا.. والمشكل أن أهلي يقارنون بين الشخصين فيفضلون الأول لأنه لا مشاكل لديه، لأنه أعزب، ولأن أحواله المادية جيدة، وهم يضغطون علي بطرق غير مباشرة كي أقبل الزواج به، كأن يظلوا طول الوقت يبدون في محاسنه.
أنا أحس بميل كبير تجاه الشخص الثاني وأستخير الله كثيرا.. رغم أني أصلا لدي تخوف من الزواج (الخوف من الفشل، عدم وجود هدف محدد للزواج في حياتي) وأيضا من مسألة الربيبة ومن المستقبل وما يخبئه.. الأول ظروفه جيدة، متخلق ويبدي استعداده لفعل أي شيء للزواج بي.. والثاني مطلق، متخلق، ظروفه المادية ليست بالجيدة لأنه اشترى هناك بيتا بالسلف وسيارة كذلك.. وينفق على ابنته التي توجد مع طليقته وزوجها في مدينة أخرى.
وهو الآخر يبدي استعداده لفعل أي شيء للزواج بي. أسرتي لما تقوم بمقارنة بسيطة بين الشخصين تجد كفة الأول هي الغالبة، رغم أني لا أميل إلا للثاني. أهلي رغم أنهم أبدوا رفضهم شبه القطعي فإنهم في النهاية يقولون إن تلك حياتك وافعلي ما تجدينه مناسبا لك، لكن تحملي نتيجة اختيارك، وأمي تقول لي دائما إذا تزوجته فستندمين.
أرجوكم ساعدوني على الاختيار وانصحوني في الشخص الثاني والذي أتمنى إتمام حياتي معه إذا أراد الله. مع العلم بأني عصبية وطباعي حادة في بعض الأوقات وغيورة نوعا ما.. أرجوالمساعدة في أقرب فرصة لأنني في حيرة من أمري، وأيضا لأني أرغب فعلا في الزواج والاستقرار ولأن الشخصين ينتظران الرد.
وكيف لي أن أعلم آثار خيانة زوجته على تفكيره تجاه امرأة أخرى، رغم أنه يبدوعاديا جدا في تفكيره. وهل الإنسان الذي يشرب الخمر لا سبيل لإصلاحه حتى إن كانت له الرغبة في ذلك. وكيف يمكن التعامل مع الربيبة في حالة الزواج بهذا الشخص.
أعتذر كثيرا عن الإطالة،
وجزاكم الله خيرا على ما تفعلونه.
18/04/2024
رد المستشار
صديقتي
حيرتك بين شخصين في بلد آخر يدل على أنك غير مستعدة للزواج حقيقة
عندما تكوني مستعدة للزواج لن يكون الزواج وتكوين أسرة هو الهدف الأول ولكن يأتي كخطوة ثانية بعد اختيار شريك الحياة المناسب والرغبة في إمضاء باقي العمر معه.. هذا الاختيار يأتي بعد دراسة جيدة للشخص وللتوافق معه عن طريق التعامل على مدى طويل.
يبدو أن الشخص الأول اختيار أضل من الثاني ولكن ليست هناك معلومات شخصية كافية للجزم بهذا... بالإضافة إلى أنني لا أفهم ما هي الظروف الصحية التي منعته من إكمال دراسته الجامعية وما تأثير هذا على علاقتكما في المستقبل... الشخص الثاني ليس مستقرا نفسيا وماديا مما يجعل الارتباط به خطر... ربيبته أيضا تشكل تحديا آخر في علاقتك به على المدى الطويل إلا إذا استطعت كسب صداقتها.
لماذا تميلين لأحدهم وليس للأخر؟ ما الذي يميزه؟
السؤال الأفضل هو: ما هي مواصفات شريك الحياة المثالي بالنسبة إليك؟
اكتبي بخط يدك على ورقة ثلاثين صفة على الأقل... صفات تتضمن المستوى التعليمي والمادي والعملي والفكري والثقافي والهوايات والاهتمامات والمبادئ والمعتقدات وأسلوب الحياة والتعامل ودرجة الانفتاح والانطواء ومعنى الأسرة بالنسبة له
بعد كتابة هذه الصفات قارني بينها وبين صفات الخطيبين مما تعرفيه عنهما عن طريق التعامل المباشر وليس عن طريق ما قالاه لك وما قيل لك عنهما.
انجذابك للشخص الأصعب ربما يخفي وراءه حقيقة عدم استعدادك للزواج في الوقت الحالي... العصبية والغيرة والطباع الحادة تشكل تحديات كبيرة في وجه استقرار الحياة الزوجية.. من تتزوجين أهم من الزواج في حد ذاته.
تأكدي من أنك على دراية حقيقية بكل هذا قبل الإقدام على أية خطوات.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
بالعقل تدار العاطفة!
العقل والقلب: الحياة بأفلام السبعينات!!
اختصام العقل والمشاعر!
الزواج والاختيار العاطفي والعقلاني!