السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعزائي القائمين على هذا الموقع، إنني قاصدة المولى عز وجل ثم قاصدتكم.. إن ألمي طال، وعذاب قلبي زاد، وحرقة فؤادي لا تنطفئ.. كيف أنساه وهو جزء من روحي؟ كيف أنساه وهو فؤادي، وليس قطعة منه؟ هل يتخلى المرء عن قلبه؟ لماذا هذا الظلم؟ لماذا؟ إن دموعي لا تهدأ ليلا ولا نهارًا، مضى على قصتي 3 سنوات، وكنت دومًا أحاول أن أكون قوية، لم نفقد الأمل يومًا في أن نكمل مشوار حياتنا معا، إنه طالب مثلي، ولن يستطيع التقدم لخطبتي إلا بعد 4 سنوات، لكن الشيء غير المتوقع أننا اكتشفنا مرضًا وراثيًا في العائلة، وهذا سبب كبير لرفض أهلي له.
لم أقابله يوما في السر أو أتكلم معه خفية؛ لأنني لا أريد أن أفعل شيئًا يغضب الله، لكنه كان لي نعم الأنيس في وحدتي وغربتي، وأنا بين أهلي لم ألق يومًا شخصًا حنونًا مثله، وهو أيضا لم يجد إنسانة تحبه مثلي.
لقد كانت أرواحنا ترفرف في حديقة جميلة، والآن وبكل بساطة يُطلب منا أن ننسى بعضنا! لا أعرف كيف؟ لا أتوقع أن يدق قلبي يوما ما لغيره.
أنا في حياتي لم أشعر بعطف أمٍّ أو حب أب، كنت دائمًا أتلقى الشتائم والألم، وأصبر عليها، والآن عندما وجدت مَن أرتاح إليه يطلبون مني أن أنساه.
لماذا أيئس؟ هناك حل، ومع الأسف هو لا يستطيع أن يفاتح أهله أو أهلي بالموضوع؛ لأنه أوعى من ذلك.. ولكن كنت أرجو أن يقول لي شيئًا، إنه منذ أن اكتشف ذلك وهو ساكت لا يتكلم، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أسأله صراحة؟
المشكلة أنه يخاف أن يعدني بشيء؛ لأنه ربما لا يستطيع تنفيذ وعده، ومع ذلك دوما يقول لي: "يجب ألا ترتبطي إلا بعد 4 سنوات"، وكنت أسأله: لماذا تأخذه سحابة من الكآبة ويسكت ولا ينطق بكلمة، هل أكلمه صراحة؟ هل أسأله؟ لكنني أحس أن ذلك جرح لكرامتي كفتاة، إنني حائرة بين كرامتي وقلبي، ولا أعرف ماذا أفعل؟ إنني أتقلب كل يوم على فراش من الألم، ولا أعرف كيف أرتاح؟ .. هل بهذه البساطة أخسر الشخص الوحيد الذي ارتحت إليه، وأحسست معه بالاطمئنان؟!!
هل بهذه البساطة كل من أحببت يرحلون وأعود وحيدة؟ حاولت أن أنساه، قطعت كل مجال للاتصال به أو رؤيته، ومع ذلك فإن ذكراه محفورة في قلبي، كلما أغمضت عيني تراءى لي بابتسامته الحنونة وقلبه الدافئ، كلما تذكرت كيف دمعت عيناه يوم ودعني من سنة لأنني سافرت أحسست كأن قلبي يقفز من مكانه يريد العودة إليه.
إنني لا أستطيع نسيانه، إنه كان لي الأخ والأب والأم وكل شيء، إنه الفرحة الوحيدة التي كانت لي في أيامي الحزينة.. الأيام التي لم أعرف فيها سوى القهر والألم، إنه الشيء الوحيد الذي كنت أعزي نفسي به، وأقول: لا بأس، غدًا ستُفرج، لكن الآن انهار كل شيء، وتحطمت أحلامي، وتبددت آمالي، لا أعرف لماذا؟
أرجوكم ماذا أفعل؟ هل أنساه؟ إنني لا أستطيع.. هل أكلمه صراحة لأنتهي من هذه الحيرة ولا تجرح كرامتي؟.
دلوني وأرشدوني، جزاكم الله خيرًا، مع تحياتي.
17/4/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا ومرحبا بك "سكون" على موقعك موقع مجانين.
وأرجو من الله لك السكينة والسكن والسكون.
- رسالتك بها قدر كبير من المشاعر الرقيقة الرقراقة الجميلة، فيها معاني طيبة وعابقة تنم عن شخص ذو قلب ندي،
وإني لأتمنى لك السلامة في دنياك من الآلام الموجعة للقلوب
- ولأن رسالتك بها هذا القدر من المشاعر الواسعة والجميلة والموجعة في آن، فقد سقطت بعض التفاصيل التي يمكن أن تبرز صورة حاجتك بالضبط، ولكن لابأس، سأجيبك بإذن الله وعونه بالقدر الذي تركتِه.
- تقولين: أن هذا الإنسان الحسن الكريم لديه موانع مرضية وراثية تمنع من إقدامه على خطوة واقعية لأجلكما،
وأن أهلكِ رفضوه لذلك، وحسب ما فهمته منكِ أن هناك حل، لكنه يتراجع مخافة منه تحسبا لأي شيء، وأنه طلب منك ألا ترتبطي إلا بعد أربع سنوات، وأنتِ لا تفهمين لماذا،
وهنا فهمتُ أنه لعل-والله أعلم- يتبع طريقا للعلاج في هذا المرض الوراثي سيتضح بالضبط بعد هذه السنوات-الله أعلم-،
لكن ولأنني أعرف أن العلاقات التي لا تُغلق بشكل صحيح تبقى ملفا مفتوحا في العقل والقلب للأبد، فأقول لكِ: اسأليه بشكل جميل مثلك ولائق لا يجرحه عن السبب بالضبط، لعلكما تجدان حلا مع بعضكما.
-فإذا أُغلقت كل السبل، وكنتِ تقدرين بمعرفتك للمرض، وسألتِ واستشرتِ أطباء وعلمتِ أنه شيء لا يُمكن تخطيه وأنه سيسبب إشكالات في الجيل الآت منكما، وأن له تبعات سلبية، فما عليكِ سوى الامتثال للقدر، فالأمر حينها محض قدر، لا مجال ليد الإنسان فيه، وعندها نجد طرقا أخرى للتعامل مع هذا القدر من الجهة النفسانية تخفف الآلام وتساعد على التخطي بشكلٍ آمن وسليم.
- في النهاية، لا يسعني سوى تمنى الخير لك حيث كان، وأدعو الله جل جلاله أن يقدر لك ما ينفعك في دينك ودنياك وأن يرزق قلبك ثلوج الهدوء والسكينة والتقبل والرضا، وأن يأوي قلبك بالأنس به جل جلاله
- دمت بخير، وفي انتظارك في الجديد وما ستقررينه بإذن الله.
- في آمان الله.
واقرئي أيضًا:
الحب الأول: معلمي وأحلامي ومشاعري
الحب الأول: إكرام اليت دفنه!
فشل الحب الأول: آلام في العمق!
أوهام الحب الأول آخر الدواء الكي!
ضاع الحب الأول ابدئي من جديد!
هواجس وأوهام الحب الأول