أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة وأعاني من مشكلة، وأتمنى أن تجدوا لها حلا في أسرع وقت ممكن، ومشكلتي هي عندما كنت في الصف الأول الثانوي تعرفت على صديقة أكبر مني بسنة، تعرفت عليها بالصدفة في بداية دخولي إلى الثانوية، لم تكن صديقة فقط، بل كانت أختا لي؛ أحبها، وتحبني، كانت طيبة خلوقة مؤدبة، وتحب الناس. وهي اجتماعية بطبعها. أحببتها من كل قلبي حبًّا كبيرًا؛ حيث إنني فضلتها عن بقية صديقاتي وأهلي، وأنا دائمًا معها، وهي معي في كل لحظة وكنا في منتهى السعادة، وفي تلك الأيام كانت دائمًا تقول بأنها تبادلني نفس الشعور.
كانت دائمًا معي في يأسي وفي أملي.. كنت دائمًا أشكو لها همومي، وهي أيضًا تشكو لي همومها، وارتحت لها كثيرًا.
ومرت الأيام ونحن على نفس الحال، في تلك الأيام كنت دائمًا وباستمرار أكتب لها رسائل، لها أعبر فيها عن مدى إعجابي بها وأنني أحبها. ولكن في يوم من الأيام أرسلت لها رسالة؛ فإذا بأمها فتحتها، وقرأت كل الكلام الذي كتبته. في هذه اللحظة فكرت أمها بشيء، أو بمعنى أصح: أساءت فهم الكلام الذي داخل الرسالة، إنها كانت تفكر في كلامي المكتوب بالرسالة، وتظن أنني من الفتيات اللاتي يقمن بعلاقات غير شرعية مع صديقاتهن، فقالت لابنتها كلمة واحدة وهي: "خذي الحذر يا بنتي". ومن بعدها صديقتي خافت من كلام أمها، وقالت لي: "لا تتصلي في هذه الفترة، إلى أن تهدأ الأمور، وتنسى أمي الموضوع" فقبلت طلبها، ومر تقريبًا أسبوع، ثم ردت العلاقة كما هي، ولكن ليس كما كانت، وليست أسوأ، لكن إحساسي أنها ليست كما كانت من قبل، مع أن أمها لم تقل لها سوى "احذري".
ومرت الأيام وأنا وصديقتي مع بعض، ولكن في يوم من الأيام أم صديقتي بدأت في التفكير، كانت تظن أنني أريد شيئًا من ابنتها؛ لأنني أنا بطبعي إذا أحببت الشخص الذي أمامي أرى نفسي دائمًا باتصال معه، ودائما أفعل ما يرضيه وما يريده، وفي يوم من الأيام كانت صديقتي ذاهبة إلى الشاليه، وصدفة كانت هي جالسة على البحر وحدها، فاتصلت بها لكي أطمئن عليها وأتكلم معها، ثم جاء خط ثان لصديقتي من أمها، فأغلقت الهاتف معي لكي ترد عليها، فسألتها أمها مع من تتكلمين؟ فقالت مع صديقتي (فلانة) فردت عليها، وقالت لها: يا بنتي إذا طلبت منك طلبا فهل ستنفذينه؟ فقالت لها: نعم يا أمي، ولكن ما هو الطلب؟؟ فقالت لها أمها: أرجو أن تقطعي علاقتك بهذه البنت؛ فأنا أحس أنها غامضة، وفي هذا اليوم طلبت مني ألا أتصل، ولا أرسل لها أي رسالة من خلال جهاز النقال.
وكان هذا الحدث بتاريخ 22-2-2023. وبعد انقضاء 6 شهور تقريبًا أحسست بأنني محتاجة لها ولسماع صوتها، فقمت بإرسال رسالة لها على الإيميل، وطلبت منها أن أكلمها من خلال الماسنجر (الشات)، فقبلت وكان أسلوبها جميلا جدًّا معي، ورحبت بي من جديد إلى هذا اليوم، ولكن هذا لا يكفي، والذي بيني وبينها فقط جماد أعرف من خلاله أخبارها (الكمبيوتر).
إنني أريد أن أرجع لها، وتعود علاقتنا مثل أول وأحسن، وكلما أطلب منها هذا الطلب تقول: لا أستطيع أن أفتح الموضوع لأمي مرة أخرى؛ لأنها لن تغير فكرتها عنك، وإلى الآن وأنا أطلب منها هذا الطلب، ولكن دون فائدة، وهي أيضًا تتمنى أن ترد علاقتنا، لكنها لا تستطيع. هذه هي مشكلتي وأريد حلاًّ لها أرجوكم.
هل أصر على طلبي؟؟ مع أني أعرف ما هو ردها؟ أم ماذا أفعل؟؟
فأنا من ذلك اليوم 22-2-2023 أحس بأن الحزن غلب عليّ وأحس بأني فقدت شيئًا ثمينًا وهو صديقتي الغالية.
17/04/2024
رد المستشار
صديقتي
قلق أم صديقتك يدل على أن تعبيرك عن مشاعرك في خطابك لصديقتك كان أقرب للعشق منه إلى الصداقة... التصاقك بها أو وجودك معها طوال الوقت أيضا هو شيء مبالغ فيه، وقد يكون أكثر من الطبيعي... الصداقة والحب يتضمنان ويسمحان بمساحة شخصية وبمسافة من حين لآخر بين الطرفين بدون أن تضعف العلاقة.
حافظي على علاقتك بصديقتك أثناء الابتعاد عن طريق رسالة أو مكالمة كل يومين أو ثلاثة وربما على فترات أطول... أبقي على حبل الود بينكما ولكن رويدا رويدا.
من المهم أيضا تكوين صداقات أخرى لكي لا يكون تركيزك كله على شخص واحد لإشباع احتياجاتك الوجدانية من الصداقة والزمالة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
حبي لصديقتي أين يأخذني؟
أنا وصديقتي: صدمات الاختلاف والفراغ!
أنا وصديقتي.. والعلاقات السامة!
صديقتي أنانية متسلطة، ماذا أفعل؟
صديقتي مزعجة ماذا أفعل؟
الصداقة: الخوف من الفراق!
عذاب الحب والتعلق: الصداقة الخطرة
كنت في غربة كيف أكون صداقات؟