السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكركم على هذا المجهود الرائع الذي تبذلونه. أعلم أن مشكلتي قد تبدو بسيطة ولكنها تكاد تمزقني.. منذ حوالي سنة ونصف تعرفت على فتاة في الجامعة، ونشأت بيننا علاقة حب، صارحنا بعضنا بحبنا، وعلم أهلها وأهلي بهذه العلاقة، ولكن طبعا لم نُقدم على أي خطوات خطوبة؛ حيث إننا ما زلنا ندرس. حتى ذلك الوقت ليس هناك أي مشكلة، وكانت العلاقة يطلق عليها في ذلك الوقت "صحوبية".
في ذلك الوقت لم أكن قريبا من الله سبحانه وتعالى فحدثت بيننا بعض الأشياء؛ مثل مسك الأيدي والتقبيل. بعد فترة وبالتحديد قبل رمضان الماضي بدأ ينتابني شعور كبير بالندم، وبدأت أتقرب من الله تعالى، وفي رمضان ازددت قربا من الله.
وفي ذلك الوقت أخبرت حبيبتي بأننا يجب أن نتوقف عن مسك أيدي بعضنا، وكنا قد توقفنا عن التقبيل قبلها بفترة. لا أخفي عليك أنه عندما طلبت منها هذا الطلب أحسست أني جرحتها.
ومضى شهر رمضان دون أن يحدث أي من هذه الأشياء، والحمد لله حتى اليوم لم يحدث أي شيء سوى مرة أو مرتين أغراني فيهما الشيطان وأمسكت يدها، ولكني تبت إلى الله، ولم أكرر هذه الفعلة مرة أخرى. والحمد لله ازددت قربًا من الله تعالى، وقررت أن أضع حدا لهذه العلاقة.
وفاتحت أبي في رغبتي في أن أتقدم لخطبة حبيبتي ولم يبدِ أي رفض، بل رحب على الفور، وأثناء هذا الوقت وبمحاولات كثيرة مني ارتدت الحجاب، ولكنها ليست متدينة إلى حد ما، ولا يشغل بالها الدين؛ فعندها الدين صلاة وصيام فقط، وهنا تكمن المشكلة؛ فقد بدأ هذا يساهم في تغير أفكاري، وبدأت أراعي الله تعالى في تعاملاتي في الوقت الذي ترى هي أنه من الطبيعي أن نلمس بعضنا، وأن نمزح سويا بأيدينا، ولا مانع من أن نذهب إلى الرقص معا!
لا أخفي عليك أني أنا أيضا كنت أعتقد في بداية علاقتنا أن هذة الأمور عادية، ولكن بعد أن هداني الله ونور لي طريقي عرفت الخطأ الذي كنت فيه.
وعدم تدين حبيبتي يسبب لنا مشاكل كبيرة؛ حيث إنه يسبب الكثير من الاختلاف والمشاجرة بيننا؛ فعندما علمت بالخطوبة قالت لي بأنها ستخلع الحجاب يوم الخطوبة، فقلت: لا، فتشاجرنا، وقلت لها بأن الله سبحانه يطلع علينا كل يوم، وأن يوم الخطوبة لا يختلف عن أي يوم، وأنه إذا بدأنا أولى خطواتنا في حياتنا الزوجية في طاعة الله فإن الله سيبارك لنا فيها... ولكن لا حياة لمن تنادي؛ فهي غير مقتنعة بما أقول وتقول بأن أفكاري اختلفت كليا عن يوم أن عرفتني وأنها أصبحت متأكدة أني سيحدث لي تغيرات أخرى في فكري ستجعل حياتها جحيما.
والمشكلة أيضا هي أنه نظرًا لطول مدة علاقتنا أصبح الجميع يعرف هذه العلاقة في الكلية، بل أنا أقوم بزيارتها في المنزل وأنا على علاقة طيبة جدا بأبويها؛ وهو ما يجعل مسألة إنهاء علاقتنا أمرًا في غاية الصعوبة.
المشكلة أننا أصبحنا في شجار دائم بسبب هذه التغيرات التي حدثت في أفكاري التي ترى أنها جعلتني شخصا آخر لا تعرفه، ومن كثرة هذا الشجار أصبحت أحس أن حبيبتي قد لا تكون الزوجة الصالحة.
وهناك شيء أود أن أعلمك إياه هو أني أحبها حبا شديدا، وهذا الحب هو الذي دفعني إلى أشياء خاطئة قبل أن أعرف طريق الله، ولكي لا يدفعني الشيطان إلى المزيد من الخطأ قمت بكبت مشاعري نحوها فرأت هي أن هذا تبلد في المشاعر وعدم حب.
أنا أعلم أن حبيبتي إنسانة ممتازة من داخلها، لكن عدم توافر التربية الدينية في بيتها جعلها هكذا؛ فأمها هي الوحيدة المتدينة في البيت وهذا حدث قريبا جدا. أعلم أيضا أن كل هذه المشاكل ستنتهي بزواجنا، ولكن حبيبتي مقتنعة أن تغيرات أخرى ستحدث لي تجعلني على حد قولها "رجعيا".
وفي نفس الوقت بعد أن ذقت حلاوة الإيمان والقرب من الله لا أريد الابتعاد، فهل تظنون أنها الزوجة الصالحة؟ وأنا عندي يقين كبير أني أستطيع أن أجتذبها إلى الطريق الصحيح، فأرجوكم أيضا أفتوني ماذا أفعل لكي أجتذبها إلى طريق الله وأجعلها تنزع من تفكيرها مبدأ خلع الحجاب في الخطوبة أو ما شابه ذلك.
أرجو أن يكون معنى ما أريد شرحه قد وضح، مع العلم أن موعد تقدمي لخطبتها رسميا قريب، ولكنه لم يتحدد بعد.
آسف على الإطالة، وأرجو سرعة الرد جزاكم الله كل خير.
28/4/2024
أشكركم على هذا المجهود الرائع الذي تبذلونه. أعلم أن مشكلتي قد تبدو بسيطة ولكنها تكاد تمزقني.. منذ حوالي سنة ونصف تعرفت على فتاة في الجامعة، ونشأت بيننا علاقة حب، صارحنا بعضنا بحبنا، وعلم أهلها وأهلي بهذه العلاقة، ولكن طبعا لم نُقدم على أي خطوات خطوبة؛ حيث إننا ما زلنا ندرس. حتى ذلك الوقت ليس هناك أي مشكلة، وكانت العلاقة يطلق عليها في ذلك الوقت "صحوبية".
في ذلك الوقت لم أكن قريبا من الله سبحانه وتعالى فحدثت بيننا بعض الأشياء؛ مثل مسك الأيدي والتقبيل. بعد فترة وبالتحديد قبل رمضان الماضي بدأ ينتابني شعور كبير بالندم، وبدأت أتقرب من الله تعالى، وفي رمضان ازددت قربا من الله.
وفي ذلك الوقت أخبرت حبيبتي بأننا يجب أن نتوقف عن مسك أيدي بعضنا، وكنا قد توقفنا عن التقبيل قبلها بفترة. لا أخفي عليك أنه عندما طلبت منها هذا الطلب أحسست أني جرحتها.
ومضى شهر رمضان دون أن يحدث أي من هذه الأشياء، والحمد لله حتى اليوم لم يحدث أي شيء سوى مرة أو مرتين أغراني فيهما الشيطان وأمسكت يدها، ولكني تبت إلى الله، ولم أكرر هذه الفعلة مرة أخرى. والحمد لله ازددت قربًا من الله تعالى، وقررت أن أضع حدا لهذه العلاقة.
وفاتحت أبي في رغبتي في أن أتقدم لخطبة حبيبتي ولم يبدِ أي رفض، بل رحب على الفور، وأثناء هذا الوقت وبمحاولات كثيرة مني ارتدت الحجاب، ولكنها ليست متدينة إلى حد ما، ولا يشغل بالها الدين؛ فعندها الدين صلاة وصيام فقط، وهنا تكمن المشكلة؛ فقد بدأ هذا يساهم في تغير أفكاري، وبدأت أراعي الله تعالى في تعاملاتي في الوقت الذي ترى هي أنه من الطبيعي أن نلمس بعضنا، وأن نمزح سويا بأيدينا، ولا مانع من أن نذهب إلى الرقص معا!
لا أخفي عليك أني أنا أيضا كنت أعتقد في بداية علاقتنا أن هذة الأمور عادية، ولكن بعد أن هداني الله ونور لي طريقي عرفت الخطأ الذي كنت فيه.
وعدم تدين حبيبتي يسبب لنا مشاكل كبيرة؛ حيث إنه يسبب الكثير من الاختلاف والمشاجرة بيننا؛ فعندما علمت بالخطوبة قالت لي بأنها ستخلع الحجاب يوم الخطوبة، فقلت: لا، فتشاجرنا، وقلت لها بأن الله سبحانه يطلع علينا كل يوم، وأن يوم الخطوبة لا يختلف عن أي يوم، وأنه إذا بدأنا أولى خطواتنا في حياتنا الزوجية في طاعة الله فإن الله سيبارك لنا فيها... ولكن لا حياة لمن تنادي؛ فهي غير مقتنعة بما أقول وتقول بأن أفكاري اختلفت كليا عن يوم أن عرفتني وأنها أصبحت متأكدة أني سيحدث لي تغيرات أخرى في فكري ستجعل حياتها جحيما.
والمشكلة أيضا هي أنه نظرًا لطول مدة علاقتنا أصبح الجميع يعرف هذه العلاقة في الكلية، بل أنا أقوم بزيارتها في المنزل وأنا على علاقة طيبة جدا بأبويها؛ وهو ما يجعل مسألة إنهاء علاقتنا أمرًا في غاية الصعوبة.
المشكلة أننا أصبحنا في شجار دائم بسبب هذه التغيرات التي حدثت في أفكاري التي ترى أنها جعلتني شخصا آخر لا تعرفه، ومن كثرة هذا الشجار أصبحت أحس أن حبيبتي قد لا تكون الزوجة الصالحة.
وهناك شيء أود أن أعلمك إياه هو أني أحبها حبا شديدا، وهذا الحب هو الذي دفعني إلى أشياء خاطئة قبل أن أعرف طريق الله، ولكي لا يدفعني الشيطان إلى المزيد من الخطأ قمت بكبت مشاعري نحوها فرأت هي أن هذا تبلد في المشاعر وعدم حب.
أنا أعلم أن حبيبتي إنسانة ممتازة من داخلها، لكن عدم توافر التربية الدينية في بيتها جعلها هكذا؛ فأمها هي الوحيدة المتدينة في البيت وهذا حدث قريبا جدا. أعلم أيضا أن كل هذه المشاكل ستنتهي بزواجنا، ولكن حبيبتي مقتنعة أن تغيرات أخرى ستحدث لي تجعلني على حد قولها "رجعيا".
وفي نفس الوقت بعد أن ذقت حلاوة الإيمان والقرب من الله لا أريد الابتعاد، فهل تظنون أنها الزوجة الصالحة؟ وأنا عندي يقين كبير أني أستطيع أن أجتذبها إلى الطريق الصحيح، فأرجوكم أيضا أفتوني ماذا أفعل لكي أجتذبها إلى طريق الله وأجعلها تنزع من تفكيرها مبدأ خلع الحجاب في الخطوبة أو ما شابه ذلك.
أرجو أن يكون معنى ما أريد شرحه قد وضح، مع العلم أن موعد تقدمي لخطبتها رسميا قريب، ولكنه لم يتحدد بعد.
آسف على الإطالة، وأرجو سرعة الرد جزاكم الله كل خير.
28/4/2024
رد المستشار
ولدي: مرحبًا بك في طريق الإيمان، ثبت الله فيه خطاك وأعانك على طاعته، مشكلتك بالفعل مركبة وهذا حال أغلب من دخل مرحلة الشباب قبل الالتزام.. تكون له صداقات و"صحوبيات" يحتار كيف يتصرف فيها بعد أن هداه الله لطاعته، والكثيرون لا يتخلصون من هذه العلاقات بدعوى أنها زمالة ولا يصح التنصل منها.. وهذا ما فعلته أنت.
ودعنا نناقش مشكلتك من منطلق المنطق:
واضح أن خطيبتك بعيدة كل البعد عن الدين، بعيدة لدرجة أنك أصبحت غريبًا عنها، فلست أنت الشاب الذي أحبته ومنحته من نفسها أشياء ما كان لها أن تمنحه إياها لولا حبها الشديد له.. إنها أحبت شابًا منطلقًا لا يحد انطلاقه قيود.. يرقص، ويحب، ويعرف كيف يعبر عن مشاعره الرومانسية بالكلمات واللمسات... أما أنت فقد أصبحت تحاسب نفسك، وتقف لعواطفك بالمرصاد في الإطار الذي أباحه الله سبحانه وتعالى؛ فهل هي يا ولدي الزوجة الصالحة ذات الدين؟ سامح صراحتي فكونكم مرتبطين لفترة طويلة في الجامعة لدرجة أن كل الناس يعلمون القصة ليس مبررًا لإتمام الزواج، ولقد أصلحت الخطأ السابق بإتمام الخطبة عن طريق الأهل وكم من الخطوبات لم تستمر وانفصل عراها.
أنا لا أنصحك بفسخ الخطبة، بل أنصح بالتريث قليلاً ومحاولة مساعدة خطيبتك في طريق الله الذي يجب أن تقبله قبل الزواج.. أي يجب أن تقبل به طريقًا ورسالة قبل زواجكما، وإلا فهي لن تسعدك كمؤمن متدين يبحث عن رضا الله في حياته والجنة في مماته. وأنا لا أعلق على فكرة خلع الحجاب نفسها، لكن هذا يعد مؤشرا لما تنوي أن تفعله في يوم الخطوبة، فمن أدراك أنها لن ترقص أو ترتدي ما يكشف أكثر من اللازم؟
إن رضا الله يا ولدي هو الغاية الأولى لأي مسلم فلا تتهاون في بلوغ الغاية.. وإذا كنت ترى أنها على خير وينقصها فقط قليل من الصبر لتعرف الله حق المعرفة، وأن إسلامنا ليس فقط صلاة وصيام فاصبر عليها وعلمها قبل أن ترتبطا، وليس بعد ذلك، فإن وجدت منك قبولاً ورغبة في السير في الطريق فتوكل على الله وعاونا بعضكما البعض.. وإن وجدت منها رفضًا واستغرابًا فلا تتقدم أكثر من ذلك يا ولدي فالزواج فتنة في حد ذاته، والله تعالى يثبتك على أي حال.
وتضيف د. فيروز عمر دائمًا تصطدم قصة الحب مع صخرة من الصخور التي تهدد هذه القصة بالتحطم والفناء، فإما أن تنتهي القصة بعد هذا الاصطدام، وإما أن يقاوم المحبون ليحافظوا على بقاء واستمرار حبهم.. أي أن لكل قصة صخرة، وهذه الصخرة قد تكون عدم موافقة الأهل أو عدم توافر الإمكانيات المادية أو عدم الانتهاء من الدراسة أو ظهور بعض الاختلافات في الآراء ووجهات النظر... إلخ.
ولكن الخطير في حالتك أن الصخرة هنا مختلفة وهي "الدين"، ذلك الشرط الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون على رأس الشروط عند الاختيار قبل المال والجمال والحسب لمن أراد أن ينجو بنفسه وولده. ولذلك تنصحك د. نعمت عوض الله بالتريث مع الأخذ بيدها نحو طريق الله تعالى حتى يبدو من جانبها أي بوادر للاستجابة قبل -وليس بعد- إتمام الزواج.
ولكن هنا يأتي السؤال المهم: كيف تأخذ بيدها؟ وما هي البوادر المطمئنة التي تشجعك على الاستمرار؟ وأعتقد أن زملاءنا وأساتذتنا الكرام في صفحة استشارات دعوية لديهم نصائح أكثر ثراءً منا في هذا الجانب؛ لذلك أنصحك بالتوجه إليهم، ولكن ما أود أن ألفت انتباهك إليه هو بعض النقاط السريعة:
* أحيانًا النصيحة المباشرة تكون سببًا في النفور وشعور المتلقي باستعلاء الطرف الآخر؛ وهو ما يؤدي للعناد والمكابرة.
* "الدعاء مخ العبادة" فلا تنس المداومة على الدعاء لها بالهداية؛ فالقلوب بين يدي الله يقلبها كيف يشاء، يقول تعالى: (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، وربما تكون دعوة صالحة من دعواتك في جوف الليل سببًا في هدايتها.* يخطئ من يتصور -مثل خطيبتك- أن الدين صلاة وصوم فقط، ويخطئ أيضًا من يتصور أنه حجاب أو هدي ظاهر فقط؛ فالدين هو كل هذا ومعه وقبله خلق وعقيدة، لذلك لا تغفل ما لدى خطيبتك من دين، ولا تتصور أنها تقف عند نقطة الصفر، فأنت ربما تكون متقدمًا عنها خطوة أو خطوتين في جانب وليس كل الجوانب. وأهلاً بك دائما