وسواس الحلف: ما زلنا ننتظر الوسواس يا فلك! م
الوسواس
السلام عليكم دكتورنا الفاضل تواصلت معك من قبل بسبب الوسواس بالحلف ويشهد الله أنك أثلجت صدري بجوابك وطريقة ردك جزاك الله كل خير
ولكنني بعد أن قرأت إجابتك خف قليلا وسواس الحلف وبدأت أحاول أن أنتبه على حلفي وفي بعض الأحيان أسيطر على نفسي، ولكن نادرا، لكن الحلف مستمر وهنا بدأت تأتيني أفكر أنني أستطيع السيطرة على نفسي وأنني أحلف بإرادتي ولست موسوسة.
وبدأت لدي مشكلة أخرى أيضا هي أنني أصبحت أحلف على العمل الذي أريد فعله بقرارة نفسي ثم إذا شعرت أنني لا أريد فعله أو لا أستطيع أقول أنا موسوسة والدكتور قال بأنني حتى ولو حلفت بأنني أريد الحلف فأنا لا أملك الإرادة وأتراجع عن حلفي، وأحيانا أقع بالحرج فلا أستطيع البر بيميني، مثال أنا أريد أن أشتري شيئا فأقرر وأحلف أنني سآخذ هذا ثم أجد أفضل أقول أنا لماذا حلفت فورا وأستعيد قول الدكتور أنني لا أملك الإرادة فأتراجع وآخذ غيره
يبدأ الموضوع معي أنني أفكر بالشيء الذي أريد فعله فإذا شعرت أنني أستطيع فعله أحلف بكامل إرادتي وأجبر نفسي عليه، ولكنني أكون أفكر من جهة مقدرتي لفعله من ناحية وحدة ولا أفكر بباقي الجوانب وما يمكن أن أتعرض له ويمنعني عن التنفيذ
مثلا أريد أن أتوضأ للصلاة فأتذكر أنني أعاني من الوضوء بسبب عارض بدني صحي لدي فأقوم بتأخير الوضوء لقبل الأذان الآخر بنصف ساعة وأصلي وأنتظر الأذان وكل دقيقة أحس أنني نقضت الوضوء فأحلف أنني لن أعيد الوضوء ثم بالآخر أعيد الوضوء للصلاة فإن لم أعد الوضوء أشعر بالذنب وإن أعدته أشعر بالذنب
وهذا بالإضافة إلى أنني كل ما أحلف ويأنبني ضميري أصبحت أذهب إلى الموقع وأقرأ رد دكتورنا الفاضل كي أريح نفسي وأعيده وأكرره حتى أنني حفظت كل كلمة في ذلك الرد وأحيانا مهما قرأت لا أقتنع بالجواب وأشعر أنني مذنبة، أحيانا أستمر يومين لأقنع نفسي وعندما أتعب أقول تمام أنا مذنبة، ولكني لن أكفر عن يميني.
أريد تفسيرا لوضعي هل أنا أصبحت أستغل طمأنتكم لي وأصبحت أفتي لنفسي أو ماذا أفعل؟ والله من كثر التفكير أشعر أن رأسي ينبض من الخارج وأحس بذلك وأتحسسه، أحيانا أخاف من أن أمرض من شدة التوتر والقلق، أشعر بالذنب وأقول لنفسي أنني حلفت متعمدة ولست غبية كي لا أستطيع التفريق بين ما أريد وبين ما لا أريد وأنه ليس من الوسواس وكيف أستطيع أن أفكر وأقرر وأحلف متعمدة أو أضبط نفسي عن الحلف أحيانا إذا كنت موسوسة
أنا لم أهمل موضوع الذهاب لطبيب، ولكن إلى الآن لم أجد طبيبا مختصا في منطقتي وكل ما حاولت التواصل مع مرشدين نفسيين يتم التهرب من التواصل والمساعدة أو تجاوبني بأنه وسوسة شيطان ويجب عليّ ألا أهتم ويتم التعامل معي كأن الأمر بيدي أو أنني سعيدة بما يحصل معي
دكتورنا حتى وأنا أكتب استشارتي الآن أحلف أنني سأكتب هكذا وبهذه الطريقة، حتى وأنا أتكلم مع أحد أحلف أنني سأقول كذا ولن أقول كذا وأحيانا أعيد جملة أتحدثها وأشعر أنني يجب أن أقولها بهذه الصيغة وأحلف على ذلك وأكررها
آسفة إن كنت أثقل عليكم بوضعي
ولكني والله ضائعة وليس لي سوى هذا الموقع
1/5/2024
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "فلك" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
نفس الحال يا "فلك" فكما قلت سابقا (مجمل الصورة السريرية التي تصفين هو حلفان مستمر 24×7 حتى لكأنك لو لم تجدي ما تحلفين عليه حلفت على ألا تحلفي! أو حلفت على النَفَسِ ورمش العينين!) ... فقط بدأ الوسواس يلعب لعبته الشهيرة وهي إنه ليس وسواسا، بل أنت أردت بدليل -ويكذب- ثم بدليل -ويكذب- وأنت تصدقين!!
عدم قدرتك على التفريق بين ما إن كنت فعلا تريدين الفعل أم هو قهري عليك لا علاقة لها بالذكاء أو الغباء، وإنما هي مسألة تتعلق بالتواصل مع الدواخل فلديك فيه مشكلة لا أنت ترين بداخلك شيئا بوضوح ولا الوسواس يكف عن إلقاء الكذب عليك فتعجزين عن التأكد من كذبه وتعرفين في نفس الوقت أنه كذاب لكنك على الأغلب تصدقينه في آخر الأمر، هذا هو الحال معك، والشعور بالذنب جزء لا يتجزأ من معاناة مريض الوسواس لكنه يتحسن مع العلاج.
لست مطالبة شرعا بشيء في موضوع الحلفان وموضوع الاضطراب النفساني إلا البحث عن العلاج، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.