احمرار الوجه
مشكلتي هي أني يحمر وجهي وأنا لا أعلم ذلك.. فصدفة كنت أتكلم على الهاتف وضحكت فرأيت وجهي أحمر مع أني لم أحس بذلك!!
أريد أن أتخلص من الخجل الذي عندي، واتبعت وسائل عديدة لذلك، وأظن أني تحسنت ولكن مشكلة الاحمرار هذه لم أجد لها حلا، وأيضا لا أدري إن كان ما سأخبركم عنه مشكلة أم لا؟
فأنا عندما أتعرف على شخص جديد بالعمل أو غيره أحس أني شخص كريه، وأنه لا يحبني قد نمزح ونضحك لكن بعدما أتركه قد أحس بهذا الشعور أني لم أستطع أن أجعله يرتاح معي أو أن يحبني أو تكون علاقتنا جيدة فما السبب؟
وأيضا لا أعرف أن أعبر عما في نفسي بشكل جيد فطالما حصل معي أنه بعد انتهاء موقف ما أقول لو أني قلت أو فعلت ذلك لكان أفضل، وفي المرة القادمة سأقول ذلك،
ولكن ليس دائما هناك مرة قادمة فماذا أفعل؟
27/4/2024
رد المستشار
الأخ العزيز (وإن كنت لم تؤكد أو تنفي أنك ذكر أو أنثى)، أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين. وأولى المشاكل الآن هي أننا لا ندري لك سنا ولا جنسا ولا موطنا ولا... إلى آخر ما لم تملأ من بيانات؛ فهل كان ذلك نسيانا أو عدم اهتمام منك أو قلة معرفة بطبيعة الأداة أو العملية الاستشارية عبر الإنترنت؟! حيرتنا في أمرك كثيرا يا أخي! ولكن ما علينا سنتبع حدسنا إذن معك والله معنا.
أما الطريقة التي تبدأ بها إفادتك فتجعلنا أيضًا حائرين فأنت يحمرُّ وجهك دون أن تدري، وهذه هي المشكلة، ثم تصف لنا كيف اكتشفت من خلال المرآة أنك يحمر وجهك، ثم أخبرتنا برغبتك في التخلص من الخجل الذي عندك؟ فهل الخجل الذي عندك هو احمرار وجهك؟ أم أن احمرار وجهك كان جانبا لا تعرفه من جوانب انفعال الخجل الذي تشتكي منه أنت أصلا؟
أي هل كنت تعرف أنك خجول مثلا ولكنك تحسب أحدا لا يدري بخجلك الداخلي؟ فأصبح احمرار الوجه هو الذي يفشي سرك؟ ولذلك تود التخلص منه من بين ما تقول إنك تخلصت منه من الخجل؟ أم أن المشكلة بالنسبة لك هي أن احمرار الوجه أنبأك بخجلك؟ وهل لنا أن نتصور أن وجهك يحمر في شتى المواقف وأن أحدا لم يخبرك بذلك من قبل؟
أحسب أن في قراءة ما تقودك إليه الروابط في آخر الاستشارة ما يعرفك بالبَيَغ (أو احمرار الوجه) وأسبابه المختلفة وعلاقته بالخجل والتوتر والقلق الاجتماعي بوجه عام.
كما أحسب -على سبيل الانطباع المتكون لدى طبيب نفساني يقرأ سطورك- أن لديك عددا من الأعراض النفسانية المتعلقة بما يلي:
(1) مشكلة في مفهوم وتقدير الذات أي في كيف ترى نفسك وتقدرها.
(2) مشكلة في القدرة على توكيد الذات والشعور بذلك، أي في كيف تثبت نفسك في شتى المواقف وكيف تقيم أداءك فيها.
(3) مشكلة في التواصل مع الآخرين، فمن الواضح أن خللا ما يوجد في استقبالك لإيماءات وتعبيرات الآخرين ومفهومك عن رأيهم فيك وفي أدائك.
ولهذه الأسباب في تفاعلها مع بعضها تعيش أنت في حالة من القلق المستمر في علاقاتك مع الآخرين، فتشعرُ في كل علاقة جديدة أنك لست الصاحب المرغوبة صحبته، فلم تستطع أن تجعله يحبك أو يرتاح معك، وفي المواقف الاجتماعية التي ينتظرُ منك فيها أن تبدي رأيا أو تتخذ قرارا أو حتى تحسن القول في أي مسألة تجد نفسك غير راضٍ عن أدائك بعد انتهاء الموقف فتعود إلى ذاتك تؤنبها، ثم تمضي في تخيلات وأفكار حول ما كان ينبغي أن يقال أو أن يكون ليكون أداؤك أفضل.. حتى تصل إلى قولك: "وفي المرة القادمة سأقول ذلك ولكن ليس دائما هناك مرة قادمة.. فماذا أفعل؟".
عليك أولا أن تبدأ بمحاولة فهم نفسك، وفي ذلك اقرأ على مجانين:
كيف تنمي ثقتك بنفسك؟
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تكون نفسك؟
كيف تعرف نفسك؟ نصائح عملية!
وإذا كنت سأكمل الاتكاء على حدسي فإني أظنك شابا عربيا في العشرينيات من العمر، ونظرا لكونك تكتب لنا لتخرج شيئا من معاناتك في سرية من وراء حجاب الإنترنت، وتبدو غير متأكدٍ من أن أدق ما في معاناتك وربما أشقّ ما فيها، مشكلة أصلا أم لا، كما يظهر من قولك: "لا أدري إن كان ما سأخبركم عنه مشكلة أم لا؛ فأنا عندما أتعرف على شخص جديد بالعمل أو غيره أحس أني شخص كريه..." هذا برأيي أشق ما في معاناتك، وأنت لا تدري هل هي مشكلة أم لا؟ نظرا لذلك كله فإنني أظن معاناتك النفسية الشعورية المعرفية معاناة من النوع خفيف الشدة طويل المدة أي ما نسميه في الطب النفسي عسر المزاج لكنه لم يصل بك والحمد لله إلى الانطواء أو الاكتئاب.
لذلك أنصحك نصيحتين:
الأولى: أن تطرق باب أقرب طبيب نفساني من محلِّ إقامتك مستعينا بالله، ونود أن نذكر لك قول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- "إذا هِبت أمرا فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه"، وفي روايةٍ أخرى "إذا هبت أمرا فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم من الوقوع فيه"، فكأنهُ رضي الله عنه يشيرُ إلى دور التجنب في تعزيز وتعظيم الخوف وضرورة عدم اللجوء إليه، فتذكر هذا القول الحكيم جيدا، واستعن بالله، وعرض نفسك لما أنت أهل له، واحذر التجنب دائما، وإن شاء الله تتحسن حالتك بأسرع مما تتوقع.
والنصيحة الثانية هي أن تتابعنا بتفاصيل أدق لكي نستطيع تقديم مساعدةٍ أكبر إن شاء الله، وأهلا دائما بك
واقرأ أيضا:
احمرار الوجه: البيغ الجلدي الحميد
احمرار الوجه نصائح عامة
لينا واحمرار الوجه
احمرار الوجه واضطراب الأعصاب
احمرار الوجه بين الخجل والرهاب
احمرار الوجه والهروب من الرهاب
احمرار الوجه ليس خجلا فقط