بداية لا يسعني إلا أن أشكركم جزيل الشكر على مجهوداتكم ونصائحكم وسعة صدركم.. جزاكم الله ألف خير، حاولت كثيرًا الكتابة، لكن في كل مرة هناك شيء بداخلي يمنعني.. هذه المرة قررت أن أكتب علَّني أجد من يرشدني إلى الصواب.
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة متفوقة في دراستي والحمد لله ومحبوبة من الجميع. أسرتي مكونة من أب وأم وثلاثة إخوة. مشكلتي تكونت منذ الصغر، حيث كانت هناك خلافات بين والديّ وكنا نشاهد صراخهما واتهاماتهما لبعض فهو يخونها وهي لم تملك قط دليلا عليه... كبرنا وكبرت المشكلة بينهما، وفي كل مرة يصلان لحل البقاء مع بعض لأجلنا وهما منفصلان منذ زمن بعيد كل واحد منهما في غرفة وكأنهما غريبان.
خلال السنوات الثلاث الفارطة كنا نرى خيانته لأمي، لكن لم نجرؤ على إخبارها، وحصلت أشياء كثيرة تؤكد كلامنا، ولكننا فضلنا السكوت لمواصلة العيش.. خلال هذه السنة وبالضبط شهر رمضان الكريم كنت ألعب في هاتف أبي الخلوي لأصدم برسائل وكلام غراميات صعقت وأخبرت إخوتي، لم ندرِ ماذا نفعل وقررنا التأكد فكلمنا الرقم الأول ورد علينا صوت نسائي، والرقم الثاني كمان صوت نسائي أخذنا نضحك من المفاجأة فهو لا يعرف واحدة أو اثنين، بل كثيرًا من الأرقام الموجودة لديه هي لنساء. أقسم أن ذلك الشهر مر علينا كالكابوس.. كل ما تسنح لنا الفرصة كنا نرى كلامًا ورسائل لا نقدر نحن على كتابتها لأي كان.. فضلنا الصمت حتى انقضاء الشهر.
وأخبرنا أمي فأقامت الدنيا ولم تقعدها كما يقال، وقررنا مواجهته ذهبت أمي إلى غرفته، وطلبت منه هاتفه الخلوي فمده إليها بعدما تفحّصه جيدًا، وهذه كانت الصدمة لنا فقد كنا نتمنى أن تظل مجموعة من الرسائل لم يقم بمسحها طوال الشهر، لكن عندما أحضرت أمي الهاتف لم نجد شيئا وظللنا مصدومين.. بدأ أبي يلومها وأنزل التهم إليها، بأنها تحاول أن تجعلنا نكرهه وتكذب علينا وكلامًا آخر جرحنا، فلم نملك نفسنا أنا وأختي أكبر مني بسنة، وبدأنا في إلقاء اللوم عليه كعدم الاهتمام بنا وعدم الحديث معنا وكلامًا آخر.. في نهاية الحديث طلب من أمي هاتفه بكل بساطة، وقال إنه سيترك البيت وأن نمهله ثلاثة أيام.. مر يوم وثان، مر أسبوع ولم يغادر، وفي الحقيقة كنا نرغب في ذلك فضلنا لو يظل هناك احترام بيننا ولو قليل.
في يوم الأحد بالضبط نادى على أختي الكبرى وأخبرها أن تعلمنا بأنه لن يذهب، وأنه لن يستطيع تركنا أو العيش بدوننا.. أين كان منذ اليوم الأول أو الثاني أو الثالث.. أسبوع لا نتكلم، وإن التقينا في الشارع ندير أوجهنا عن بعض.. أهذه حياة؟ المهم أختي نزلت وأخبرتنا، ولكن أمي لم تتمالك نفسها وذهبت إليه لتؤنبه وتطلب منه الطلاق. مرّت ساعة بالضبط ونزل الاثنان.. أخبرتنا أمي أن نسامحه بكل بساطة؛ لأنه والدنا وهو كذلك قال لنا أن نطوي الصفحة.. نطوي الصفحة؟؟ بعد أن اتهمنا بالتجسس عليه، وأننا لا نفعل شيئًا له ولا نحبه أهاننا كثيرًا، وهاهي أمي تقف إلى جانبه.. صعقنا وانصرف .. أخذنا نلوم أمي فرجع إلينا وأخذ يتحدث بصوت عال.. إنه ليس من حقنا التدخل، لم نملك أنفسنا أنا وأختي الأكبر مني بسنة، ورفعنا صوتنا عليه وأخبرناه أنه ليس لدينا أب ولا نريده.
منذ ذلك الوقت إلى الآن ونحن لا نكلمه سوى أمي وأكبر أخواتي. لم نَعُد ندري ماذا نفعل فحياتنا جحيم بهذا الشكل. أنا عن نفسي لن أسامحه على أي كلمة سمعتها منه تجاه أمي أو تجاهنا، ولن أسامح نفسي عما قلته. مرّ تقريبًا شهر ونحن هكذا وأمي تحاول أن تصلح الأمور، ولكن دون جدوى، وللعلم فقد علمنا أنه مصاب بمرض السرطان؛ وهو على حد قوله يخاف أن يموت دون أن نكون سامحناه.
أتمني أن يكون هناك حل لذلك.. آسفة على الإطالة، ولكن هناك مشكلة أخرى.. تعرضت لتحرش جنسي من طرف خال لي، ومن وقتها وأنا أمارس العادة السرية دون علمي بذلك، لكن عندما علمت توقفت عنها وبدأت أواظب على صلاتي. والحمد لله تحسنت كثيرًا.. أخاف أن أكون ضيعت نفسي دون علمي بذلك، وأحس كثيرًا بالضياع وأنني خذلت الجميع أهلي وأصدقائي وكل من يشهد بأخلاقي الحسنة وفوق كل هؤلاء الله.
أبكي كثيرًا، وأتمنى لو أتحجب وأكمل مسيرتي بشكل سليم
فكيف الوصول إلى ذلك؟؟
04/05/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك حقيقة لا تخفي عليك ولا على والدتك وهي أن العلاقة الزوجية بين الزوجين ضعيفة ومختلة وظيفياً. في نفس الوقت وربما ما منع انفصالهما هو وجود الأطفال والحرص على رعايتهما، ولكن رغم ذلك فمن الصعب القول أن هذه العلاقة الزوجية علاقة سعيدة.
سلوك البحث في هاتف والدك سلوك غير مقبول وربما هو أيضاً يعكس الاختلال الوظيفي العائلي الذي لا يشمل فقط الوالد والوالدة ولكن يشملك أنت وأختك. تشيرين إلى علمك أنت وأختك بخيانات الوالد، ولكن لا أظن بأن والدتك لا علم لها بذلك. خيانة زوجها لها أزمتها هي فقط وليست أزمتك أنت أو أختك.
ربما نجح والدك بالتخلص من هذه الرسائل الغرامية التي تشيرين إليها وفي نهاية الأمر هي رسائل فقط ولكن من الغريب أن هاتف والدك لا يصعب فتحه من قبل بقية أفراد العائلة. ربما ذلك يعكس سذاجته وثقته بك وبأختك.
مسألة خيانات الوالد وعبثه قضية تخص الزوجين، ومن الأفضل ترك حسم هذا الأمر لهما. علاقتك بوالدتك هي علاقة بنت بأمها وعلاقتك بوالدك علاقة بنت بوالدها، وما يعنيه ذلك بأن أي منهما لا يحتاج إلى وصاية منك ومن أختك.
لا أستطيع التعليق على قضية التحرش الجنسي التي تعرضت لها بالطفولة، ولكن يبدو أنك استطعت تجاوز هذا الأمر. كذلك لا أحبذ التعليق على مرض الوالد.
ما أنصح به هو:
١- التركيز على تعليمك.
٢- تحسين علاقتك بالوالد والاعتذار على اقتحامك لهاتفه.
٣- عدم الخوض في أي نقاش معه حول سلوكه الشخصي.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
أبي خائن أصبحت أكرهه!
أبي خائن عود على بدء!
أبي يخون أمي: ماذا أفعل؟