فضول عن اضطراب ما بعد الصدمة!!
وسواس قهري ديني شديد ملازم غير مفهوم
السلام عليكم، أولا أود وبكل سرور شكر هذا الموقع الذي بفضل الله ثم بفضله أفادني كثيرا في مجال الوسواس القهري وبالأخص الديني، وأشكركم أيضا على ردكم على استشارتي الأولى فقد كنت بحاجة ماسة إليها.
سأختصر لكم معاناتي ولن أطيل عليكم. عندما أشاهد المقاطع القصيرة تظهر لي أحيانا مقاطع لراهب لم تتحلل جثته أو مثلا مقطع لعائلة هندية على ما أعتقد وجوههم مليئة بالشعر كالقرود فتأتيني أفكار شديدة وملحة تدعوني للإلحاد أو المسيحية، وأشعر كأني في معركة وسط عاصفة، لا أبالغ لكني أقاوم هذه الأفكار بضعف.
فأنا في هذه اللحظة أنسى كل أدلة صحة الإسلام، وإذا تذكرت بعضها فإنها لا تقنعني والعياذ بالله. لكن بعدما أهدأ، ويظهر لي مقطع إسلامي أو يثبت صحة الإسلام أندم ندما شديدا. وأخاف من أن أكون قد صدقت هذه الأفكار وآمنت بها، أعلم أنكم قلتم لي أن هذه وسوسة ولا أحاسب عليها، لكن نقطة أن ردي بأن الإسلام دين الحق ضعيف يخيفني.
ثانيا: أصبحت أخاف من أن أفعل أو أقول أو أشتري شيء مخالف للشرع، فأصبحت أنتقي ألفاظي بعناية، وإن قلت شيئا بسيطا يقوله الناس العامة أجدد إسلامي احتياطا. حتى مثلا صار معي موضوع وهو موضع كارت الشاشة، وهو قطعة في الكمبيوتر تحسن دقة الشاشة وجودة الرسومات فيها، وأنا أحب هذه الأشياء كثيرا، لكن في يوم من أيام جاءتني فكرة بأنه يمكن أن يكون شراء كارت الشاشة حرام، لأنه يحسن الرسومات في الشاشة ويجعلها أكثر واقعية، لكني أحب هذا الشيء بكثرة، وكل لاعبي الكمبيوتر يمتلكونه، وأصبحت كلما أقرأ عنه أو أتذكره تأتيني أفكار بأن الدين متشدد (أستغفر الله) وأني أكره أحكام الدين المتشددة والعياذ بالله، وأخاف بعد ورود الفكرة من أن أقع بالكفر. وأيضا هناك العديد من المقولات الشهيرة التي يقولها عامة الناس أصبحت أتجنبها لأني أخاف أن تكون كفرا وأصبحت أجدد إسلامي باليوم تقريبا ٣٠ مرة.
فمرة قال لي صديقي (الله أكبر) لكن بصوت مضحك، أظن أنه كان يقلد صوت شخص آخر، ولكني ضحكت وأعرف أن هذا يمكن أن يكون حراما لكني ضحكت لكي أجامله، ثم أندم ندما شديدا وأخاف من كثرة تجديد إسلامي أن توبتي غير صحيحة. حتى وصل معي الموضوع إلى أني أخاف أن أضع يدي فوق كتاب التربية الإسلامية لأنه يحوي قرآن، ولا أتربع لكيلا تكون قدماي نحو الأعلى احتراما لله عز وجل، وأصبحت لا أمزح في حصص التربية الإسلامية خوفا من أن يكون هذا فيه استهزاء أو حرام.
أخيرا وآسف للإطالة وكثرة التفاصيل المملة جدا إلا أني أحتاج لذكرها كي تفهموني، دائما كلما يمدحني أو يمدح أحد أقاربي أحد أقول ما شاء الله عن نفسي وعن أهلي وجميع أقاربي خوفا من أحسدهم، وكلما أتذكر صفات حسنة في نفسي أخاف من أن أحسد نفسي وأظل أذكرها كل قليل، وأقول (لا قدر الله) على شيء سيئ خطر في بالي عن نفسي أو عن أهلي فهل يجب أن أستمر بهذا.
مرة أخرى آسف على الإطالة وهذا كل ما عندي من مواضيع أود أن أناقشها معكم، حتى وأنا أكتب أخاف أن أقول عنها معاناة لأن في بعض المواضيع ذكر لله تعالى، كالموضوع الأخير.
أرجو أن تريحوا قلبي بإجابة أعرف بها طريقي الذي سأسلكه للتعامل مع وضعي
وشكرا جزيلا لموقعكم ولجميع المستشارين
5/5/2024
رد المستشار
الابن المتابع الفاضل "مجهول" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع، الاستشارة التي استلمها الموقع من هذا الحساب كانت لأنثى اسمها "مجهول" كانت من فلسطين المحتلة وسنها 16 سنة، ولكن الاستشارة هذه المرة تجيئنا من ذكر من الأردن وسنه 21 سنة يقول أننا قلنا له بعدما شكرنا على ردنا السابق، وأشار إلى علمه بما قلنا فيه (أعلم أنكم قلتم لي أن هذه وسوسة ولا أحاسب عليها)... أخشى أن لصاحب الاستشارة أكثر من حساب على مجانين، أو أن هناك شخصان أحدهما ذكر والأخرى أنثى، نرجو أن توضح لنا هذا اللبس.
بالنسبة لموضوع استشارة اليوم دعني أخبرك أولا بما تداعى إلى ذهني حين قرأت قولك إنك شاهدت (مقاطع لراهب لم تتحلل جثته)! سبحان الله أنا يا "مجهول" أنا رأيت 4 أو 5 جثث لم تتحلل (كأنها حُنطت) ولمست جسمَ إحداها فضولا لأتأكد مما أرى وكان ذلك سنة 1994 إن لم تخني الذاكرة في مكان أثري اسمه مدينة البجوات، وهي كما يعرفها جوجل (مدافن مسيحية قديمة في واحة الخارجة في مصر .فيها كنيسة كبيرة من اللبن المكسي بالملاط، وعلى حيطانها رسوم لقديسين، فيها أكتر من 260 هيكل ومدافن، تعتبر من أهم وأقدم الآثار المسيحية في مصر) وأما ما رأيته فكان أن الحراس الموجودون في المكان كانوا يتسابقون لإخراج جثث ذكرتني بالجثث التي كانت في المشرحة وأنا طالب بكلية الطب -1980-1987-ولكن رائحة الجثث لم تكن رائحة الفورمالين كما في المشرحة لم تكن لها رائحة أصلا كانت جثثا مجففة، ولا إعجاز في هذا الأمر كل ما هنالك أن القديسين والرهبان والراهبات وغيرهم من المسيحين القدماء دفنوا في بيوتهم أثناء عصور الاضطهاد الروماني قبل دخول الإسلام إلى مصر، والدفن في الرمال مفرطة الجفاف يحفظ الجسم كأنه محنط وقد رأيت هذا بعيني وسببه مشروح، وأما العائلة التي (وجوههم مليئة بالشعر كالقرود) فلعلها طفرة جينية وراثية والله يخلق ما يشاء سبحانه.
وأما الرد على قولك (لا أبالغ لكني أقاوم هذه الأفكار بضعف.) فهو أن مشكلتك الحقيقية ليست في ضعف العقيدة وإنما في وجود اضطراب نفساني يؤدي إلى إشعارك بذلك الضعف، بداية لديك مهيئات للوسوسة مثل الدقة والمثالية إضافة إلى فرط الحرص على نقاء وصفاء وسلامة العقيدة على خلفية من فرط الخوف على فقدان الإيمان والذي نستطيع تشبيهه بأنه يبدو بالنسبة لك ككيس فارغ تمسكه بيديك في مهب الريح، وهذه مقدمات كافية ليكون عرض الوسواس هو وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق... وهو عرْض الوسواس القهري الناتج عن تفاعل فرط الحساسية للذنب كعامل تهيئة للوسوسة والتعمق في إحسان ومراقبة الإيمان كطريقة وسوسة.
قولك (أقاوم هذه الأفكار بضعف) ليس مطلوبا منك أصلا أن تقاوم هذه الأفكار وإنما يجب تجاهلها لا الدخول في جدال معها لن ينتهي إلا مرارا ليحسن إيقاع الموسوس في الفخ فيأتينا يقول عن وساوسه: أقاومها أحيانا وأنجح! لكن أغلب الأحيان أفشل، وهذا النجاح أحيانا يعمل بمثابة التعزيز المتقطع لمحاولات مقاومة الوسواس، أي يجعل إغراء المحاولة أكبر بالنسبة للموسوس.
(نقطة أن ردي بأن الإسلام دين الحق ضعيف يخيفني) مرة أخرى ليس مطلوبا منك أن ترد ولا أنت أهل للرد على الشبهات –إن أردت دراستها فافعل-وبعدها يمكنك الرد على الوساوس لكن الآن توقف عن اعتبار نفسك مكلفا بالرد، ولا تعاقب نفسك بذنب الجهل مثلما لا تعاقبها بذنب الوسوسة... وبالمناسبة ما يخيفك ليس ردك وإنما عدم قدرتك على استشعار إيمانك استشعار الواثق من دواخله، والسبب هو القابلية العالية للشك في معلوماتك الداخلية وسبب ذلك هو نقيصة عمه الدواخل، واضطراره إلى التفتيش في الدواخل.
يتجلى التعمق (التورع المرضي) في تحاشي الكفر/الشرك/الردة في أكثر من موضع منها (أصبحت أخاف من أن أفعل أو أقول أو أشتري شيء مخالف للشرع، فأصبح أنتقي ألفاظي بعناية، وإن قلت شيئا بسيطا يقوله الناس العامة أجدد إسلامي احتياطا) وكذلك (العديد من المقولات الشهيرة التي يقولها عامة الناس أصبحت أتجنبها لأني أخاف أن تكون كفرا وأصبحت أجدد إسلامي باليوم تقريبا ٣٠ مرة) ومن المهم هنا أن تدرك أن مريض الوسواس لا يخرج من الدين أو الملة أبدا بسبب وسواسه، حتى لو ظن أنه منه وليس من الوسواس لا يخرج! وسأضع لك أدناه عددا من الارتباطات الموضحة لما سبق والموجهة لما يجب فعله، لكن عليك أن تدرك جيدا أن حالتك بحاجة عاجلة إلى التشخيص الكامل ووضع خطة العلاج وهذا غير ممكن من خلال التواصل النصي مع المواقع، فأنت بحاجة إلى مقابلة مع طبيب نفساني إن أردت التعافي.
اقرأ على مجانين:
وسواس العقيدة وإلحاح الأفكار وتعدد الشبهات!
وسواس العقيدة: الفخ وطريق النجاة!
وسواس الخروج الدخول في الإسلام!
وسواس الكفرية: الخروج الدخول في الملة! م
وسواس الغسل: الخروج الدخول في الملة!
الوسواس القهري طرفة الغمر وخدعة اليقين!
وسواس الكفرية: الشرك والخروج الدخول في الملة!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>: بعد الفضول: وسواس العقيدة والخروج الدخول م1