السلام عليكم
أيها السادة كان عندي تساؤل عن طبيعة تفكير المرأة الجنسي، وكيفية حدوث انجذاب امرأة لامرأة أخرى. وكنت على يقين أنه من المستحيل أن تستثار المرأة الطبيعية، كاملة الأنوثة إلى أي مفاتن أنوثية، لأن هذا انجذاب ذكوري تماما. ولكن شاهدت حلقة للدكتور وائل أبوهندي يتحدث فيها مع الدكتورة هبة قطب عن شذوذ المرأة الجنسي وقال فيها أنه ليس بغير طبيعي أن تستثار المرأة جنسيا من مفاتن مرأة أخرى لأن الله خلق المرأة جميلة ومغرية جسديا. لكن اعتراضي هنا في سبب الاستثارة، فجسد المرأة يثير الشهوة الذكورية الإرسالية، وهي عكس شهوة المرأة والتي تكون أنوثية استقبالية.
فبالتالي أنا أرى أنه من الشذوذ أن تستثار المرأة جنسيا من جسد ومفاتن مرأة أخرى، لأنها تستعمل شهوة عكس الأنوثة وعكس فطرتها، وبالتالي عندها اضطراب في الأنوثة الجنسية، مما يجعلها مفتقرة التفرقة جنسية أي التزام العقل الباطن بالغيرية الجنسية. وأيضا ليس منطقيا أن يخلق الله المرأة بميول مثلية ولو كانت قليلة في طبيعتها بدون أي مؤثرات خارجية. ولي تعليق على أن جسد المرأة مثير لأي شخص كما قال الدكتور وائل، فبعيدا عن أنه لا ينبغي أن يكون مثيرا بتاتا للنساء، فهناك رجال شواذ لا يطيقون حتى النظر إلى جسد امرأة في أي عملية جنسية، بسبب زيادة أنوثتهم الجنسية وشعورهم بأنهم لا يختلفون عن المرأة. فمعنى هذا أن أنوثتهم أقوى بكثير من أي امرأة تستثار جنسيا من جمال امرأة أخرى. سؤالي هنا، كيف تكون امرأة بهذه الحالة طبيعية؟ وكيف تتساوى مع امرأة مستقيمة الميول فعلا؟؟؟
وشيء أخير أريد أن أقوله، هو أن النساء تحزن كثيرا ويمكن أن تطلب الطلاق إذا علمت أن زوجها شاذ حتى لو كان لا يمارس هذا الشذوذ، وأنا أيضا إذا عرفت أن زوجتي يمكن أن يعجبها وتستثار جنسيا من النظر إلى مرأة أخرى، سأشمئز منها تماما لأن هذه خصلة ذكورية بحتة، وأنه ليس بعذر أن جسد المرأة مغري للأسباب التي ذكرتها.
فكيف يقول الدكتور أن هذا شيء طبيعي ويجعلني أكره جنس النساء كله...
وشكرا.
7/5/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
قضايا التوجه الجنسي تثير الكثير من الفضول في الوسط الإعلامي الشرقي ويتم طرح الكثير من الآراء من منظور ديني وبيولوجي واجتماعي. في نفس الوقت ترى الإعلام الغربي يكثر بل ويسرف في انتقاد التعامل مع التوجه الجنسي المثلي في العالم الشرقي ولا يقتصر ذلك فقط على العالم العربي والإسلامي.
استعمال كلمة شذوذ جنسي غير مرغوب فيه وخاصة في الوسط العلمي والطبنفساني ويفضل استعمال مصطلح توجه جنسي. في نفس الوقت يجب توخي الحذر عند الحديث مع استعمال بعض المصطلحات وبالذات الانجذاب والاستثارة والجمال. الانجذاب قد يكون فكرياً وعاطفياً وروحياً. الاستثارة أيضاً قد يكون لها بعد روحي وفكري وعاطفي، ولكن هناك قطب ما يتم التوجه إليه ويتحول الانجذاب والاستثارة إلى طاقة جنسية وهنا يكون الحديث فقط عن الغريزة الجنسية لا غير. أما الجمال الذي يتم الإشارة اليه في مختلف الأدبيات فهو ليس الجمال الذي يؤدي إلى انجذاب جنسي وإنما الكمال في التصوير الذي له مواصفات تشترك فيه كافة الملل وتطرق إليه الموقع سابقاً.
الآراء الدينية بخصوص انجذاب واستثارة امرأة بأخرى ربما يجب حصره في إطار الانجذاب والاستثارة أعلاه وهو البعد العاطفي والروحي والفكري ولا يعني ذلك بالضرورة فقط الانجذاب الجنسي. يمكن ملاحظة ذلك في تفسير بعض الآراء التي تم الحديث عنها في أدبيات ابن رشد وقصائد جلال الدين الرومي رحمهما الله. لكن مصطلح انجذاب واستثارة يتم تفسيره بسرعة من قبل المستمع بأنه الحديث عن الجنس وفي هذا الإطار المثلية الجنسية. كذلك يجب القبول بأن الآراء التي يتم طرحها هي آراء شخصية قد لا نتفق معها ولكن يجب احترامها.
وفقك الله.