رد المستشار
للسائلة الكريمة نقول إن العمر المبكر الذي تشير إليه لا تنطبق عليه عادة القواعد التربوية المعتادة من ثواب وعقاب، ولا ينبغي التشدد مع الطفل في مسألة التعويد على الإخراج في المكان المخصص له قبل بلوغه سن العامين حيث يتأخر نضج الأعصاب المتحكمة في عملية التبول والتبرز أحيانا إلى هذا السن رغم أن معظم الاطفال يكون لديهم القدرة على التحكم في الإخراج بدء من سن 18 شهرا إلا أن بعضهم تتذبذب لديه هذه القدرة ولا ينبغي الحكم على الطفل بالتأخر في هذه المهارة قبل بلوغه العامين.
والمهم في هذا السن هو إظهار الحنان والعطف للطفل وكثرة ملامسته واطمئنانه إلى الأمان في حضن أمه وأبيه وتثبيت الثقة المطلقة في حبهما له وحرصهما عليه دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى، ولتعلم الأم أن الطفل في هذا السن يفعل كثيرا من التصرفات التي تعتبرها من قبيل سوء الأدب على سبيل التجربة لا أكثر، فهو يلقي بالطعام على الأرض مثلا ليكتشف الفارق بين سكب الطعام الصلب وسكب السوائل على الأرض وكيف تنتشر الأخيرة على سطح الأرض بينما يصطدم الجسم الصلب بالأرض وقد ينكسر وهكذا، فهو لا زال في مرحلة اسكتشاف الخواص الفيزيائية للأشياء فينبغي على الأم التأكد من وجود البيئة الآمنة التي يستكشف فيها الأشياء من خلال ألعاب لا تضره ولا يضيره رميها أو كسرها ولا ينبغي لها أن تترك له الطعام ليأكل بنفسه فيرميه على الأرض.
ولا تبدأ عملية التعزيز الإيجابي والسلبي (أي الثواب والعقاب) على الأفعال إلا بعد إكمال السنة الثانية من عمره فإذا أكملها بدأنا تعويده على السلوكيات القويمة بالمدح والمكافأة عليها وتنفيره من السلوكيات غير المرغوب فيها عن طريق العقوبات البسيطة غير المؤذية كالإعراض عنه لفترة بسيطة أو الإمساك بيده التي رمى بها الشئ فكسره لعدة ثوان وهكذا.
وأخيرا نلفت نظر الأم الكريمة إلى أن الطفل أناني بطبعه فالإنسان يولد أنانيا ثم تغرس فيه قيم العدل والإيثار فيما بعد فلا ينبغي لها أن تقلق من حب الطفل لامتلاك الأشياء - وأولها الأم بذاتها - فهي طبيعة لا تلبث أن تتغير بمرور السنين ومراحل النمو لشخصيته
والله المستعان