السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سيدة في الثلاثين وزوجي يكبرني بخمس سنوات، تزوجنا منذ 12 عاما، مشكلتي هي عدم الارتواء النفسي الجنسي.. فلقاءاتنا لا تتعدى الخمسة في الشهر في أحسن الأحوال وقد تنخفض إلى مرتين أو ثلاث بوجود المرض أو المشاغل.
وزوجي يعتبر وضعنا طبيعيا جدا، وقد فاتحته في الموضوع مرات ومرات ومرات دون جدوى، وقد يتحسن الوضع أسبوعا أو اثنين ثم يعود إلى ما كان عليه، والعقبات التي تعوق استمرارنا على نفس الوتيرة: مشاكل العمل، والتعب، ومشاكل الأولاد، وهموم وقضايا الأمة ونشرات الأخبار.
ومما يضايقني كثيرا أنني قد أتزين له وألبس ثيابا مثيرة يحبها حتى إذا ما جلست قربه يتصرف وكأنه لم يرني بل يتابع مشاهدة التلفاز ويقلب من محطة لأخرى، وعندما أقول له أنا ذاهبة للنوم يقول حسنا سألحق بك بعد قليل وكأنه لم يفهم دعوتي له؛ فأذهب إلى الفراش وقد أبكي وأتقلب طوال الليل ولا يشعر أنه قد أخطأ بحقي أبدا. أما إذا أهملت زينتي وانشغلت بأسرتي فإنه يشكو ويتذمر.
وقد يقول قائل: لماذا لا تعذرينه إذا كان متعبا حقا أو مشغول البال؟ فأقول إن ما يثير حنقي أن بدايتنا كانت خاطئة أصلا.. فمنذ الأسبوع الأول لزواجنا لم نلتق إلا مرتين فقط، كما أنه تركني منذ اليوم الثاني لزفافنا وذهب لقضاء حاجة لأحد أصحابه طوال اليوم ليعود في المساء متعبا ويغفو وأنا أتكلم معه، وعندما عاتبته على ذلك قال: إن حنظلة (غسيل الملائكة) لبى داعي الجهاد وهو في ليلة عرسه!! وتكرر الأمر كثيرا فكان يعود كل يوم من عمله في التاسعة مساء ليتناول العشاء ثم يتركني في كامل زينتي ويوليني ظهره وينام، فأنسل إلى غرفة أخرى أبكي وأبكي.
واليوم أرى أن جذور مشكلتنا تكمن في الماضي لكنه يرفض فتح الدفاتر القديمة رفضا قاطعا، وقد تجرأت قبل فترة وطلبت منه أن نناقش الأمر كي ننتهي منه فوافقني، ثم لم يلبث أن بدأ يسخر من كل ما أتفوه به حتى ندمت على طرح الموضوع وتوسلت إليه أن يكف عن السخرية وأن يعتبر الموضوع لم يفتح أصلا، وبعد توسلات وافق على إغلاقه وعاد يتصرف بشكل طبيعي ضاربا عرض الحائط بمشاعري المجروحة ودموعي.
لكنني لم أستطع أن أغفر له ففي قلبي نار تحرق صدري وقد بدأت من يومها أشعر بخفقان ونوبات صداع تتكرر بضع مرات في اليوم، وحتى هذه يرفضها ويقول إن العلاج بيدي بأن أخرج التفكير بهذا الأمر من رأسي تماما وعندها سأرتاح، ويطلب مني أن أنسى الماضي تماما، وكيف أنساه وما زال المشهد المؤلم يتكرر رغم مرور كل هذه السنوات ولم تفلح كافة المناقشات والتلميحات والتصريحات والاحتجاجات في إيصال حقيقة أنني بشر لدي رغبات وأنني أريد أن أشعر أنني مرغوبة منه (للعلم فأنا أعد من الجميلات وعلى درجة عالية من الثقافة، وقد طلب يدي بناء على رغبته رغم اعتراض أهله وكان يتوقع من أهلي رفضه).
وها أنا أضع مشكلتي بين أيديكم علكم تنصحونني بما يفيدني، فليس لدي من أستطيع البوح له؛ فأنا خجولة لا أستطيع أن أناقش مثل هذه الأمور مع أي إنسان وأمي لا تهتم بي مطلقا، بل إنها تذكرني بين فترة وأخرى بمشاكل قديمة كنت قد حدثتها بها.
وزوجي كما ذكرت يرى الوضع طبيعيا وأن حدوث مشكلة بين الحين والآخر أمر صحي ولا ضرر منه
وليس مهما أبدا حل مشكلة استمرت 12 عاما!!!
12/05/2024
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
في بداية الأمر لابد من الإشارة إلى عدم وجود اضطراب نفساني ولكن هناك مشكلة نفسانية عائلية مزمنة تتعلق بالعلاقة الزوجية بينك وبين زوجك الفاضل. لا يمكن الاستهانة بزخم هذه المشكلة والدليل على ذلك صراحتك في الطرح وعدم التطرق إلى ظروف بيئية أخرى ولا الأداء الوظيفي للعائلة كمجموعة تضم الأطفال. كذلك لا يوجد دليل على إصابتك زوجك باضطراب نفساني يستحق مراجعة استشاري في الطب النفساني أو معالج نفساني.
الجانب الأول للاستشارة يتعلق بالحياة الجنسية بينك وبين زوجك. هذه العلاقة لا تلبي احتياجاتك الجنسية ولكن لا يعلم أحد إن كانت تلبي احتياجات زوجك الجنسية. قد يركز البعض على معدل الفعالية الجنسية ويستنتج بأن حدوث ذلك مرة واحدة أسبوعياً ليس بالأمر الغير معروف بعد اثني عشر عاما من الزواج، ولكن بلا شك أن جودة الفعالية الجنسية الأسبوعية لسبب أو لآخر دون المقبول لك وربما قد يكون ذلك السبب الوحيد. لكن من جهة أخرى التواصل الجنسي بين الرجل والمرأة لا يقتصر فقط على ممارسة الجنس على فراش الزوجية وإنما يمتد إلى الحديث والنظرات والمداعبة وغير ذلك. لا يوجد في رسالتك ما يشير إلى إكتراث زوجك بهذا الأمر وضعف الاندفاع الجنسي في صميم شخصيته، فسلوكه هذا لم يتغير منذ اليوم الأول من الزواج، وعلى عكس ما يتصور الكثير فإن التواصل الجنسي والفعالية الجنسية تصل ذروتها في العقد الثالث من العمر وتكون أكثر نضجاً ومتعة.
الجانب الثاني من رسالتك يتعلق بالرابط العاطفي بينك وبين زوجك. من يقرأ الاستشارة أكثر من مرة لا يعثر على عاطفة حب تثير الإعجاب وقد يكون تفسيرك ذلك إهمالك التطرق إليها بسبب مشاعر الغضب التي تشعرين بها تجاه زوجك. من جانب آخر وهذا ما أميل إليه هو عدم تجاوزك الشعور بالنبذ من قبل زوجك حين أهمل مشاعرك في الأسبوع الأول من الزواج. هذه الأزمة النفسانية لم يتم يتجاوزها منذ ذلك الوقت لسببين الأول بأنها صدمة نفسانية لأية زوجة ويصاحبها شعور بالغضب لابد من كبته والسبب الثاني فشل زوجك إدراك أهمية الجانب العاطفي في العلاقة زوجية. بالطبع قد تكون هناك عوامل بيئية أخرى لم تتطرقي اليها تفسر عدم التخلص من هذه الصدمة وآثارها.
الطريق لحل هذه الأزمة بين الزوج وزوجه يتم تقليدياً بالحديث الصريح بينهما حول فشل أحد الطرفين في تلبية احتياج الطرف الآخر. يجب أن تفسحي المجال لزوجك التفكير بهذا الأمر وتفسير سلوكه وإن كانت هناك ظروف بيئية تلعب دورها أو أن هناك عوامل تتعلق بك تعلل بروده الجنسي وعدم الانتباه إليك. مهما كانت الأسباب فالحل دوماً يشمل تقارب الزوجين عاطفيا والخروج سوية للترفيه خارج البيت وقضاء إجازة بعيداً عن أجواء المدينة والعمل. كذلك لا يوجد حرج في أن تعلميه ما تحبين أن يعمله وهو الآخر أن يطرح طلباته.
الجانب الغير تقليدي لحل الأزمة أحيانا هو الأسلوب المعاكس والذي يعني إهمالك له جنسياً ورفض طلباته. هذا الأسلوب غير مرغوب فيه ولكن يمارسه البعض لتحريك مشاعر الطرف الآخر.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
زوجي لا يهتم!
زوجي لا يشبعني جنسيا!
زوجي لا يقربني!
زوجي يتركني، ويستمني!!