إلى اللجنة المشرفة على الموقع حفظهم الله، أود عرض مشكلة أخي البالغ من العمر35 سنة مع زوجته التي تحاول أن تقدرنا كأهل زوج، مؤخرا تعرضت طفلتها ذات الـ6 سنوات لمحاولة اغتصاب في سطح منزلهم، ولم يُبد أخي رد فعل مناسب تجاه الموقف، أو بطريقة أخرى كان مرعوبا وخائفا -على حد وصفها- مما أغضبها ودفعها إلى تجاهله والاستغاثة بأحد الجيران الذي كان أشد تفاعلا مع الموقف من أخي (أبو الطفلة).
وقد كان هذا الحدث الحد الفاصل لانقطاع كل سبل الاحترام؛ حيث لم تكن هناك مودة بينهما أساسا، المشكلة أن عدم احترام الأم للزوج أمام الأولاد ينعكس عليهم مما يؤدي إلى استخفاف الأولاد بأبيهم تجاه ذلك.
مثلاً: ابنه الأكبر البالغ من العمر 9 سنوات يسخر من طريقة نطق أبيه (حيث إن لديه عيوبا شديدة في النطق والسمع منذ صغره)، واستحقارها له زاد كثيرا بعد هذه الحادثة حيث إنها يمكن أن تقذفه بـ(الريموت)، حتى في العلاقة الزوجية الخاصة وفي كلامها معه يظهر جليّا أثر الاستخفاف والاستهزاء به، مع العلم أنها أثقلته بالقروض -التي لا تسعى بها إلى تسديد ديونهم- بل لإصلاح المنزل المستأجر وتأثيثه وشراء الملابس الغالية لها ولأطفالها، وإدخال أطفالها المدارس الخاصة، وهي سعيدة بذلك طبعا حيث إنه مطيع لها في ذلك.
- هل المشكلة تكمن في أخي الذي لم يكن رجلا بالقدر الكافي؟؟ - أم فيها هي وتقبُّلها للطرف الآخر حيث إنه كان يعجبها في كونه لا يملك الرجولة الكافية عندما تسيِّره كيفما تريد؟؟
وأريد أيضا السؤال عن الأخ الأصغر البالغ 22 عاما حيث إنني أشك في أنه مدمن للحشيش فيكف أتأكّد من ذلك؟
وإن كان صحيحا فكيف أقنعه بالعلاج... ولكم جزيل الشكر.
19/5/2024
رد المستشار
بني العزيز:
ما فهمته من كلامك أن عدم تفاعل أخيك التفاعل الكامل عند رؤيته أو حضوره واقعة محاولة اغتصاب ابنته، هو ما جعل زوجته تكف عن احترامه وتبدأ في ازدرائه والتهكم عليه علنا وفى حضور الأبناء، مما دفعهم هم أيضا للسخرية والتهكم عليه.
ولكن الحقيقة التي رأيتها في سطور كلامك أن أخاك -أساسا- شخص ضعيف في كثير من الاتجاهات، بداية من الإعاقة في السمع والكلام، وهى لا تشكل دائما مشكلة لأصحابها بالعكس أحيانا يكونون من المبدعين الأقوياء. ولكنها على ما يبدو ذات أثر سلبي على أخيك، بدليل خوفه الشديد وفزعه في موقف يفترض أن يثير كل خلايا الجسم لإفراز الأدرينالين الذي قد يؤدى إلى تصرف أهوج وغير محسوب، بمعنى أنه أحيانا مع الانفعال الشديد في مواجهة موقف مثل هذا الموقف يتصرف الإنسان بتهور وبدون وعى أو تفكير، مثل أن يهجم على شخص أضخم منه، أو شخص يحمل سكينا. أي شيء من هذا القبيل.
لكن ما حدث أن أخاك انكمش وارتعش وهذا في نظري دليل على ضعفه العام والموجود في نفسه من قبل.
إذن -وحسب كلامك- لم يكن بينه وبين زوجته مودة، لا يا سيدي هو لم يكن بينهما احترام من البداية ولا تقدير، وجاءت هذه الحادثة لتمنح زوجته سببا أو ذريعة للمجاهرة بالاحتقار والتعالي، فليس بمقدور أحد أن يلومها إذا ألقت الريموت في وجهه، أو سبته، أو طردته، جاءتها هذه الحادثة لتنقذها من تمثيل دور الزوجة التي تهتم بزوجها أو تحترمه، ولكنهما على خلاف دائم "ليس بينهم ود" هي الآن تستطيع أن تتصرف على حريتها، وأنا لا أعرف ظروف هذا الزواج ولا كيفية إتمامه ولكن ما أعرفه أن من سيدفع الثمن هي نفس هذه السيدة، ولكنها ستدفعه لأولادها أيضا.
فإذا كانت لا تبالي أن يسخر الولد من أبيه وألا يحترمه.. فإن هذا هو الدرس الأول في عدم احترام الكبير أو الاهتمام به، وسيلتفت إليها -في يوم من الأيام- هذا الولد بعدم الاحترام والازدراء والسخرية، هذا إذا تركنا الأثر السلبي على شخصيته جانبا.
لست أدرى من سيقنعها بتغليب مصلحة تربية الأبناء على شعورها بعدم الاحترام لزوجها، على الأقل هي تزوجته واختارت، ولكنهم لم يختاروا أن يولدوا، بل جاءت بهم إلى الدنيا
والطفلة التي تعرضت لمحاولة اغتصاب؛ هل تم معالجة أثر هذه المحاولة في نفسها؟ هل يتابعها أحد؟ هل يراقب شخصيتها وانفعالاتها أحد؟
سيدي..
أعتقد أنك وما دمت مهتما فأنت أولى الناس بمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه الأسرة، حتى لا يتفاقم الأمر ويصل الجميع إلى ما يستعصي على أي علاج أو تدخل.
بالنسبة لأخيك الذي تشك بإدمانه، أنت لم تذكر أي أعراض.. مثل السهر ليلا والنوم نهارا أو احمرار العيون أو سرقة المال، لكن عموما هناك حاليا تحاليل متطورة تكتشف هذا الإدمان في مراحله المبكرة.
فأنصحك أن تدعي أي فكرة تجعله يوافق أن يذهب معك لأقرب معمل؛ تحاليل لأخذ عينة دم.. "أي فكرة".. ومع حصول المعمل على العينة أرسلها إلى حيث يتم تحليل السموم في مصحات علاج الإدمان، وحينئذ ستعلم.
أعانك الله.