السلام عليكم
أحب شابا منذ 4 سنوات، وهو محترم ونحن على درجة عالية من التفاهم، خطبنا قبل 4 أشهر وسافر، لكن حدثت المفاجأة، حيث إن والديه غير مريحين، فأمه للأسف كذابة، وهذا ليس تجن والله، فهي كثيرة الكلام، ومن كثر حديثه كثرت زلاته. ومن الأحداث التي حصلت فإن والديّ رفضا إتمام الخطبة، ووالديه لم يردعهما شيء حتى أنهم دخلوا بيتي في العيد ولم يتفوها معي بكلمة أمام أهلي.
أعدت "الدبلة" لخطيبي وسافر، ولكن لم يهدأ بالي ولم أكف عن الدعاء، فأنا لم أقترف أي ذنب مع أهله، وأحب الشاب وأثق به في هذا الزمان، وبصراحة أنا أشعر بالندم.
لقد قطعت اتصالي به.. أنا ـ والحمد لله ـ من عائلة محترمة وغنية وجميلة، وهو كذلك، ولكن تعامل والديه سيئ مع كل الناس، حتى مع أقاربهم، وهما ليسا متدينين ولا اجتماعيين أبدا، وأهلي غضبوا من تصرفات الجفاء من ناحية أهله تجاهي، وبدءوا بالتساؤل: كيف يمكن أن تعيشي مع هؤلاء؟
علما أن والديه كانوا يعاملونني بطريقة لطيفة جدا قبل الخطبة وفي فترة تعارف الأهل، وأعجبوا بي جدا وأظهروا حبهم واحترامهم. ثم تغيروا دون أي تصرف سيئ مني.
أنا أرضيت أهلي وتركت خطيبي، ولأني اقتنعت بالموضوع إلى حد ما. خطيبي لم يقم بأي شيء سوى الاعتراف بأغلاط أهله، وطول لسان أمه، وأكد أنهم لن يؤثروا على حياتنا، وظل يقول لي إنه ليس له عليهم سلطة.
الآن أنا في حيرة وندم، أنا أريد ذلك الشاب وخائفة من عدم تسوية الأمر لاحقا. انصحوني ماذا يمكن أن أفعل؟
أنا لم أقتنع بكلام خطيبي أن أهله لن يؤثروا على حياتنا؛ لأننا لا يمكن أن نستغني عن أهلنا.
وسؤالي التالي أيضا: هل يمكن للأهل أن يؤذوا أولادهم، ويهينوا بنات الناس دون أن يراجعوا أنفسهم أو يعتذروا على الأقل؟
هل توجد نفوس بهذه القسوة؟ أنا أرجو الله في صلاتي أن يهدي أهله ليصلحوا غلطتهم أو ينتقم منهم لأنهم ظلموني، وليس الموضوع فقط هو الحب، بل التفاهم والاتفاق في هذا الزمن الذي كثرت فيه المصالح والخدع حتى في الزواج.
ماذا أفعل؟
إذا كان هناك حل.
15/5/2024
رد المستشار
السلام عليكم.
لقد وصلتني رسالة قد يكون مرسلها خطيبك فالتشابه واضح في الموضوع والألفاظ، وعرضت على الموقع تحت عنوان: خطيبتي تهدد ..أبعد أهلك وإلا!
تسألينني عن قسوة القلوب، وأجيبك أن رب العالمين يصف بعض القلوب بأنها كالحجارة أو أشد قسوة في سورة البقرة، فانظري حولك لتري ما تعرضه علينا الأحداث حولنا من غلظة حقيقية، وأسألك بدوري عن القلوب الرقيقة، أين هي في حالتك.
تعلمين أن أحدا لا يحقق جميع ما يرغب، فلا بد من مصاعب في الحياة، ولذلك نلجأ لترتيب الأمور حسب أهميتها لنا، قرري بصدق مدى تمسكك، وحرصك على هذا الشاب، فإن كنت محبة له كما تقولين من 4 سنوات لا بد أنك سمعت بعض الأمور عن والديه وشخصياتهم، ولمست كم هو مختلف عنهم.
نعم عزيزتي، لا أحد يستغني عن والديه، ولكن قد يستقل عنهما ويصاحبهما في الدنيا بالمعروف رغم الاختلاف معهم وعنهم، ألا يكفي اختياره لك دليلا على استقلاليته.
ضعي ما تريدينه من فتاك في صيغة إيجابية وخطوات محددة، وانظري هل تستطيعين تطبيقها بنفسك في علاقتك مع والديك، وهل إذا فعلها ستزيد من درجة تقبل أهله لك، لقد أكد لك أنه لا سلطة لوالديه على حياتكما، وهذا هو المهم في الأمر ويجب أن تتعلمي تقبل اختلافهم عن والديك وأسرتك، وأن بإمكانك رسم حدود العلاقة معهم بشكل رسمي.
عزيزتي، لماذا تدعين عليهم؟! هم لم يظلموك، بل تصرفوا بطبيعتهم وحسب قناعاتهم، ولا يعتبر عدم تبنيهم لقيم أسرتك ظلما، فكلّ يعيش وفق منظومة قيمه الخاصة، وعلينا احترام اختلافنا عن بعضنا ببساطة.
وضحي لأهلك المتفهمين أنك قادرة على تجاوز مواقف أهله مقابل سعادتك واستقرارك مع من تحبين، وإن كانوا –كوالدين- أكثر تفهما من والدي الشاب سيرحموا مشاعركم، لكن الخطوة الأولى يجب أن تكون مع نفسك؛ لتقرري هل أنت قادرة على القيام بالموازنة بين مشاعرك تجاه الشاب وسلوك أهله، فكما تعلمين لكل شيء ثمن، فهل تستحق حياتك وسعادتك شيء من المرونة مع والديه والتزام الحد اللازم فقط من التعامل معهم؟ فأنت مضطرة للتعامل معهم، ولكن في الحدود التي تريدين، قدري بنفسك ثمن سعادتك وهل تقدرين عليه.
لا تجعلي وضعك الاجتماعي وشبابك سببا في عنادك، فكما تقولين، الانسجام الحقيقي لا يستهان به ويستحق التضحية ببعض الشكليات.
أرجو أن يوفقك الله لما فيه خيرك وسعادتك.