السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: أشكركم على الموقع الرائع، فجزاكم الله كل خير، وربنا يكتبه في ميزان حسناتكم. أنا من المتصفحين لصفحة استشارات مجانين منذ أكثر من سنتين، وقد استفدت منها الكثير حقيقة.
والشيء الذي جعلني أتشجع لكتابة مشكلتي التي لا أدري إن كانت مشكلة تستدعي أن أكتبها أم لا!! المهم أني أحسست بأنني أريد أحدا يسمعني؛ خاصة أنه يتحلى بهذه الصفات من حكمة وعلم وقرب من الله تعالى (نحسبكم كذلك، ولا نزكي على الله أحدا).
أولا: أعرفكم بنفسي:
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، كنت طيلة حياتي مجتهدة ومن الأوائل في مدرستي وهو حال كل إخوتي أيضا. أبي مدرس في الابتدائية، يتصف بالحكمة والوعي؛ فرغم أن عائلتنا كلها بنات فإنه كان دائما يفتخر بنا أمام من يريد أن يعيب هذا الشيء، وكان دائما يقول لنا: أريد أن تكون كل واحدة منكن صاحبة مهنة ولها راتبها الخاص، ويجب ألا تخفق إحداكن.
ولكن على الرغم من هذا ورغم طيبته فإنه لا يصلي، وعلاقته بربنا يكسوها الفتور؛ أي أنه من الناس الغافلين عن الله -عز وجل-، وأمي ربة بيت، ورغم أنها لم تحظَ بفرصتها في التعليم لظروف البلاد التي مرت بها في ذلك الوقت والتي لم تتح الفرصة للكثيرين بالتعلم فهي تحب العلم جدا، وكرست كل حياتها وجهدها لكي يكون كل همنا الدراسة، فكنت -والحمد لله- أحصل على نتائج جيدة في كل المراحل، رغم أني لم أكن بتلك القوة في المرحلة الثانوية؛ لأن الثانوية كانت في مدينة أخرى، وكنا نضطر للذهاب مند السادسة صباحا ونعود السادسة مساء بالحافلة؛ فلم تكن نتائجي نتيجة جهد معتبر، فلم أكن راضية عن مستواي، ولو أني بذلت أكثر لوجدت أكثر في المرحلة الجامعية.
تخصصت في نفس التخصص الذي كان فيه أخي، وكنت أستغل وقتي جيدا، وكنت موفقة -بحمد لله- في دراستي، وأحصل على أعلى النتائج على مستوى الطلبة كلهم، رغم أني كنت في كل مرة أخاف كثيرا كلما اقترب الامتحان، وأحس أنني لن أحصل على نتائج جيدة، وهذا ما كنت أقوله لرفيقاتي كلما انتهينا من اختبار، وأجد نفسي بعد خروج النتائج أنني أحصل على أعلى النقط، ولا تتصوروا كم تكون فرحتي. تخرجت في الجامعة، وقد حصلت على منحة للخارج؛ لأني كنت أول طالبة على السنة كلها، ورغم نجاحي هذا في الجامعة فإنني كنت دائما أحس أنني لا أستحق هذا النجاح، وأعزوه إلى أخي الذي كان يساعدني ويدعمني معنويا، وكنت أستفيد من كراريسه وكتبه، لكني لا أنكر أنني قد قمت بواجبي والحمد لله، وهو الذي كان يحلم بأن يدرس في الخارج، وأنا لم يكن هذا طموحي.
المهم أنني أتيت إلى هذه الدولة وهي في شرق آسيا، ودرست في السنة الأولى لغة هذا البلد، وكانت نتائجي طيبة، وفي السنة الثانية درسنا بعض المقررات، ولكن كانت باللغة المحلية للبلد وليس بالإنجليزية؛ ورغم أنني لم أكن أفهم شيئا كنت أذهب للفصل مع الطلبة حتى أحس أنني أديت واجبي، ولكن كنت لا أستطيع أن أكمل الحصة في بعض الأحيان؛ لأني أحس أن قلبي مضغوط ويعتصر؛ لأن الطلبة يفهمون وأنا لا أستطيع، وأقول: لو أنهم درسونا بالإنجليزية لكان باستطاعتي الحصول على نتائج بجهدي أنا حتى أكون راضية عن نفسي، وأكون أمينة مع أهلي أيضا. المهم أننا نجحنا في السنة الثانية بمساعدتهم طبعا، ولا أنكر أنني عندما يقترب الامتحان أذاكر ما أستطيع فهمه من علاقات وأشياء رياضية ليس لها علاقة باللغة في هذه السنة.
وأنا في السنة الثالثة لم تكن لنا امتحانات، وهنا المشكلة؛ وهي أننا نقوم بعمل البحث المقرر تبعا للرسالة، لكني دائما كنت محبطة، ولم أجد نفسي متأقلمة أبدا، منذ أن انتهينا من سنة اللغة كما قلت؛ فلا أستطيع حتى أن أتعامل مع المشرف، وكنت أجلس في غرفتي وأتصفح الإنترنت في المواقع التي لها صلة بموضوع بحثي، ولا أذهب للمعهد. كنت في معظم الأحيان أدخل غرفة دردشة على الإنترنت لكن في غرفة معينة وهي غرفة إسلامية. لم يكن هدفي أن أدخل للتعرف أو أي شيء من هذا؛ ولكن حتى أشعر أني لست وحدي، ولأني -والحمد لله- من عائلة محافظة. لكن كنت أشعر أني أعمل شيئا خطئا؛ لأني داخله للدردشة، ولأني لو كنت في بلدي ما دخلت للدردشة، رغم أن الغرفة -كما قلت- إسلامية، كلها محاضرات ودروس، وحتى لا يمكن للبنت أن تتكلم بصوتها.
المهم، أعرف أنه هروب من الواقع الذي أعيشه، وحالة الضعف التي أنا فيها. أحس أنني فاشلة، وليس بإمكاني عمل البحث. إحساسي بأني فاشلة دائما يراودني؛ خاصة أنني لست قوية في اللغتين الفرنسية والإنجليزية، لكن بإمكاني أن أدرس بهما؛ أي أني أستطيع المذاكرة بالإنجليزية أو الفرنسية، لكن لا أستطيع التحدث بهما بطلاقة، وهذه نقطة ضعف فيَّ منذ البداية؛ حيث لم نكن نهتم باللغات. أحس أنه ليس لدي ثقة في نفسي، وعندي حالة اكتئاب منذ نضجي، رغم أن عندي إحساس عميق بأنني لدي صفات طيبة؛ وهي أني أتسم بالحكمة، وهذا ما يقوله لي إخوتي، وكذلك أنا إنسانة طيبة، وأحب الخير لهم؛ حتى إن أمي تستلطفني؛ لأني لا أعصيها، ولا أسيئ الكلام معها. المهم أني أتسم بالهدوء في تصرفاتي مع الجميع أيضا؛ فأنا لا أحب عمل صداقات كثيرة، علاقاتي محدودة جدا، ولكن تكون جيدة، وفيها مشاعر أخوية.
طبعا أنا أتكلم عن البنات؛ فليس لدي أي علاقات مع الشباب، ودائما كنت أحس بطيش وبسوء أخلاق كل من تكون لها علاقة مع شاب، وتزعم أنها ستكلل بالزواج.. ربما يوحي هذا بأنني انطوائية، وهذا ما أحسه أحيانا. المهم أنني الآن أحس بالفشل وعدم القدرة على عمل رسالة الماجستير التي يهمني أن أنجح فيها لعدة أسباب؛ وهي: أن يكون هذا فخرا لوالدي اللذين تعبا من أجلنا كثيرا، وحتى يكون سببا لأن يرجع أبي إلى رحاب الله، وأن يكون من مقيمي الصلاة، وكذلك حتى أكون قدوة لإخوتي في الجانب الديني قبل العلمي، لكني رغم ذلك أجد نفسي غير قادرة دائما. ثقتي بنفسي صفر؛ وأجد نفسي أحيانا أفكر في أنني لن أستطيع الزواج، أو سأكون زوجة فاشلة؛ لأنه أيضا رغم تدبيري لأمور البيت فأنا لا أجيد الطبخ. كل هذه السلبيات تحبطني أكثر، ولا أجد في نفسي القوة والعزيمة على الدراسة بتاتا، ولم يبقَ على إتمام الدراسة إلا سنة.
كلما شاهدت برامج دينية لأحد الدعاة الشباب أتفاءل، ولكن تعاودني حالة الشعور بالإحباط واليأس. أرجو أن تحللوا حالتي التي أنا فيها، وتفيدوني كيف أقوي ثقتي بنفسي، وتكون لدي العزيمة على النجاح. أنا أريد أن أنجح لكن كيف؟ إحباط وكسل واكتئاب.. دائما أحس أني حزينة وكل الناس سعداء ومتفوقون. في الأيام الأخيرة بكيت كثيرا.. أحس بالعجز، لا أدري ما أفعل، أريد نصائحكم، وجزاكم الله كل خير.
وللعلم: أنا أستطيع في كل سنة الذهاب لوطني ورؤية أهلي، لكن طيلة السنة أحس بالوحدة؛ وهذا جعلني أفكر في الزواج كثيرا، وأحيانا يصبح كل تفكيري في الزواج، وأنني محرومة.
أتمنى أن تصلكم رسالتي، وآسفة على أسلوبي؛ لأني أول مرة أكتب مشكلتي،
وإن لم أجد الإجابة فالمهم أني فضفضت؛ فربما أحس ببعض الارتياح.
30/12/2022
رد المستشار
صديقتي
رسالتك وفضفضتك يشوبهما الكثير من الهروب من الواقع أو عدم التركيز على الموضوع الأساسي.
الموضوع الأساسي الآن هو إكمال دراستك ومحاولة التفوق فيها من أجل نفسك وليس من أجل عائلتك أو إصلاح والدك ودينه أو الحصول على الفخر والإعجاب... إذا كانت اللغة عائقا فليس هناك ما يمنعك من تحسينها وتقوية مهاراتك فيها بدلا من الغضب والاكتئاب.
اكتئابك ووحدتك سببهما أنك لا تفعلين ما هو في مصلحتك وبالتالي فأنت غاضبة من نفسك وتحطين من قدرك وتتحدثين عن نفسك وقدراتك بطريقة سلبية أو انهزامية بالرغم من إنجازاتك ونجاحاتك السابقة.... أنت تعلمين جيدا كيف تنجحين.. عليك فقط أن تفعلي ما تعرفين أنه ضروري للنجاح وعدم التقاعس في طلبه.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
إنجازاتك البسيطة تستحق الاحترام!
الثقة بالنفس واحترام الذات
إعادة بناء الذات