لأجل أميري أزمة منتصف العمر ربما ؟! م5
سقوط مدوي
أظن أنني راسلت هذا الموقع كثيرا، ربما لسنوات و كان أمنيتي أن أحظى على سلام داخلي، لكن العاصفة لم تهدأ يوماً. لا ألوم طبيبي وألوم نفسي بشدة. لا أعلم أهو كبرياء أم حماقة فلم أستمع يوماً لنصائح طبيبي وقمت بمعالجة نفسي بنفسي، معرفتي بالأدوية كانت بوابة الجحيم التي فتحت على مصرعيها فلقد كانت تحت يدي الكثير من الممنوعات والمهدئات وأدوية غير قانونية بحكم عملي السابق.
سنوات وسنوات و أنا أمزج الأدوية وأتعاطى بجنون، أدخل بنوبات جنونية ولم يلحظ أحد يوماً جنوني. كنت مجدة بعملي وأهتم بطفلي الوحيد الذي بات شابا يافعاً. ما بين الأمومة وعالمي المظلم عشت ولكوني سيدة وحيدة كانت حياتي يلفها الغموض فأنا وابني الوحيد ونوبات جنوني تحت سقف واحد. انسحابي وانعزالي الاجتماعي جعل من بيتنا الصغير قلعة لا يقترب منها سوى أسهم القدر.
كان ابني سبب تمسكي برمق الحياة المتبقي لي، وكان تجرعي لتلك الأدوية عذري ووهمي الكبير لأشعر براحة هي حقي. غروري باعتقادي بأن مسيطرة على زمام حياتي، فبجانب نجاحي بعملي كمدرسة أكاديمية بالجامعة، عشقي وشغفي هما الوقود لجنوني الخفي. بدوت مثالية أمام عائلتي فلقد تفوقت بدرجاتي العلمية، ولم يكن الطلاق في سن مبكرة عائق لي.
ولد طفلي بتشوهات خلقية بالوجه ومنذ لحظة ولادته بدأت رحلة علاج طويلة وما زالت مستمرة، ما بين جراحات التجميل والترميم ...رحلة طويلة غاب عنها والده ورفض دوره كأب فكنت الأب والأم والمعيل. ليلة السقوط ليلة ظهور الحقيقة المخيفة لعائلتي، صدى الحقيقة كان مدوياً، في إحدى الليالي تجرأت وتعاطيت جرعة كبيرة، عدة عقاقير قانونية وغير قانونية وبلا حساب للكمية واستيقظت بالطوارىء على شفير الموت. الصدمة المذهلة التي سقطت كصاعقة على عائلتي لم يفهم أحد لماذا وكيف ومتى حدث كل هذا. أرغمت على الدخول لمصحة نفسية لفترة طويلة، وللأسف ما هو قادم هو الأسوأ.
فقدت عملي الذي كان شغفي، بعد فترة التعافي الطويلة حاولت النهوض مجدداً والوقوف. وصمة العار من كونك امرأة مدمنة كانت التحدي الأكبر في معركتي الوجودية، لربما لا يعنيني ما يعتقده الآخرون فأنا من أختار كيف أقود حياتي. حاولت وحاولت ولكن الأشباح النهمة للإدمان كانت أقوى، فعدت وأكذوبتي الدائمة بأني لدي القدرة للسيطرة على هذا الجنون الذي أعياني لعقود. الحقيقة أدخلت ثلاثة مرات للمصحة النفسية للتخلص من إدماني، حاولت التخلص من حياتي ولم أنجح، حاولت وحاولت بدا النجاح حلماً سريالياً.
للآن لم أفلح بالبقاء بأي عمل، وما زال الحنين لطقوسي السابقة في التعاطي يعذبني. تبعثرت أبجديات حياتي، فقدت الأمل تماما بالوقوف مجدداً. تلاشت تلك القوة التي دفعتي في ميادين الحياة مراراً، أقنعني طبيبي بأني أعاني من الشخصية الحدية واكتئاب جسيم يضرب كل خلية حية بجسدي. توقفت عن التعاطي، التزمت بـأدوية تبقيني مجرد كائن صامت تلاشت منه الحياة. فقدت القدرة على النوم ليلاً وتحول ليلي لنهار ونهاري لليل.
ما يزعجني رغم أخذي لمثبات المزاج مثل الكويل بجرعة تصل ل 600 لا أنعم بنوم هادىء، لربما يستغرق النوم ساعات للإحساس بالنعاس رغم أدويتي ولكن بمجردي استغراقي بالنوم انتفض من النوم فجأة وصراخي يملأ الدنيا فأقسم لك أن ثمة يدين تحيط بعنقي تحاول قتلي، أرتعب من ظلام الليل للنوم مجددا فثمة ظلال سوداء تتحرك حولي ولا أعلم أن ما أراه حقيقياً أو مجرد خيالي هذه الحالة المتواصلة واليأس الذي يعتريني يقودي للإيمان الفعلي بأن ثمة مس شيطاني يسكنني ويتوق للظهور ليلاً، لا أمتلك الحل هنا حيث ما وراء الطبيعة هي التفسير الوحيد فكل تلك الأدوية لم تخفي وجوده لو كان من نسج خيالي أو لربما أوهام وهنا يقيني يقودي بأن ثمة شيطان يسكنني ولا أعلم ما التفسير العلمي لهذا؟ يؤلمني أن يستيقظ ولدي الوحيد على صراخي وأكره أن يبقى حولي ليطمئنني، لم أحًمٍله ما لا طاقة له.
لربما نجحت باحتضان طفلي وكوني أما له هو عالمي النقي الذي ناضلت به بشدة وثمار هذه الرحلة هي فلذة كبدي ولكني لم أفلح يوماً باحتضان نفسي. بعد هذه الكلمات المتخمة بالألم، فضولي يقودني إليك... لماذا أتقن تدمير نفسي... كان أمامي مستقبلي.. عملي.. توقي لدرجة علمية جديدة.. لماذا... لماذا.. أحاول قتل نفسي ولا أفلح .. لماذا لا يسكنني سوى الألم .. لماذا لا أستطيع النوم.. أين حياتي؟!!
أدويتي
Zytic 150mg + Gabapetin 300(2 tablets)
seroquel xr 200 ( 3 tablets) + Gabapetin 300(2 tablets) )
23/5/2024
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
يحزن الموقع أن تصل حالتك إلى هذا الموقع. أظن آخر رسالة لك كانت قبل ثلاثة أعوام ورحلتك منذ ذلك الوقت إلى الآن لا يمكن وصفها إلا بالتوجه صوب الذات وإيذائها مع درجة اندفاع غير موجه ولا ضرر في القول بأنك تعانين من اضطراب الشخصية الحدية أو الشخصية الغير متوازنة وجدانياً وأظن هذا التشخيص هو ما وصل إليه من عالجك في الفترة الأخيرة.
هناك تسعة صفات تميز الشخصية الغير متوازنة وجدانياً لا تتواجد جميعها في كل مراجع يتم تشخيصه .هذه الصفات هي:
١- علاقات قوية غير مستقرة
٢- الغضب
٣- الشعور بالفراغ الذاتي
٤- الاندفاع
٥- سلوك التشويه الذاتي والانتحار
٦- الخوف المستمر من هجران الآخرين
٧- عدم الاستقرار الوجداني
٨- اضطراب الهوية
٩- هفوات في اختبار الواقع
عدم الاستقرار الوجداني دفعك نحو موقع اكتئابي مزمن.
سؤالك اليوم هو عن العقاقير والأرق وكما تعلمين أن ليس من الصواب أن يوصي الموقع بوصفة طبية وخاصة في حالة مشابهة لحالتك، وأي توصية يجب أن تصدر من استشاري في الطب النفساني يشرف على علاجك على أرض الواقع. الأرق ليس مشكلتك ولكن مشكلتك تكمن في تبرير سلوكياتك بظروف الحياة بدون القبول المقنع بأن رحلتك في الحياة والموقع الذي وصلت إليه هو رحلتك أنت فقط، والتوجه نحو موقع آخر تشعرين فيه بالسلام هو تحت سيطرتك أيضاً ولا ينفع استعمال هذا العقار وذاك.
ما عليك أن تفعليه الآن هو:
١- التزام صارم بوصفة عقاقير صادرة من الطبيب النفساني المشرف على علاج. القبول بأن الأعراض أحيانا لا تتحسن، ولكن على الإنسان أن يتعايش معها.
٢- الدخول في جلسات علاج نفساني منتظم. تتوجهين نحو معالج نفساني له خبرة في التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية.
٣- تقييم موقعك الاجتماعي والتواصل مع الآخرين بصورة صحية.
وفقك الله.