القناعات الوسواسية من لا يعرف يقول فصام ! م4
القناعات الوسواسية من لا يعرف يقول فصام!
السلام عليكم، حقيقي مفتقدك جدا دكتور سداد على الرغم أني أتابع استشاراتك هنا من وقت لآخر
عدمي على الدوام:
كما تعلم أنا شخص عدمي على الدوام بغض النظر إذا كان مزاجي كويس أو سيئ ومازالت أرى أن الحياة ليس لها معنى أو هدف أو غاية لكن لن أخرج من هذا المسلسل إلا عندما يحين وقتي ويقبض الله روحي، لن أنتحر أبدا. دائما ما أسأل نفسي لماذا الحياة غير عادلة؟ لماذا يسيطر الشر على هذا العالم؟ الخير نادرا ما ينتصر وينتصر فقط في المسلسلات والأفلام لماذا الحياة غير عادلة؟ لماذا توجد المعاناة والفقر والأمراض؟.
قد تقول لي أضئ شمعة بدلا من أن تلعن الظلام، بالفعل نحاول أن نضيئ الشمع ونساعد البشر لكن الكون كله مظلم والفقر والمعاناة تسيطر على هذا العالم، غالبا ما أشعر بانزعاج أو تقلب مزاجي مؤقت عندما أرى فقير أو طفل يعمل في الشارع.
لما أموت ربما سوف أعرف سبب وتفسير الحياة والمعاناة
القلق:
مشكلتي العظمي ليست الاكتئاب مشكلتي الرئيسية هي القلق والوسواس القهري (القناعات الوسواسية) والاكتئاب هو مجرد عرض عندي وليس مرض بحد ذاته، يتركز قلقي في الأساس على خوفي أن أمي أو أبويا أو إخواتي يموتوا أنا مقدرش أتحمل ده ودايما عندي قلق والاحتمال الأكبر أنه أمي وأبويا هيموتوا قبلي مش قادر أتخيل أني في يوم من الأيام هدفن أمي، لو أستطيع إيقاف الزمن لفعلت.
تجربة المخدرات:
أنا مدخن شره للنيكوتين وأكره المخدرات جدا، لكن إحدى أصدقائي عزمني على حشيش وشربت ودخلت في بارانويا الاضطهاد لمدة 3 ساعات، الأمر كان أشبه بالـ waves وكنت كل لما أفوق بدرك أني كنت في وهام ثم تأتي الموجة التالية وأدخل في بارانويا تاني، بالإضافة إلى فقدان مؤقت في الذاكرة كل هذا استمر لمدة 3 ساعات، لن أجرب المخدرات مرة أخرى مطلقا.
تغير في الشخصية:
لقد ذكرت لك في إحدى الاستشارات السابقة أنني كنت سريع الغصب والانفعال على أتفه ربما كنت self centered (مجرد احتمال)، هذا الأمر تغير بشكل كامل وأصبحت شخص هادئ وعندي ثبات انفعالي شديد، وأعمل على التخلص من كل سلبياتي أول بأول حاليا أعتقد أن سلبيتي الوحيدة أني شخص صدامي ولا أتردد مطلقا في المواجهة، المبشر أنني أصبحت أكثر اجتماعيا لدرجة أن إحدى أصحابي المقربين قال لي: "أنت أسرع واحد شوفته بيعرف يعمل علاقات اجتماعية" لكن هذا تسبب في المشكلة التالية.
خيانة وكتاب مفتوح:
أقرب أصدقائي بعد ما مديت ليه إيد المساعدة غدر بي وخانني وسرق عملائي كانت هذه صدمة عمري بعد صدمة موت عمتي الله يرحمها، معرفش ليه "خيرا تعمل شرا تلقى"، الجانب الإيجابي في هذا الموضوع أنه أصبح عندي مقاومة للصدمات رغم أني تعرضت للخيانة والطمع من أكثر من شخص وكان هدفي الأول هو مساعدتهم.
الجانب الآخر أني بحب أتفاخر بإنجازاتي خاصة أنه عمري صغير ولم أتجاوز الثلاثين بعد، معرفش أنا ليه بعمل كده هل عشان أنا عندي صفة نرجسية وهي حب التفاخر بالإنجازات ولا عشان أنا بحب أحفز الناس أنهم يشتغلوا وينجحوا في حياتهم معرفش، لكن الثابت أني بحب أدعم الناس معنويا وماديا. كنت بتعامل مع البشر أنهم أخيار وليسوا أشرار ده الـ Default بتاعي والله وكنت ساذج وتعلمت الدرس مؤخرا وأن معظم البشر مش بشر!!، ورغم كل ده أنا مش قادر أتخلى عن مساعدة البشر.
حضارتي الثانية:
خلال السنتين الماضيتين اعتمدت على البيزنس الذي كنت قد أسسته ويدخل لي أرباح أكثر من 7000 دولار ولولا شريكي لانهار هذا البيزنس، أما الآن أنا ملتزم على علاجي وأعتقد أني أعيش في حضارتي الثانية بعد انهيار حضارتي الأولى وسوف أحقق مزيد من النجاح والاستقرار، النجاح الأكبر أن مزاجي مستقر ونادرا ما أتعرض لتقلبات مزاجية بخلاص نظرتي العدمية إلى الحياة
فخور جدا أن الشخص المدلل المدلع أصبح هو الشخص المسؤول عن أسرته وغير حياتهم ويدعمهم بشكل مستمر.
أتمنى من حضرتك أن تجاوب على نقاطي وتنصحني أعمل إيه؟؟ شكرا ليك
25/5/2024
رد المستشار
شكرا على متابعتك.
لا يوجد في رسالتك اليوم ما يشير إلى أنك تعاني من اضطراب نفساني جسيم والقلق الذي تتحدث عنه ليس بالضرورة قلق مرضي وإنما يعكس النزاعات الوجودية التي تواجه الإنسان في مختلف مراحل حياته.
تبدأ استشارتك الحديث عن القلق على العائلة وبأنك شخص صدامي وتميل إلى النرجسية ولكن بعد ذلك هناك إشارة إلى تغير إيجابي في الشخصية والسيطرة على الانفعالات. ما حدث لك في خيانة وغدر الأصحاب ليس بالغريب في عالم اليوم والأمس وغداً ومثل هذه التجارب دروس في الحياة يتعلم منها الإنسان ويكتسب خبرة جديدة تساعده على مواجهة التحديات.
لديك ثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية والتعلم من مختلف التجارب والنضوج المعرفي والعاطفي لا يتوقف في رحلة الإنسان.
توكل على الله وامضِ قدما في رحلتك.
وفقك الله.