سنية إزالة النجاسة والوضوء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مريض وسواس في العبادات منذ 3سنوات ونصف تقريبا، عانيت منه كثيرا وكانت عندي مشاكل كثيرة في أداء العبادات خصوصا الطهارة والصلاة، ومؤخرا سئمت من النجاسة وسمعت بسنية ازالة النجاسة فقررت الأخذ بها فأصبحت لا أبالي بالنجاسة وخاصة وأنا لدي مرض جلدي أحيانا يسيل منه دم وأنا أعاني من هذا، فانتشرت النجاسة في الكثير من الأماكن كالحمام والمغسلة والمرحاض والصالون وهاتفي ويداي طول الوقت نجسة وملابسي كذالك وجسمي لأنني أمس رأسي وجسدي بيداي النجستان وتكون متعرقة فتنتقل النجاسة، فأصبح كل شيء حولي نجس وإن كانت هذه النجاسة لا ترى بالعين ولكن أعلم يقينا أنها انتقلت مثلا لمست بيدي نجاسة عينية بعدها لمست بيدي المتعرقة أو المبلولة المفضلة والمغسلة كذلك مبلولة فتنتقل النجاسة
وهكذا أصبحت أغلب الأشياء في حياتي نجسة، وبعد أن أخذت بسنية إزالة النجاسة ارتحت ولكن واجهتني مشكلة وهي عندما أريد الوضوء فأضطر إلى دلك ذراعي ومسح رأسي وغسل وجهي بيداي التي هي في الأصل نجسة فيتنجس الماء وبالتالي فالوضوء باطل فأصبحت أغسل رأسي وذراعاي ووجهي كون لمسها بيدي وعند غسلها أحرص أن لا ألمس شيئا لأني سأتنجس وأفعل هذا كل وضوء مما يسبب لي مشقة وحرج كبير جدا لا يعلمه إلا الله، وهذا ماجعلني أضيع الكثير من الصلوات، وعندما قلت في نفسي أن الله لايكلف نفسا إلا وسعها وسأتوضأ وأغتسل عادي مع النجاسة، جائتني أفكار أنك تقدر على غسل ملابسك وتنظيف النجاسة المحيطة بك وإزالة النجاسة عن جسدك وأن الله لايكلف نفسا إلا وسعها إذا كانت لا تستطيع إزالة النجاسة المحيطة بها
وكذالك جائتني أفكار أنك تستطيع إزالة النجاسة عن هاتفك وللعلم أني غسلت هاتفي مرتين بالماء واحدة إلى خسرانه مرتين، ولا أعرف كيف أزيل النجاسة عنه وحتى إذا أزلتها عنه ستعود إليه لأن كل شيء نجس أمامي، وهذه الأفكار جعلتني أترك الكثير من الصلوات، بالإضافة إلى وساوس أخرى ليست بالهينة تجعلك تترك الكثير من الصلوات وتجعلك في حالة نفسية غير جيدة، وعندي الكثير من المشاكل والوساوس المتعلقة بالعبادات ربما أطرحها في استشارات أخرى
وعذرا على الإطالة ولكن حاولت شرح مشكلتي بالتفصيل،
وأتمنى أن يتم الرد علي بسرعة لأني بحاجة لهذه الاستشارة كما أتمنى أن تدعو لي بالهداية والشفاء، شكرا
28/5/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "زكرياء"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك.
المشكلة في الموسوسين، أنهم يعطون الحكم حسب وسوستهم، ويطلبون الحل كأناس طبيعيين، رغم أن حكمهم هذا غير صحيح في الأعم الأغلب! (كل ما حولي نجس، ما هو الحكم؟ وماذا أفعل؟!)
ما أدرانا أن حكمك على تنجس الأشياء صحيح؟ الموسوس من الطبيعي جدًا أن يشعر بنجاسة كل ما حوله....، ومن الطبيعي جدًا أن يرى النجاسة تنتشر انتشار النار في الهشيم دون توقف.....، أما غير الموسوس فلا يرى هذا البتة! إذن لا يمكننا بحال من الأحوال أن نعتمد على كلامك.... ما أدرانا أن النجاسة التي حكمت بها هي نجاسة بالفعل؟ ثم ما أدرانا أن الطريقة التي حكمت أن النجاسة انتقلت بها، تنقل النجاسة فعلًا؟ وما أدرانا؟... وما أدرانا؟....
حكمك بنجاسة الأشياء من أوله لا نأخذ به، فهو مشكوك في صحته، والشك بصحة حكمك بالنجاسة، لا يغير اليقين بطهارة الأشياء....
من ذلك: تقول عندك مرض جلدي يجعل الدم ينزل أحيانًا....، أولا: ينزل أحيانًا وليس دائمًا، وهذا يؤثر على نسبة التنجيس وسهولة التطهير....، ثانيًا: المفروض أنكم في الجزائر تتبعون المذهب المالكي، والمذهب المالكي يقول بطهارة الماء القليل إن لم تغيره النجاسة التي لامسته أو وقعت فيه.... وعليه في كثير من الأحيان التي تكون فيه يدك مبلولة، وينزل الدم، لا تنتقل النجاسة وتبقى في مكانها.... هذا مثال لأشرح لك كيف أنك في كثير من الأحيان تظن أن الشيء تنجس ولم يتنجس، وأن النجاسة انتقلت ولم تنتقل....
يدك التي تفرض أنها متنجسة ستطهر أثناء الوضوء عندما يلامسها الماء، وليس ستنجس باقي الأعضاء!! أرأيت لماذا أقول لك إن حكمك على الأشياء بالنجاسة لا يمكن الأخذ به.
وبالنسبة لقولك أنك تستطيع إزالة النجاسة، فلا تدخل ضمن قوله تعالى: ((لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها....، نعم أنت تستطيع لكن بمشقة بالغة لك ولمن حولك، وهم وغم، وقال الله تعالى: ((وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج))، وقال: ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر))، وأنت وقعت في عسر شديد اضطرك إلى ترك الصلاة، فأي استطاعة هذه التي تتكلم عنها؟!!
انظر إلى الجدار، واسأل نفسك: هل هو متنجس؟ ستجيب: نعم! ثم أدر بصرك إلى الشباك واسأل نفسك: هل هو متنجس؟ ستقول: نعم! انظر إلى كل شيء من حولك، واسأل نفس السؤال.... وطبعًا ستجيب الإجابة نفسها في الكل....، كل شيء متنجس!! طيب.... هل هذا معقول؟!!! هل هذه عيشة؟ عندما تنتشر النجاسة إلى هذه الدرجة، يعفى عنها ونتعامل معها كأنها لم تكن، لتعذر تجنبها، ونحن نريد أن نعيش حياة طبيعية دون مشقة، والمشقة تجلب التيسير، وإذا ضاق الأمر اتسع....
تحتاج إلى تقييم طبي نفساني مباشر، وجلسات معرفية وسلوكية كثيرة، كي تستطيع أن تعيش وتتخلص من هذا الجحيم، فلا تتأخر في الذهاب
عافاك الله.
اقرأ على مجانين:
وسواس النجاسة اللا متناهية!
وسواس النجاسة: تعمدت يقينا أن أتجاهل! حسنا فعلت!
وسواس النجاسة: الوسوسة تسقط التكليف!
وسواس النجاسة والتجاهل هو الحل!