بعد الفضول: وسواس العقيدة والخروج الدخول م
أنواع كثيرة من الوسواس، وسواس شديد مرهق جدا جدا جدا
السلام عليكم، لجأت إليكم لأنكم الموقع الأفضل في مجال الوسواس القهري رأيته حتى الآن. أرسلت إليكم استشارة من زمن لا أذكر معي بالضبط لكن لم يتم الرد عليها، لكن أرجوكم أن تردوا علي، فأنا نفسيتي محطمة، أريد الخلاص وأكون طبيعيا كالآخرين، تفكيري طول اليوم بالكفر والوسواس، أجدد إسلامي مرات عديدة باليوم، أرجوكم استحملوا رسالتي الطويلة، كل شيء أكتبه أو أقوله أو أفعله أشك أنه كفر وأصبح كلامي محدود جدا.
أولا سأقول لكم تاريخي مع الوسواس القهري.
وسواس شك بالدين وسب الذات الإلهية (والعياذ بالله)، منذ أنا صغير يعني في الرابعة من عمري تقريبا كانت تأتيني أفكار سب الذات الإلهية والعياذ بالله، وكنت أتذكر أني أنا من كنت أستجلب السب، لكن أتذكر أن الموضوع كان غير ملازم وغير مستمر.
في سن (14) حسب ما أتذكر ذهبت للعمرة، أتذكر أني كنت كلما رأيت الحرم النبوي تأتيني شكوك بالدين، كنت منزعجا لأنني كنت لا أشعر بإيماني جيدا، والشكوك بالدين تملأ رأسي. بدأ الوسواس القهري بأشد حالاته في العمر (15)، أصعب فترة بحياتي مع الوسواس القهري، حيث كانت تأتيني شكوك بالدين أقضي اليوم وأنا أرد على واحدة واحدة، عندما كنت ذاهبا للبحث عن جواب لشبهة، أتتني فكرة بأني إذا كنت أريد البحث عن جواب للشبهة فأنا شككت بالدين.
سأختصر عليكم وأقول لكم الحالة التي أنا فيها، كلما فكرت بشيء أو قلت شيئا أو فعلت شيئا متعلقا بالدين أو متعلق تعلق غير مباشر بالدين أشك بأن هذا كفر وأتجنبه، وكلما تأتيني فكرة شك أو سب بالدين أشعر بأني صدقتها، والأكثر تكرارا معي هو الغضب والتذمر من الدين، كلما أعيد نطق الكلمات بالصلاة أو أثناء التسبيح وذكر الله أغضب من كثرة الإعادة، وأشك هل غضبت من الوسواس أم من الدين وأحكامه (والعياذ بالله) هذا الموضوع أرهقني جدا وأصبحت كل خمس دقائق أشك أني كفرت وأجدد إسلامي وأحاول أن أتوب توبة بكامل شروطها، كالندم، أحاول أن أندم على فعلتي لكن هذا ينجح معي بصعوبة، وأيضا العزم على عدم العودة، عندما أقول أنني لن أعود تأتيني أفكار أنني يمكن أن أفعل الذنب وأنني غير متأكد إن كنت سأعود أم لا، أعرف أن رسالتي كلها تفاصيل لكني بحاجة لأكتبها كلها، لأنني لا أعرف كيف أتصرف تجاه المواقف التي تحصل معي، وأنا أحتاج أجوبة لأسئلتي.
وسواس التنجيم، والتنبؤ، ومعرفة الغيب، والمستقبل. أصبحت الكلمات التي أقولها محدودة خوفا من أن تكون تنجيما أو تنبؤًا بالمستقبل، فأنا كلما أريد أن أقول رأيي أقول كلمة (أتوقع) لكيلا أكون منجما، ولا تقول توقعي حتى أجد دليلا أستدل منه على توقعي لكيلا أكون منجما أتنبأ بالمستقبل.
وسواس في آيات القرآن
تطرأ أحيانا آيات قرآنية سمعتها من قبل، فلما تأتيني أقوم بإكمال الآية لكيلا تكون ناقصة، فأنا أشعر بالذنب إذا لم أكمل الآية، وأحيانا تأتيني آيات لم أحفظها، فتأتيني الكلمة أو الكلمات التي أحفظها منها لكني لا أعرف تكملة الآية، فلا أعلم ماذا أفعل؟!! أقوم بتجديد إسلامي إذا شككت بأني كفرت، فإني أخاف ألا أجدد وأكون مهملا لأني لم أفتش إن كنت قد كفرت أم لا، فقد تعبت من تفتيش المشاعر والنية وموقفي تجاه الفكرة وماذا قلت في سري تجاهها، وأخاف من أن أكون قد كفرت فعلا. أصبحت أتجنب كلمات كثير خوفا من أن تكون استهزاء بالدين أو تكون تنجيما وتنبؤًا بالمستقبل.
حتى عندما لا أكون متأكدا ماذا حصل معي في موقف معين، وأكون أحدث الناس به، أحيانا أخاف الكذب وأربطه بالتنجيم ومعرفة الغيب (لا أعرف كيف ولماذا)، وأتوقف في منتصف الموضوع ولا أكمله وأصبح أتلعثم بالكلام لأنني لا أعرف ماذا سأقول، تجنبا لأي كلام في تنجيم أو معرفة للغيب.
أريد أن أعرف هل أنا محاسب وهل إذا استمرت حالتي هكذا أكون محاسب؟؟
عندما يظهر لي مقطع يثبت عدم صحة الإسلام (والعياذ بالله)، أصبح مشوشا ولا أدري إن صدقت الفكرة أم لا، أصبح أقاوم الفكرة بصعوبة وأحاول إقناع نفسي بأن الإسلام هو الحق لكني أشعر أني قد شككت فعلا، لأن مقاومتي للفكرة الكفرية كانت ضعيفة، فأشك أن تأثرت بالفكرة وصدقتها، وإذا لم أرد عليها ولم أقاومها أشك بأني صدقتها فعلا، لكن في الحالتين سرعان ما أندم.
أشعر بأنني غير متيقن من ديني (والعياذ بالله) وأنني ضائع، وكلما أفكر بالنار والجنة تأتيني شكوك حول الموضوع وأن هذه الأشياء خيالية (والعياذ بالله)
حتى وأنا أكتب عندما كتبت خيالية أخاف أن أكفر لأني كتبتها، وأخاف أن أقول موقف لم يحصل معي وأنه يتهيأ لي أنه حصل وأكون كاذب أو كافر.
أصبحت أنسى كلما فتشت بداخلي، وعندما تأتيني شبهة أنسى كل أدلة صحة الإسلام، وأشك أن كفرت أم لا. كلما أشعر بالضغط من الوساوس وكثرة إعادة الكلمات في الصلاة أو أثناء التسبيح أشعر بغضب وأشك أنه غضب من الله أو من أحكام الإسلام (والعياذ بالله).
آسف على طول رسالتي لكن أنا محتاج لأدق الأجوبة من فضلكم، فأنا محتاج لها أمس الحاجة
آخر شيء أود أن أقول هو الوسواس الجنسي والشذوذ الجنسي، فعندما أرى مثليين تأتيني أفكار أن ميولهم جميلة، وكنت كل فترة (ليس دائما، بل فترات وفترات) كلما أنظر لشاب جميل يأتيني انجذاب له، مع أني شخص ميوله ذكورية وعندي شهوة للنساء، وأكره المثليين وأستهزئ بهم.
علقت بدوامة الاستمناء، فكنت لا أنظر للحرام، لكنني للأسف أصبحت أنظر وأتوب أنظر وأتوب وأحلف ألا أعود للذنب وأعود إليه، فعندما يخطر على بالي الاستمناء أو النظر للنساء يأتيني شعور غريب بجسمي وأصبح أريد الأمر بشدة، وبعد هذه اللحظة أحاول نسيان الأمر، وإذا نسيته ينتهي بي الأمر بفعله، ويتشتت تفكيري ويصبح يتمحور حول هذه الأفعال حتى أقوم بها، كالاستمناء والنظر للحرام.
كلما يخطر على بالي شيء حسن فيّ أو في أهلي أو في أي أحد أقول (ما شاء الله)، ويكون الموضوع بكثرة، وكلما تأتيني تخيل أنه أصابنا مكروه أنا وأهلي أقول لا قدر الله، فهل هذا يجب الامتناع عنه لأنه من الوسواس أم ماذا؟
وأخيرا وبعد هذه الرسالة الطويلة أود أن أقول لكم أني بحاجة ماسة إلى الرد بأسرع وقت أرجوكم، فأنا أعيش معاناة كبيرة جدا وتعبت جدا من الموضوع، علما أني أود أن أقول لأهلي الموضوع وأذهب إلى الطبيب، لكن ليس هذه الفترة، بل يمكن بعد ٣ أسابيع أو شهر لانشغالي الكبير بالدراسة.
فهذا الموضوع لا يعلم به إنسان إلا أنتم
وشكرا جزيلا لكم
29/5/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "مجهول" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يأتي هذا النص المتعجل منك -وإن كررت فيه ما أجبناك عليه بالفعل في أولى استشاراتك-وكأنما يؤكد ويفصل تخميني عن عرْض وسواسك حين قلت في ردي السابق (وهذه مقدمات كافية ليكون عرض الوسواس هو وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق. وهو عرْض الوسواس القهري الناتج عن تفاعل فرط الحساسية للذنب كعامل تهيئة للوسوسة والتعمق في إحسان ومراقبة الإيمان كطريقة وسوسة.). ففي النص الأول منك أشرت إلى أعراض وسواس العقيدة والشك في والخوف من الكفر ومن الذنب وبدا منك التعمق في فرط التحاشي كما بينا لك، لكنك هنا تذكر لنا جديدا عن الجانب الجنسي في موجبات الشعور بالذنب.
تقول هنا (علقت بدوامة الاستمناء، فكنت لا أنظر للحرام، لكنني للأسف أصبحت أنظر وأتوب أنظر وأتوب وأحلف ألا أعود للذنب وأعود إليه) طبعا هكذا تكون النتيجة المتوقعة لفرط التحاشي تفشل في منع نفسك من التأثر بغريزيتها فتشعر بالذنب المهول فتستغفر وتتوب وتعود للتحاشي المفرط والذي يجعلك أضعف لا أقوى... وأي براءة تلك التي يتصف بها شاب في العشرين من العمر يصف لنا بمنتهى الصدق قائلا (عندما يخطر على بالي الاستمناء أو النظر للنساء يأتيني شعور غريب بجسمي وأصبح أريد الأمر بشدة) أليس هذا طبيعيا في مثل سنك؟ بمعنى أن كلنا يعرف ذلك ولا أحد يحتاج لوصفه، وتكمل قائلا (بعد هذه اللحظة أحاول نسيان الأمر، وإذا نسيته ينتهي بي الأمر بفعله، ويتشتت تفكيري ويصبح يتمحور حول هذه الأفعال حتى أقوم بها، كالاستمناء والنظر للحرام) وهذا أيضًا يبدو طبيعيا في مثل سنك! الحقيقة أن غير الطبيعي فيك هو فرط الخوف من الذنوب وفرط الرغبة في الاستقامة بشكل مرضي
ثم تحكي لنا بعضا من وساوس الخوف من الشذوذ الجنسي وإن بدا أنها لا تستمر معك طويلا (ليس دائما، بل فترات وفترات) ثم تحكي عن وسواس الخوف من الحسد الذاتي لأهلك، ويبقى انشغالك الأكبر بالذنب كفرا أو معصية، وأما من بداية الاستشارة حتى بدأت حديثك عن الوساوس الجنسية فأغلب ما تشتكي منه قمنا بالرد التفصيلي عليه في المرة السابقة، فأنت تبدو كمن يخاف الكفر دون أن يدري به أو الكفر ساهيا أو بالصدفة ولا كفر إلا لعاقل واعٍ مكلف، وأما أنت فحتى لو كفرت بوعيك لا تكفر وقد وضعنا لك الاستشارات الموضحة لذلك، وبالتالي عليك الامتناع تماما عن طقوس الدخول في الدين لأنك لا تخرج منه مهما بلغت وساوسك.
مسألة اختلاط مشاعرك عليك وشكك في توجه تلك المشاعر، وفي موقفك العاطفي من الأفكار والشكوك الكفرية ترفضها أم تقبلها وفي الشك هل هي أفكارك أم هي من الوسواس، كل هذا من الحيل الوسواسية التي يحكي عنها أغلب الموسوسين يستغل فيها الوسواس عجز المريض عن القراءة الواثقة لمعلوماته الداخلية، ويبدأ بإلقاء التهم والأسئلة التي تقود المريض إلى مزيد من تفتيش الدواخل وتوصله إلى شك فيما كان من الثوابت، وعليك إن أردت بنفسك خيرا أن تقرأ الارتباطات الواردة في ردنا السابق والارتباطات أدناه بتأن واهتمام، وتلتزم بالتجاهل النشط للوساوس.
اقرأ على مجانين:
وسواس الكفرية: يعبث بالعقل وبالنية!
الوسواس يعبث بالنية والحالات الداخلية!
وسواس الكفرية: الرضا بالوسواس لا يعني الرضا بالكفر!
وأخيرا أكرر ما قلت سابقا: (عليك أن تدرك جيدا أن حالتك بحاجة عاجلة إلى التشخيص الكامل ووضع خطة العلاج وهذا غير ممكن من خلال التواصل النصي مع المواقع، فأنت بحاجة إلى مقابلة مع طبيب نفساني إن أردت التعافي)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.