الوسواس في الصلاة والاحتلام
السلام عليكم أنا فتاة عزباء عمري 22 تعرفت مؤخرا على أن المرأة تحتلم أيضا ومن يومها وأنا في حيرة من أمري إذ أنني لا أملك أدنى فكرة عن كيف يحدث الاحتلام وكيف أعرف أنني احتلمت. كل ما أعرفه هو تذكر الحلم ورؤية الماء لكن هذا لم يكفيني لأفهم إذ أن الموضوع تحول معي إلى وسواس.
- الحل الوحيد الذي وجدته كان أن أنام وعند الاستيقاظ أفتش في ملابسي إن وجدت بللا أغتسل إذ أنني لن أفرق إن كان منيا أو لا على أي حال فأغتسل للاحتياط . لكن الموضوع متعب جدا من تفتيش كل يوم لكن كان هذا حلي الوحيد. كنت في البداية شديدة الوسواس إذ أنني أرى حلما أغتسل حتى ولو لم أجد شيئا لكنني بدأت أتوقف عن الاغتسال شيئا فشيئا. بدأ يخف الوسواس لكن حصل معي موقف أنني نسيت لم أفتش في يوم وندمت شديد الندم إذ تراودني فكرة أنني ربما احتلمت ولم أفتش لكنني تجاوزتها ولم أغتسل.
لكن اليوم استيقظت ثم عدت للنوم بعد فترة نمت لفترة قصيرة جدا ولم يكن نوما عميقا وقبل النوم ذهبت للحمام أكرمكم الله وبقي في ملابسي بعض الماء من الاستنجاء وبعد أن نمت واستيقظت تذكرت أنه كان يجب علي النوم بثياب جافة لأتأكد إذ أنني عندما استيقظت وجدت رطوبة على ملابسي منطقيا هي من ماء الاستنجاء الذي بقي كما أخبرتكم الفترة كانت وجيزة إلا أنني أشعر بذنب كبير الآن لأنني لم أتأكد إذا كان ماء الاستنجاء أو غيره إذ اعتقد أنني كان يجب علي النوم بثياب جافة .
- أريد الآن جوابا شافيا يريحني من هذا الوسواس. هل علي إثم إذا لم أغتسل وهل يجب علي القيام بكل هذا التفتيش والتأكد والنوم بثياب جافة وكيف أعرف أن الاحتلام حصل كبقية الناس دون التصرف بوسوسة. وهل يجب أن أغتسل للاحتياط أم أنني غير ملزمة. وهل يجب أن أغتسل في حالتي التي شرحتها؟
أيضا الوساوس تأتيني في أغلب الأمور الدينية ففي الصلاة مثلا أصبحت أشك كثيرا هل أديت صلاة معينة أم لا مع أنني أحرص حرصا شديدا على أداء كل صلاة ولا يوجد ما يشغلني مؤخرا سوى الطهارة والصلاة فهل أعيد الصلاة إذا شككت أم أبني على غلبة ظني خاصة وأنني أفكر بأنني أتصرف باستهتار بعدم إعادتي لكنني لا أريد البقاء في هذه الحلقة المفرغة
- هل أستطيع كمريضة وسواس أن أعامل جميع أفكاري وشكوكي كوسواس وأهملها؟؟؟ هل أؤثم إذا لم أتأكد هل احتلمت مثلا أم لا؟ كيف أستطيع أن أعيش براحة فمنذ مدة طويلة لم أشعر بأن عبادتي مقبولة حتى أنني أخاف من لمس المصحف خوفا مني أنني على غير طهارة.
أريد أن أرتاح بخصوص موضوع الاحتلام خاصة كيف أرتاح أنني على غير جنابة وكيف أتأكد تأكدا جازما أنني طاهرة...
لقد تعبت.
30/5/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "دينا"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك..
إذا كانت المرأة يمكن أن تحتلم، فلا يعني هذا أنها تحتلم كل يوم! هذا قليل جدًا عند النساء، فكثير منهن لم يحتلمن طوال عمرهن....، كذلك إذا احتلمت المرأة لا يشترط أبدًا أن ينزل منها المني، فليست في هذا كالرجل، وأغلب النساء لا ينزل منهن المني
ثم: إذا (لو فرضنا احتلمت) ولم تتأكدي من نزول المني فلا غسل عليك، ولا يوجد شيء اسمه: (أغتسل احتياطًا). أما إذا لم تري في النوم شيئًا، فلماذا التفتيش ولماذا الشك ولماذا الغسل؟الأمر الأهم من هذا كله أنك غير ملزمة بالتفتيش نهائيًا، بل عليك أن تفعلي ما يمنعك من معرفة الحقيقة، فقد رُوِيَ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((بَالَ فَنَضَح فَرْجَه))، وفي رواية: ((بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَنَضَحَ فَرْجَه)). واستدل العلماء بهذا الحديث: أنه يستحب لمن انتهى من قضاء حاجته واستنجى أن ينضح (يرش) فرجه، وما يحاذيه من الثياب بالماء دفعاً للوسواس؛ فإذا رأى بللاً في ثيابه بعد الوضوء، أحال هذا البلل ونسبه إلى الماء الذي رشَّه.إذن المطلوب منك أن تسدي باب الوسوسة، وتنامي بثياب رطبة (وليس مبلولة)، فهذا يمنع التفكير في نزول المني منذ البداية، وكل رطوبة ترينها تقولين عنها إنها ماء أو تعرق، أو.... وسيكون التأكد من خروج شيء مستحيلاً بسبب رطوبة الثياب ابتداءً، وهذا يساعد كثيراً على العلاج، لأن المطلوب منك هو صرف الانتباه عن هذا الأمر وعن التفكير فيه، وعن محاولات التحقق منه، وتجاهله تمامًا.وطبعًا هذا ما ينبغي فعله مع جميع الوساوس التي تقابلينها. بما فيها الشك بأدائك لصلاة ما، تجاهلي ولا تعيدي ولا تفكري... أنت معذورة، وعقل الموسوس لا يشك إلا بعد أدائه للعمل، فتجاهلي الشكوك وامتنعي عن الإعادة...